رئيس المجلس المصري للعلاقات الخارجية: الاتفاق مع إثيوبيا بشأن "سد النهضة" تطور مهم ينتظر التطبيق

أكد السفير عزت سعد، الرئيس التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن ما تم الاتفاق عليه مؤخرا بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بعودة التفاوض حول سد النهضة، هو تطور مهم في هذا المسار نتمنى أن يسفر عن نتائج ملموسة على الأرض تخدم مصالح الجانبين.
Sputnik
وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الأحد، إن المباحثات التي جرت بين الجانبين المصري والإثيوبي في القاهرة أثناء زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لمصر للمشاركة في قمة دول جوار السودان، كانت إيجابية وما صدر عنها من تصريحات وبيانات إعلامية، كانت تشير إلى أن هناك تغييرات في الموقف الإثيوبي تجاة أزمة سد النهضة.
وأضاف سعد: "على كل حال لا يمكن الحكم على تلك اللقاءات والمشاورات والإمعان في التفاؤل إلا بعد أن يتم ترجمة تلك التصريحات إلى واقع على الأرض ويكون هناك ما يوحي بأن تغييرا يجري ومواقف تتغير وقناعة لدى إثيوبيا".
السيسي وآبي أحمد يبحثان مستجدات الأزمة السودانية وقضية سد النهضة
وحول دلالات تحديد مدة زمنية للمفاوضات، يقول سعد: "ربما تعود عملية تحديد المدة الزمنية للتفاوض إلى إدراك الجانب الإثيوبي بأنه ليس من المصلحة الاستمرار في تلك المواقف المتجمدة، وقد يكون قد توصل إلى نوع من التوافق مع مصر، نظرا للظروف الإقليمية والدولية غير الجيدة في تلك المرحلة، علاوة على عدم استقرار الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي".
وعبّر سعد عن أمله بأن يكون هذا التطور في ملف سد النهضة مرضي للطرفين، مشيرا إلى أن ما يتم الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا لا يمكن أن يتجاهل السودان التي تمر بظروف استثنائية، وهى دولة مصر وجوار مع إثيوبيا، وفي تقديري أن ما يجري في السودان وضع مؤقت لن يستمر طويلا وسوف يتم وضع نهاية خلال الفترة القادمة.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد علي، أمس السبت، أن بلاده "لا تنوي الإضرار بدول حوض النيل، وأن سد النهضة ستكون له فوائد كبيرة للجميع".
ونشر آبي أحمد بيانا باللغة العربية عبر حسابه على "تويتر"، قال فيه إن "إثيوبيا تحفظ الأمانة ولا تنوي الإضرار بدول حوض النيل الشقيقة"، مضيفا: "نؤكد لإخواننا بأن هذا الالتزام قد تعزز أكثر من أي وقت مضى".
السيسي وآبي أحمد يتفقان على بدء مفاوضات "عاجلة" بشأن سد النهضة
وتابع: "احتياجاتنا للتنمية في دول المنبع والمصب تتضاعف، نظرا للتزايد السكاني، ما يدعو مصر وإثيوبيا للعمل معا من أجل تحقيق التنمية المستدامة وإقامة شراكة حقيقية لتحقيق طموحات شعبينا".
واتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يوم الخميس الماضي، على البدء بمفاوضات عاجلة للاتفاق على ملء سد النهضة وقواعد تشغيله.
وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، إن السيسي وآبي أحمد أجريا اليوم نقاشا حول سبل تجاوز الجمود الحالي الذي تشهده المفاوضات المتعلقة بسد النهضة.
وأضاف البيان أن الزعيمين اتفقا على الشروع في مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق بين مصر وإثيوبيا والسودان لملء سد النهضة وقواعد تشغيله، مشيرا أن الجانبين اتفقا على بذل جميع الجهود الضرورية للتوصل إلى اتفاق خلال 4 أشهر.
رئيس وزراء إثيوبيا: سد النهضة هو أفضل ضمان للجميع في حالات الجفاف ولن يضر دول المصب
ووفقا للبيان، أكدت إثيوبيا التزامها، أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023-2024، بعدم إلحاق ضرر ذي شأن بمصر والسودان، ما يوفر الاحتياجات المائية لكلا البلدين.
وجدد الزعيمان تأكيد إرادتهما السياسية المتبادلة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، لتحقيق مصالحهما المشتركة، ما يسهم أيضا بشكل فعال في تحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة.
يذكر أن مصر وإثيوبيا على خلاف منذ سنوات بشأن بناء سد النهضة، وطلبت الخرطوم والقاهرة مرارا من إثيوبيا التوقف عن ملء خزان سد النهضة، بانتظار اتفاق ثلاثي ملزم بشأن طرق تشغيل السد باعتباره الأكبر في أفريقيا.
وتقول مصر، التي تعتمد على النيل لتأمين 97% من حاجاتها من الماء، إن سد النهضة يمثل "تهديدا وجوديا" لها.
مناقشة