اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة... هل يسهم في حل أزمة الشغور الرئاسي للبنان؟

استبعد مراقبون أن ينجح الاجتماع الخماسي الذي عقد في قطر، في الوصول لتسوية سياسية ينهي بها حالة الفراغ في سدة الرئاسة.
Sputnik
وشهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الاثنين، اجتماعا خماسيا لممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقطر ومصر والسعودية، حول الأزمة الرئاسية اللبنانية، قبيل عودة الموفد الفرنسي إلى لبنان، جان إيف لودريان.
الموفد القطري إلى لبنان: تحريك الملف الرئاسي الشاغر أمر يسير... بشرط
وقال الخبراء إن الأزمة اللبنانية تحتاج إلى تدخل واتفاق دولي، لفرض شخصية سياسية يمكن لجميع الأطراف الاتفاق عليها لتولي الرئاسة، مؤكدين أن الحل يكمن في المرشح الثالث.
وقالت تقارير صحفية لبنانية إن اجتماع الدوحة كان إيجابيًا، وإن الأمور بدأت في أخذ منحى جدي في البحث عن حلول.

توافق مطلوب

قال أسامة وهبي، المحلل السياسي اللبناني، إن الاجتماع الخماسي الذي عُقد في قطر من أجل لبنان خرج بضرورة إيجاد مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية وإنهاء حالة الشغور، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من هذه الاجتماعات على المستوى الإقليمي والعالمي، من أجل إيجاد مخرج للأزمة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "خيار المرشح الثالث بات واقعًا بعد الجلسة النيابية الأخيرة، وحصول فرنجية على 51 صوتًا، وأذعور على 59، ما يعني أن هناك كتلتين كبيرتين كل منها يؤيد مرشحه ويعتبره تحديًا، والمرشح الثالث قد يكون قائد الجيش في المرحلة المقبلة، لأن لديه الكثير من المؤيدين في الداخل اللبناني، وليس لديه أي مشاكل مع الدول العربية، كما يحظى بتأييد أمريكي".

واعتبر أن الأمور لا تزال مبكرة من أجل طرح أسماء للمرشح الثالث، لكن قائد الجيش قد ينطبق عليه شروط المرشح الثالث الذي يجمع عليه كلا الفريقين، فيما تعكس الأجواء في الداخل اللبناني أننا قد نتجه إلى الحوارات الثنائية أو الشاملة.

وفيما يتعلق بقرب حل الأزمة، بين أن التوافق الدولي على اسم الرئيس أو المرشح الثالث شرط رئيسي، وإن لم يكن موجودًا سيمتد الفراغ لوقت طويل، وهو ما يعمق الأزمة في لبنان.
ويعتقد وهبي أن المجتمع الدولي بات معنيًا بالأزمة اللبنانية بسبب وجود هذا الكم الهائل من النازحين السوريين والفلسطينيين، خاصة بعد قرار الاتحاد الأوروبي بإبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، وهو ما يزيد الأزمة عمقًا، ويضاعف التكاليف التي تتكبدها الدولة اللبنانية، في وقت تعاني فيه من خطر الإفلاس والانهيار الكامل.

اصطفاف سياسي

بدوره، استبعد خالد حمادة، الخبير الأمني اللبناني، ومدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات، أن يسهم اجتماع اللجنة الخماسية الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، في إدخال أي عناصر جديدة قد تدفع بإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، حيث لا تزال المواقف في لبنان على حالها، و"حزب الله" متمسك بمرشحه ولا يقبل بأي نوع من الحوار حول مرشح ثالث.
قيادي في "حزب الله": انتخاب رئيس لبنان يتطلب عدم وضع أي شروط مسبقة
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "حزب الله" اللبناني لا يزال متمسكًا بمصطلحاته وبمرشحه ويخشى انتخاب رئيس يطعن المقاومة في ظهرها، في حين يرى الفريق الآخر أن تجربته في الحكم مع ميشال عون كانت فاشلة، وأغرقت لبنان في المزيد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والغربة عن العالم العربي والمجتمع.
وقال إن المبادرة الفرنسية التي تتمسك بمحاولة مد الجسور مع "حزب الله"، والتفاهم حول صفقة سياسية عنوانها سليمان فرنجية لا تقنع الشركاء في اللجنة الخماسية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، مؤكدًا أن الاجتماع كان للقول إن لبنان لا يزال في اهتمامات هذه الدول، وعلى جدول أعمالها، وأن الشغور الرئاسي أحد المسائل التي تهتم في بحثها.

ويرى حمادة ضرورة أن يدخل عامل آخر يعيد تصنيف واصطفاف القوى السياسية الموجودة، عبر إجراءات دولية للطبقة السياسية ربما تكون عقوبات تسهم في تحريك الرأي العام، لكن على ما يبدو أن لا شيء من هذا القبيل مطروح، لا سيما وأن ملفات أخرى تفتح في البلاد، منها القلق من الشغور في حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش وفي مواقع إدارية أخرى.

وأوضح أن لبنان يعيش في ظل حكومة تصريف أعمال مكبلة ولا تستطيع الاجتماع نتيجة تركيبتها السياسية التي لا تسمح باتخاذ قرار موحد، مؤكدًا أن بلاده لا تزال تدور في الحلقة المفرغة، حيث لم يأتِ الوقت المناسب ولم تتوافر الظروف الملائمة من أجل الخروج من دوامة الشغور الرئاسي.
ودخل لبنان في الفراغ الرئاسي بعدما أخفق البرلمان اللبناني في 12 جلسة سابقة، في انتخاب رئيس للجمهورية خلفًا للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
مناقشة