راديو

ثلاثة تحديات تجمع سوريا والعراق على خط المواجهة

اختتم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الأحد، زيارة رسمية إلى سوريا، هي الأولى منذ 13 سنة، ناقش خلالها التعاون الأمني وضبط الحدود، وشح المياه وعودة اللاجئين.
Sputnik
واعتبر الأسد أن زيارة السوداني "فرصة لبناء علاقة مؤسسية، وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي".
وشدد السوداني على "موقف بغداد الداعم لدمشق في بسط سيطرتها على كامل أراضيها"، مشيرا إلى أن "أي جيب خارج عن سيطرة الحكومة السورية قد يتحول إلى عامل تهديد لاستقرار المنطقة"، وأعلن عن اتفاق مع سوريا على "آليات للتعقب والمتابعة فيما يتعلق بمكافحة المخدرات".
وفي حديثه لـ"سبتونيك"، قال رئيس مركز التفكير السياسي، د. إحسان الشمري:

هذه أول زيارة رسمية منذ سنوات، وتأتي بعد عودة سوريا للجامعة العربية، لهذا يريد السوداني توثيق العلاقات مع دمشق، كما تأتي بعد إعادة انتخاب أردوغان لبحث إمكانية تنسيق المواقف، فضلا عن أن العراق يستشعر من الجغرافية السورية أنها لا تزال تمثل تحديا كبيرا على مستوى الملف الأمني.

وتابع: "كما أن هذه الزيارة سعت أيضا إلى تفعيل الجانب الاقتصادي، خاصة أن البلدين يعانيان أزمة وسينعكس التعاون عليهما بشكل إيجابي"، مشيرا إلى أن "السوداني يحاول لعب دور الوسيط وتقريب وجهات النظر بين سوريا والولايات المتحدة، وكانت هناك زيارة لوزير خارجية سوريا إلى بغداد في وقت سابق، نقل فيها رسالة مهمة لواشنطن، وهذا قد يكون بحد ذاته الهدف العميق لهذه الزيارة".
وأكد المحلل السياسي د. مجاشع التميمي:

الزيارة تتماشى مع الموقف العربي من سوريا بعد قمة جدة وما تلاها من تبادل الزيارت، وهناك مصالح مشتركة يريد من خلالها رئيس الوزراء دعم الحكومة المركزية للرئيس الأسد بما يصب في مصلحة العراق، وهناك قضية تهريب المخدرات عبر الحدود، وقضية مخيم الهول الخارج عن سيطرة الدولة السورية، لهذا من مصلحة العراق أن تكون هناك حكومة مركزية قوية تبسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية.

واعتبر الخبير السياسي والاستراتيجي د.علاء الأصفري، أن "زيارة السوداني تدشن مرحلة حساسة في العلاقات بين البلدين على أرضية تاريخية مشتركة، حيث أن الدولتين كافحتا الإرهاب الذي انتشر في المنطقة بدعم من المخابرات الغربية، ولهذا ستكون طبيعة التعاون الأمني مهمة لتصفية كل جيوب الإرهابيين، بما يؤدي إلى كبح الهجمات التي تقودها التنظيميات الإرهابية على الجيش السوري وحلفائه، وعلى الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، وأيضا سيكون هناك تعاون يهدف إلى فرض حصار لوجستي على القوات الأمريكية التي تحمي هؤلاء الإرهابيين على الحدود، وإلى سحب الذرائع الأمريكية بأن الحدود باتت ممرا للأسلحة الإيرانية"
وأوضح الخبير العسكري والاستراتيجي ، اللواء رضا شريقي:

سوريا ترحب بالتنسيق بين الدولتين، خاصة أن السوداني شخصية معتدلة ومقبولة جدا سوريًا وعربيًا، وسيحتل التنسيق الأمني أولوية خاصة فيما يتعلق بالتواجد الأمريكي على الساحة السورية، وهو وجود غير مشروع، وهناك خطط للتعامل مع هذا الواقع.

وأشار إلى أن "الرئيس الأسد أعلن أن سوريا إلى جانب القوات المسلحة والحزب الشعبي تعمل على درء خطر الإرهاب، ما يعني وضع الخطط المناسبة للمواجهة، وسيتم العمل في هذا الاتجاه مع السوداني، وهو من الشخصيات التي تحررت كثيرا في السياسة الخارجية ويعمل على مصالح بلاده والعرب والإقليم".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة