راديو

ما الأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية لزيارة الرئيس الجزائري للصين؟

بدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الاثنين، زيارة إلى العاصمة الصينية بكين، بدعوة من نظيره الصيني شي جين بينغ، وذلك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين، وفق الرئاسة الجزائرية.
Sputnik
وأعلنت السفارة الصينية لدى الجزائر، في بيان، أن الرئيس الصيني سيجري محادثات مع تبون، لرسم الخطوط العريضة لمستقبل العلاقات الثنائية، ويتبادلان وجهات النظر بشكل معمق بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقالت إن "الصين تتطلع إلى بذل جهود مشتركة مع الجزائر، لتعميق الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون وتعزيز الصداقة، بما يحقق تطورًا أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ويقدم إسهاما أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز الوحدة والتعاون بين الدول النامية".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، زار الرئيس عبد المجيد تبون روسيا، في زيارة رسمية وشارك في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، وأعلن عن رغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، إلى جانب مجموعة من الدول العربية التي طلبت الانضمام للمنظمة، وذلك لتحرير الاقتصاد الجزائري من بعض الضغوط التي يتعرض لها.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي، حكيم بوغرارة، إن "زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الصين تدخل في الكثير من السياقات منها الثنائية والدولية، وكذلك التشاور حول مختلف بؤر التوتر في العالم وكيفية إرساء نظام عالمي جديد وحشد الدعم لانضمام الجزائر إلى منظمات مثل شنغهاي والبريكس".
وأضاف أن الجزائر والصين يجمعهما أيضا محور العلاقات العربية الصينية ودعم القضايا العربية على الساحة الدولية.
وعلى الصعيد الثنائي أكد بوغرارة، أن الوفد الجزائري يضم العديد من الوزراء والمسؤولين، لعقد صفقات ثنائية وتعزيز الاستثمارات الصينية في الجزائر، ومنها ميناء شرشال في مدينة الحمدانية غربي الجزائر العاصمة ضمن مبادرة الحزام والطريق ليكون الميناء بمثابة نقطة ارتكاز للتجارة العالمية.
من جهته قال الباحث السياسي، نادر رونج هوان، إن "هناك استراتيجية شاملة للشراكة بين الجزائر والصين ويمكن تعميقها من خلال زيارة الرئيس الجزائري وكذلك توسيع نطاق التعاون، مضيفا أن الشراكة بين البلدين هامة جدا للجانبين حيث تدعم الجزائر الصين في الكثير من القضايا مثل مسألة تايوان وغيرها، كما يتمتع البلدان بوجهات نظر متشابهة في الكثير من القضايا ويدفع الطرفان العلاقات الدولية نحو المزيد من التعددية.
وأوضح هوان أن الصين ترحب بانضمام الجزائر لمجموعة بريكس، وغيرها من المجموعات الإقليمية، لأنها تتمتع بموقع استراتيجي مهم وبموارد طبيعية غنية وموارد بشرية.

إلى ذلك، قال خبير الشئون الإقليمية، هاني الجمل: "زيارة الرئيس الجزائري تهدف لتجديد العلاقات الخارجية للجزائر مع الدول الكبرى"، معتبرًا أن هذه الزيارة تأتي بعد الزيارة المهمة التي قام بها تبون إلى روسيا، وكذلك إلى قطر، مضيفًا أن الصين تحاول من خلال الجزائر أن يكون لها روابط مختلفة للتجارة في القارة السمراء، وقد يكون طريق الحرير أحد أهم هذه العوامل التي تعتمد عليها الصين في الدخول إلى أفريقيا.

وأوضح الجمل أن الرئيس الجزائري يحاول وضع رؤية استراتيجية للسياسة الخارجية في القطاع الاقتصادي خاصة مع الأزمة المالية العالمية، ويحاول توطيد علاقاته مع الكيانات الاقتصادية الكبرى ويكون عضوا فاعلا في هذه التجمعات الاقتصادية، مبينًا أن القطاعات المستهدفة في شراكات الجزائر مع الصين هو قطاع الطاقة والصحة والتكنولوجيا الحديثة، كما شدد على أن الشراكة الاستراتيجية الجزائرية الصينية تدعم أمن الجزائر خاصة أن الإرهاب من الأزمات الكبرى التي تواجه الجزائر.
من جانبه، أكد الباحث السياسي، السيد هاني، أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى الصين تأتي بعد مرور أقل من شهر على زيارته إلى روسيا في إطار حشد الدعم الروسي الصيني لانضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس كعضو مراقب في المرحلة الأولى، مضيفا أن هناك مجالات اقتصادية تهدف إليها الجزائر ومنها تحديث الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم توقيعها في عام 2014 وتوسيع نطاق تنفيذيها لتشمل مجالات جديدة وزيادة الاستثمارات الصينية على أراضيها خاصة في استخراج المعادن، وكذلك تشكيل مجلس أعمال مشترك بين رجال الأعمال الصينيين والجزائريين.
وقال هاني إن الجزائر تأمل في موافقة جميع أعضاء مجموعة البريكس، لكنها لم تحصل حتى الآن على هذا الإجماع الذي يضمن عضويتها لكنها تعمل على توسيع علاقاتها مع روسيا والصين واستمرار التواصل بين القيادتين الجزائرية والصينية، كما خلص إلى أن أي تقارب باتجاه الشرق يقلق الغرب في ظل ما يشهده العالم من استقطاب شديد وعودة العالم إلى حقبة الحرب الباردة.
إعداد وتقديم دعاء ثابت
مناقشة