سياسي فلسطيني: تعديلات نتنياهو القضائية تعصف بالحكومة الإسرائيلية وزيارة أمريكا تحدد مستقبلها

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
قال أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، الدكتور أسامة شعث، اليوم الخميس، إن خطة نتنياهو للسيطرة على القضاء وتعديل قوانينه وصلاحياته تضرب أسس وأركان الديمقراطية، التي تغنت بها الحكومات الإسرائيلية طيلة العقود الماضية.
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة يشهدان أسوأ أيامهما بسبب الأزمات المتلاحقة التي تعصف بهما، في ظل رغبة نتنياهو بالإفلات من الملاحقات القانونية والجنائية، ومحاولة اليمين تعديل القوانين القضائية للسماح لهم بالمزيد من الاستيطان والسيطرة على النظام القضائي، بما في ذلك مسألة التجنيد الإجباري للمتدينين".
وأشار إلى "الكثير من القوانين المتطرفة التي تم إقرارها في إسرائيل، مثل قانون "القومية اليهودية" الذي يحرم غير اليهود من الحقوق السياسية والديمقراطية داخل الكيان، ما يجعل من العرب والدروز مواطنين درجة ثانية، وكذلك المعاملة الدونية لليهود غير الأوروبيين"، وفقا لقوله.
نتنياهو يرفض اقتراح الرئيس الإسرائيلي: لن أوقف التشريعات القضائية
ويرى أن "الأزمة الراهنة لا تتوقف على الداخل الإسرائيلي فقط، بل تؤثر كذلك على سمعة الاحتلال وعلاقاته الدولية، خاصة الارتباط العضوي مع الإدارة الأمريكية، حيث باتت العلاقات الاستراتيجية على المحك بسبب انتهاك الحكومة الإسرائيلية لمبادئ حقوق الإنسان وقواعد الديمقراطية داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه وليس ضد الشعب الفلسطيني".
وأضاف شعث أن

نتنياهو بات في مأزق حقيقي ما بين الاستمرار في خطته لتعديل صلاحيات القضاء، أو التراجع عنها استجابة للضغوط الدولية، لاسيما في ظل تراجع النمو الاقتصادي داخل الكيان في الفترة الأخيرة.

وحدد الدكتور أسامة شعث 3 سيناريوهات للوضع الراهن من الممكن أن تستند عليها الزيارة المرتقبة لنتنياهو في أمريكا، "أولها أن يكون هناك تفاهمات بينهما تؤجل من خلالها الحكومة الإسرائيلية القوانين المطروحة لما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) من العام المقبل 2024، ما يسمح بتهدئة الأوضاع الداخلية مقابل استمرار سياسة التهويد والاستيطان في القدس والمناطق الفلسطينية المحتلة، دون الإعلان عنها".
أما السيناريو الثاني، بحسب شعث، فإنه "يتركز حول إصرار نتنياهو على خطته لتعديل القوانين القضائية، وابتزاز إدارة بايدن بالتأثير على الانتخابات الأمريكية بحكم نفوذ اللوبيات اليهودية في أمريكا، ويعود رئيس الحكومة الإسرائيلية أكثر تشددًا في تنفيذ خطته".
ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن السيناريو الثالث "يدور حول عدم التوصل إلى أي حل خلال الزيارة، وتبقى الأطراف متمسكة بمواقفها، ما يدفع بحل الحكومة الإسرائيلية والدعوة لانتخابات جديدة خلال شهر مارس (آذار) المقبل، مرجحًا أن يتحرك نتنياهو في السيناريو الأول، وهو الأقرب لضمان استمرار عمل الحكومة الإسرائيلية الحالية لأطول فترة ممكنة".
بعد تجميد نتنياهو للخطة... الرئيس الإسرائيلي يستضيف أول اجتماع لمناقشة قانون الإصلاح القضائي
وقبل أيام، أعلن ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي، أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تلقى دعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزيارة واشنطن قريبا، وأنه سيجري التخطيط لها بين الجانبين".
وأفاد الديوان، في بيان له، بأن "نتنياهو أجرى محادثة طويلة مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، وتمحور الحديث حول تعزيز التحالف وكبح تهديدات إيران وأذرعها، ومتابعة جهود التهدئة والاستقرار في الضفة".
وأضاف البيان أن "نتنياهو أبلغ الرئيس الأمريكي بشأن القانون الذي سيتم تمريره الأسبوع المقبل في الكنيست"، مؤكدا أن "الرئيس بايدن دعا رئيس الوزراء نتنياهو إلى اجتماع مقبل في الولايات المتحدة".
مناقشة