وقال شاهين لـ"سبوتنيك"، إنه "ينقص الكثير من المعلومات حول ما جرى في اللقاء الخماسي في الدوحة، نتيجة التعاطي بطريقة إعلامية غامضة معه، والاكتفاء ببعض التسريبات والأخبار المتقطعة، ليس هناك من مصدر معلومات دقيق يعطي تفاصيل، بالرغم من مجموعة البيانات التي صدرت".
ولفت إلى أن "ما يجدر التوقف عنده هو في توقيت وشكل الاجتماع وما انتهى إليه وما هو معلن من معطيات، المعطى الأول يشير إلى أن الاجتماع كان في توقيت جيد بعد أن نفذت فرنسا عبر الموفود الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، ما تعهدت به في لقاء "باريس 2"، وهو القيام بمبادرة فوضها بها ممثلي الأطراف الخمسة، وبات ثابتًا أن لودريان أقفل الصفحة الأولى ما قبل زيارته إلى بيروت لجهة تبني فرنسا لثنائية سليمان فرنجية ونواف سلام، وأطلق العنان لاستراتيجية جديدة كرست بلقاء الدوحة، ولقاء الدوحة تجاه هذا الموضوع عبر بشكل من الأشكال عبر ثلاث أو أربع مؤشرات، المؤشر الأول أن الاجتماع لم يتناول أي اسم، وإذا عدنا إلى اتفاق الدوحة عام 2008 كان البند الأول بالتفاهم على الرئيس ميشال سليمان رئيسًا توافقيًا للبنان، لم يدخل اللقاء الخماسي بالأسماء، وتجنب الحديث مباشرة عما كان ينوي اقتراحه".
وأشار شاهين إلى أنه "بحسب التسريبات، وليس هناك كلام نهائي، فإن الفرنسي كان سيطرح طاولة حوار، وهو أمر دفع إلى الاعتقاد بأن طاولة الحوار برعاية اللقاء الخماسي لم تعد موجودة، إن طرحها لودريان قد تكون خطوة متفردة خارج إطار التوافق العربي، والمؤشر الثاني انغرزت المملكة العربية السعودية مجددًا بالعملية، من قبل لم تظهر السعودية اهتمامًا بالغًا بالوضع اللبناني، لكن وفدها إلى لقاء الدوحة بشكله ومضمونه عبر بشكل واضح في مضمون البيان من خلال أكثر من إشارة، الإشارة التي عبرت عنها وكالة الأنباء السعودية بنشر الخبر في اليوم الثاني عن الوفد وتبنت مضمون البيان وأعلنت التأكيد على بعض الثوابت السعودية لجهة الحديث عن رئيس نظيف ومواصفات الرئيس ولم تدخل بالاسم، والإشارة الثانية إلى موضوع العقوبات التي جرى التهديد بها منذ لقاء باريس، وتحدث لقاء الدوحة عن عقوبات لمن يعرقل عملية الانتخاب وتطيير النصاب، وبذلك يشيرون بالاسم إلى الثنائي الشيعي".
وأضاف:"نحن بحاجة إلى بعض الوقت لمعرفة المفاعيل التي يمكن أن ينتهي إليها اللقاء، مجرد حصول بيان يعني أن هناك متابعة للملف، لقاء الدوحة رسم خطًا بيانيًا للمرحلة المقبلة، والإشارة الثانية التحرك المنتظر المزدوج من الجانب الفرنسي بشكل خاص والحديث عن الحراك الذي سيقوم به لودريان بعد هذه الصيغة، والتحرك التي تنوي قطر القيام به، عدا عما تعهدت به الدوحة من حديث عن حوار مع طهران لمناقشة هذا الموضوع أو الاستحقاق الرئاسي بشكل خاص".
وذكر شاهين أن "التحرك الفرنسي والقطري سيترجم علنًا الحركة ما بعد اللقاء الخماسي، وعلينا أن ننتظر عودة السفير السعودي وما يمكن أن تقوم به سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية باتصالاتها، والسفيرة الفرنسية قبل أن تغادر بيروت خلال الشهر الجاري، لتتسلم مهامها في وزارة الخارجية".
وأبدى شاهين خشيته من دبلوماسية سلحفاتية، لافتًا إلى أن "هذه الدبلوماسية تنبئ بحراك بليد وبارد وبطيء"، مضيفًا: "لا أرى أن هناك قرارًا بحراك جدي وسريع، الحراك الدبلوماسي بطيء، علينا أن نقيس كل ردات الفعل قياسًا على الحركة الدبلوماسية إن جاءت سريعة وفورية، وإن بقيت على حالها تمتد لأسابيع وأشهر، سيكون الأمر قياسًا على ما هو منتظر من حراك".