إن مسألة استهداف العاصمة الروسية موسكو من قبل القوات الأوكرانية بمثابة عملية نفسية لرفع الروح المعنوية للشعب الأوكراني بعد أن فشلت كييف في هجومها المضاد، وعلى الرغم من تصريحات بلينكين والتي تأتي أيضا في إطار رفع الروح المعنوية، هذا الهجوم الذي كانت تتحدث عنه كثيرًا وجدت كييف أنه من الضروري أن تقدم شيئًا حتى ترضي الشعب الأوكراني، فلجأت إلى استهداف موسكو وأعتقد أن الاستهداف بالمسيرات سيكون أكثر في قادم الأيام.
لا أعتقد أن البنتاغون جاهز لفتح جبهة أخرى في اتجاه بولندا وكل هذا يأتي في ظل مناورات عسكرية سياسية في محاولة تصوير أن بولندا قادرة على السيطرة على روسيا البيضاء ولكن بيلاروسيا قادرة على الدفاع عن نفسها، وموسكو سوف تدعمها بكل تأكيد وليس من مصلحة الغرب حاليا أن يفتتح جبهة جديدة.
إن انفتاح تركيا على الخليج والحديث عن إبرام صفقات عسكرية مع دول الخليج يعني الكثير من الدلالات ومنها أن أنقرة تسعى لتكون من الدول المنتجة والمصدرة للأسلحة، وأن يكون لها حصة في السوق الخليجية التي تستورد أسلحة كثيرة من أطراف مختلفة مثل أمريكا وروسيا كذلك الصين، وهو سوق قوي وواسع وهذا يعتبر أحد مداخل تعزيز التمنية الاقتصادية لتركيا وتعزيزالعلاقات العسكرية أيضا.
نتيجةً لنجاح العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا بالمقابل وفشل ذريع لدعم الغرب وأمريكا لحكومة أوكرانيا في موقفها المتخاذل إقليميًا ودوليًا، وبالتالي اليوم تدوير هذا الأمر جعل من الإدارة الأمريكية تتحرك تحركا إقليميًا آخر وفي اتجاه آخر، وفشل مخططاتها في سوريا وهي تعمل اليوم على تحريك الزوايا وتحاول المراوغة بحجج متعددة إن كان في سوريا أو في مضيق هرمز عبر إرسال قواتها تارة أو تحرك بعيد المدى استراتيجيا ودعم الميليشيات مثل قسد، كلها مسائل ترتبط ارتباطا في نظرية الفشل التي منيت بها واشنطن.
نقص الضباط والطيارين ورفض الالتحاق بالخدمة هو أخطر ما يمثل الكيان الصهيوني لأنه مؤشر على تعرية دور السلطة السياسية وانعدام العقيدة والهدف والغاية من وجود هذه المؤسسة العسكرية، وسحب الامتيازات منهم لحساب اللصوص والفاسدين بالإضافة إلى تصدع هذه البنية العسكرية، والتي ستنهار ولن تستطيع ضبط إيقاع عملهم في فلسطين المحتلة ولن تحقق غاية وأهداف أمريكا وحلفائها.