وتابع موضحا في اتصال مع "سبوتنيك" أن "أديس أبابا تقدمت بطلب للانضمام لتحالف "البريكس"، وروسيا هى أحد المؤسسين، علاوة على أهمية الدعم الروسي لأديس أبابا في العديد من القضايا المحلية والإقليمية.
وأضاف أحمد أن "حضور إثيوبيا في هذه القمة له فوائد كثيرة، إذ تريد إثيوبيا الدعم الروسي ودعم دول أخرى، كما أن تلك القمة تأتي في ظل متغيرات كبرى إقليمية ودولية، خاصة ما يتعلق بالأزمة الروسية الأوكرانية".
وتابع أن "هذه القمة هامة جدا بالنسبة لإثيوبيا، التي تعمل حاليا على تنويع تحالفاتها الإقليمية والدولية، والعلاقات الروسية - الإثيوبية تاريخية سواء كانت ثقافية أو اقتصادية، والحضور الإثيوبي يهدف أيضا إلى أن تكون علاقاتها على مسافة واحدة من الجميع بعيدا عن الاستقطابات، علاوة على أن إثيوبيا هى المقر الدائم للاتحاد الأفريقي، لذا فإن المشاركة في تلك القمة سيكون له فوائد لكل من روسيا وأفريقيا على السواء، خاصة بعد أن أسقط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الديون عن دول القارة بما يقدر بـ20 مليار دولار".
وأشار رئيس المعهد الإثيوبي، إلى أن:
"إثيوبيا كدولة محورية في القارة الأفريقية تسعى لأن تحقق تلك القمة المصالح المشتركة لروسيا والدول الأفريقية في علاقة ندية تحفظ التوازنات في ظل التنافس الدولي الحاصل حاليا، إذ يتنافس اليوم الغرب والشرق على القارة السمراء، وبالتالي تمثّل تلك القمة فرصة للدول الأفريقية لتحقيق المزيد من المكاسب وتعزز العلاقات الروسية - الأفريقية على أساس المصالح المشتركة".
وحول الضغوط التي قد تواجهها إثيوبيا نتيجة التوجه نحو الشرق، يقول ياسين أحمد: "بكل تأكيد هناك ضغوط من الغرب تحاول تقويض تلك العلاقة، لكن أديس أبابا وبعد انتخاب رئيس الحكومة، آبي أحمد، أصبح هناك تحول في العلاقات أو السياسة الخارجية الإثيوبية، خلال الفترة الماضية لم تسمح إثيوبيا بالتدخل في شؤونها الداخلية وأيضا عدم الرضوخ للغرب، وعملت على أن تكون علاقتها مع الغرب على أساس المصالح المشتركة والندية، وبالتالي أثبتت إثيوبيا للعالم بصفة عام والغربي بصفة خاصة، أن الأفارقة يستطيعون أن تكون لهم علاقة ندية مع الغرب والشرق، إذ استطاعت بالفعل خلق نوع من التوازن ولم ترضخ للإملاءات الغربية على خلاف ما كان سائدا إبان تولي النظام السابق مقاليد الحكم".
وقال رئيس المعهد الإثيوبي إن:
"السياسة الخارجية لأديس أبابا تغيّرت مع مجئ رئيس الوزراء، آبي أحمد، إلى سدة الحكم، وبدأت ترتكز على مبدأ الندية والمصالح المشتركة، وأكد هذا التوجه ثبات إثيوبيا خلال الحرب الداخلية ضد التمرد في إقليم تيغراي، وأنها لم تقبل التدخل الخارجي خاصة من الغرب في شؤونها الداخلية، وكان لعلاقات إثيوبيا بكل من روسيا والصين وتركيا دورا حاسما في هذه المسألة، إذ وقف هؤلاء الشركاء مع الموقف الإثيوبي حتى انتهى التمرد بانتصار الدولة الإثيوبية".
ولفت أحمد إلى أن "المواقف الإثيوبية بشأن العلاقات مع الشرق والغرب ألهمت العديد من الدول الأفريقية بالثقة في قدراتهم وأنهم قادرون من خلال الاتحاد الأفريقي على حل مشاكلهم بأنفسهم، وبالتالي أرى أن إثيوبيا أصبحت اليوم نموذجا أفريقيا للعلاقة الندية مع الغرب والشرق".
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه يتطلع إلى الاجتماع مع القادة الأفارقة في سانت بطرسبورغ في القمة الروسية الأفريقية المقبلة، إذ سيتم اعتماد خطة عمل حتى عام 2026.
وكتب بوتين في مقال بعنوان "روسيا وأفريقيا: توحيد الجهود من أجل السلام والتقدم والمستقبل الناجح" نشره الكرملين اليوم الاثنين، أود أن أكرر أننا نولي أهمية كبيرة للقمة الروسية - الأفريقية الثانية المقبلة.
وأضاف: "نتوقع أن تعتمد القمة إعلانا شاملا، وعددا من البيانات المشتركة وتوافقا على خطة عمل منتدى الشراكة الروسية الأفريقية حتى عام 2026".
وقال الرئيس الروسي إنه من المتوقع أن يتم تبني مجموعة من الاتفاقيات والمذكرات الحكومية الدولية والمشتركة بين الوكالات مع الدول الأفريقية الفردية، وكذلك الاتحادات الإقليمية في القمة الروسية الأفريقية.
وكتب بوتين: "إنني أتطلع إلى الترحيب بالقادة الأفارقة في سانت بطرسبورغ وأقف ملتزما بإجراء حوار بناء مثمر، وأعتقد اعتقادا راسخا أن القرارات المعتمدة في القمة والمنتدى، إلى جانب العمل المشترك المتنوع المستمر، ستسهم في زيادة تطوير الشراكة الاستراتيجية الروسية الأفريقية لصالح بلداننا وشعوبنا".
كما دعا الرئيس الروسي الدول الأفريقية للمشاركة في مهرجان الشباب العالمي، الذي سيُعقد في سوتشي بروسيا خلال مارس/ آذار 2024.
وقال بوتين إن "هذا المنتدى الدولي الواسع النطاق سيجمع أكثر من 20 ألف مشارك من أكثر من 180 دولة لإجراء حوار غير رسمي وودي ومفتوح يخلو من الحواجز الأيديولوجية والسياسية والتحيز العنصري والديني و سيدعم جيل الشباب حول المثل العليا للسلام الدائم والازدهار والروح الإبداعية".
وتستضيف مدينة سانت بطرسبورغ الروسية القمة الروسية الأفريقية في الفترة من 27 إلى 28 يوليو/ تموز الجاري.