وأسفرت الاشتباكات المتواصلة حتى إعداد هذا التقرير، عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين الموالين للجيش الأمريكي، مع توسع رقعة الاشتباكات التي اندعلت على خلفية السيطرة والنفوذ وتوزيع النفط السوري المسروق، وتقاسم الثروات في المنطقة.
وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، نقلًا عن مصادر محلية في ريف دير الزور، أن "مجموعة من المسلحين الموالين للجيش الأمريكي قتلوا وأصيب عدد آخر، جراء اندلاع اشتباكات عنيفة مازالت مستمرة، عصر اليوم الثلاثاء 25 تموز/ يوليو، بين مسلحي ما يسمى "مجلس دير الزور العسكري" التابع لقوات "قسد" الموالية للجيش الأمريكي من جهة، وبين مسلحي " الشرطة العسكرية" وقوات "الأسايش" وقوات "مكافحة الارهاب" المعروفة باسم "الهات"، والتابعة لـ"قسد" أيضا من جهة أخرى".
الاشتباكات امتدت حتى الآن إلى بلدات الصور والبصيرة والحصين والقرى المحيطة بها، في ريف دير الزور الشمالي.
وأوضحت المصادر أن اشتباكات عنيفة، تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة وقذائف "آر بي جي"، اندلعت قرب قاعدة الاحتلال الأمريكي في معمل غاز "كونيكو" للغاز الطبيعي، إلى الشرق من القاعدة الأمريكية اللاشرعية في حقل "العمر" النفطي في ريف دير الزور الشمالي، مع حركة نزوح كبيرة للمدنيين من مناطق الاشتباكات، بحسب المصادر.
وأوضحت المصادر أن قيادة "قسد" طلبت من ما يسمى قيادة "التحالف الدولي" اللاشرعي بقيادة الجيش الأمريكي في دير الزور، إرسال طيران إلى مناطق الاشتباكات بسبب ارتفاع حدتها وتوسع دائرتها لتصل إلى بلدات العزبة والمعيزيلة وجديد عكيدات، وغيرها من القرى والبلدات.
وانطلق رتل عسكري ومدرعات لقوات "التحالف الأمريكي" من حقل "كونيكو" ترافقه طائرات مروحية متوجهة إلى بلدة الصور شمالي دير الزور.
ويعد حقل العمر النفطي أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجا، ويقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، فيما يعد "حقل كونيكو" الذي يحتله الجيش الأمريكي أيضا، أكبر حقول الغاز السورية (20 كم شمال شرقي دير الزور)، ويحوي مصنعا للغاز تم بناؤه عام 2005، بالتعاقد بين شركة الغاز السورية وشركة "كونيكو فيليبس" الأمريكية.
وبحسب المصادر، فإن الاشتباكات جاءت على خلفية قيام عناصر من ما يسمى "الشرطة العسكرية"، باعتقال عناصر من ما يسمى "مجلس دير الزور العسكري"، لكن السبب الرئيسي للاشتباكات هي المحاولات العلنية لقيادة "قسد" بمحاصرة وتقليل من نفوذ "مجلس دير الزور العسكري"، من خلال إرسال تعزيزات كبيرة من قواتها المختلفة من محافظتي الحسكة والرقة إلى أرياف دير الزور.
ولفتت المصادر إلى أن مسلحي "مجلس دير الزور العسكري" وبأوامر مباشرة من قائده، أحمد الخبيل الملقب أبو خولة ، قامت بالهجوم على جميع مقرات القوى المذكورة، كما قامت بقطع الطرقات العامة والفرعية، ومنها طريق الكسرة الواصل بين مناطق غربي وشمالي دير الزور، مع مناشدات وتحركات عشائرية من أبناء قبيلتي البكارة والعكيدات للتحرك لمناصرة مسلحي "مجلس دير الزر العسكري"، الذي يشكل أبناء القبيلتين أكثر من 70% من قوامه.
وتقدر كميات النفط التي يتم نهبها من الحقول السورية المحتلة شهريا، نحو 3 ملايين برميل من المواد الخام المستخرجة من حقول محافظات الحسكة والرقة ودير الزور.