مسؤول: تقاعس المجتمع الدولي عن إعادة إعمار مخيم جنين ينذر برد فعل قوي ضده

قال محمود خلف، منسق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين، إن الهجمة الإسرائيلية الأخيرة التي جرت على مخيم ومدينة جنين والتدمير الشامل للبنية التحتية، خلّف فاتورة باهظة لتدمير مناحي عديدة من حياة اللاجئين داخل المخيم.
Sputnik
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن إسرائيل اعتادت الدخول للمخيمات والقرى الفلسطينية، وارتكاب المزيد من الاعتداءات والعدوان على أبناء الشعب الفلسطيني، وتدمير البنية التحتية، خاصة في مخيم جنين، جيث تعهدت بعض الدول العربية مثل الإمارات والجزائر بتقديم دعم مالي لإعادة تشغيل الخدمات بالمخيم.
وحذّر خلف من تقاعس المجتمع الدولي على الاستجابة لهذه النداءات من أجل إعادة إعمار المخيم، مشددًا على ضرورة قيامه بمحاسبة إسرائيل، وتحميلها كل ما يتعلق باستحقاقات وتكاليف الدمار الذي تخلفه في كل مرة تدخل فيها المدن والمخيمات الفلسطينية.
وبحسب قوله، حان الوقت لأن يتحمل الاحتلال فاتورة عدوانه وتدميره للبنية التحتية، وعدم الاتكاء على أن هناك دولا تقوم بتقديم الأموال لإعادة الإعمار وبناء هذه الأبنية والمخيمات والقرى الفلسطينية، مرة أخرى، لافتًا إلى خطة إسرائيلية لمحو كل ما يتعلق بالمخيم.
محافظ جنين: استمرار الاقتحامات في المدن الفلسطينية إرهاب إسرائيلي يتنافي مع القوانين الدولية
وأوضح أن الأونروا والجميع معنيون بالحفاظ على السمة الخاصة بالمخيم حتى يبقى رمزًا للمأساة التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون، وتعبيرا عن أن قضية اللاجئين لا تزال قائمة ولن تحل إلا بعودة اللاجئين لديارهم التي هجروا منها وتعويضهم عن هذه السنوات من التشتت والضياع.
وشدد على ضرورة محاسبة المجتمع الدولي لدولة الكيان وقاداته على ما يقومون به من جرائم وتدمير للبنية التحتية التي بحاجة إلى عشرات الملايين من الدولارات لتعود على ما كانت عليه، وأن هذه البنية التي دمرت مخيم جنين، وهو صغير الحجم لكن يشكل كثافة سكانية مرتفعة، تهدد الحاجات الملحة للحياة الإنسانية والعادية.
وحذّر خلف من خطورة التقاعس عن تأمين هذه الأموال، حيث يبقى مخيم جنين يعاني من جديد جراء عدم التمكن من إعادة هذه الخدمات البسيطة في حجمها، والمهمة والأساسية لسكان، مؤكدًا أن هذا قد يخلق حالة من رد الفعل الكبيرة لدى اللاجئين الفلسطينيين، ويزيد من همومهم وإشكالياتهم جراء انقطاع الخدمات.
وأوضح أن هذه الإجراءات ستخلق ردة فعل قوي من أجل المخيم ومن جنين وجميع المخيمات ضد المجتمتع الدولي، فيما يجب على الأونروا القيام بالدور المطلوب منها، باتجاه إعادة الخدمات وحث دول المجتمع الدولي لتقديم هذه الأموال، وسرعة إعادة الخدمات للاجئين الفلسطينيين.
الإمارات تبحث دعم "الأونروا" وتقدم 15 مليون دولار لإعادة التأهيل في جنين
وأطلقت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطين (الأونروا)، أمس الاثنين، نداءً للحصول على 23.8 مليون دولار من أجل استجابتها الطارئة متعددة القطاعات، وذلك في أعقاب العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على مخيم جنين في الضفة الغربية، وفقا للغد الأردنية.
وقال آدم بولوكوس مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية: "مرة أخرى، نحن بحاجة إلى الدعم لاستعادة الخدمات الأساسية في مخيم جنين للاجئي فلسطين، ومساعدتهم على إعادة بناء حياتهم وسبل عيشهم"، مضيفًا: "لقد بدأنا في تلقي التعهدات، بما في ذلك تعهد سخي للغاية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكننا بحاجة إلى المزيد من الأموال حتى نتمكن من استعادة الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية الأولية، والمعونات النقدية الطارئة والايواء للأسر المتضررة".
ووفقا لبيان الأونروا، أسفرت العملية التي استمرت يومين عن مقتل 12 شخصًا، من بينهم أربعة أطفال، وإصابة 140 آخرين. وقد أجبر ما لا يقل عن 3500 لاجئ من فلسطين على الفرار من منازلهم خلال العملية العسكرية فيما تضرر ما يقرب من 1000 منزل في المخيم. ومن بين تلك المنازل، دمر 41 منزلا ولحقت أضرارا جسيمة بأكثر من 70 منها.
كما تعرضت البنية التحتية المدنية للمخيم لأضرار جسيمة، حيث دمرت 9 كيلومترات من شبكات المياه والصرف الصحي، وتم تدمير نحو 4 كيلومترات من الطرق. وأصيبت عدة مرافق تابعة للأونروا في المخيم بأضرار، وقد تعرض مركز الأونروا الصحي، وهو المركز الوحيد المتوفر في المخيم، لأضرار بالغة وهو الآن خارج الخدمة.
مناقشة