أحد آخر مؤيدي الغرب في أفريقيا… من هو رئيس النيجر الذي أطاح به جنود قصره؟

كان محمد بازوم، الرئيس النيجري، واحدًا من آخر القادة الأفارقة المؤيدين للغرب في منطقة الساحل، بعدما شهدت دول المنطقة؛ مثل مالي وبوركينا فاسو، خلال السنوات الأخيرة، انقلابات جعلتها تحت حكم الجنرالات العسكريين.
Sputnik
ولكن بحلول اليوم الخميس، بدا أنه قد سقط هو الآخر في انقلاب عسكري، حيث ادعى جنود من الحرس الرئاسي أنهم أطاحوا بحكومته.
"قررنا إنهاء النظام"... أبرز ما جاء في البيان الأول لعزل رئيس النيجر
وظهر العسكريون على التلفزيون الرسمي للبلاد، معلنين عزل الرئيس بازوم وإغلاق الحدود، وفرض حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد.

"الفيلسوف" ابن الأقلية العربية

ولد بازوم عام 1960، في منطقة ديفا جنوب شرقي البلاد، وهو أحد أفراد الأقلية العربية في النيجر، إذ ينحدر من قبيلة "أولاد سليمان" العربية.
تلقى تعليمه الأساسي في النيجر، قبل أن يغادر لدراسة الفلسفة في السنغال، حيث أُطلق عليه "الفيلسوف". يتحدث بازوم عدة لغات؛ العربية والهوسا والتوبو والكانوري والفرنسية والإنجليزية بطلاقة.
عمل في بدايات حياته مدرسًا في مدارس ثانوية لمدة ست سنوات، ما زاد من مهاراته في التحدث، وعندما عاد إلى بلاده، شارك في الأنشطة النقابية وكان، بالاشتراك مع محمدو إيسوفو الرئيس المستقبلي للبلاد، عضوًا من مؤسسي حزب "النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية".

كيف وصل للسلطة؟

خلال رئاسة إيسوفو للبلاد منذ عام 2011، كان بازوم اليد اليمنى له وعمل في وزارات مختلفة. إذ شغل منصب رئيس حزب "النيجر من أجل الديمقراطية والاشتراكية" منذ عام 2011. وعمل وزيرًا للخارجية من 1995 إلى 1996 ومرة أخرى من 2011 إلى 2015.
كما شغل منصب وزير الدولة في رئاسة الجمهورية من 2015 إلى 2016، ووزير الدولة للشؤون الداخلية بين 2016 و2020، عندما استقال للاستعداد للترشح للرئاسة. وفي الفترة من 1991 إلى 1993، تولى منصب وزير الدولة للتعاون.
عسكريون في النيجر يعلنون عزل الرئيس وإغلاق الحدود وحظر التجوال في جميع أنحاء البلاد
بفضل علاقاته المتينة في الداخل والخارج، غادر منصبه في منتصف عام 2020 ليلتفت إلى الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها في النهاية بأكثر من 55 في المئة من الأصوات.
وفي عام 2021، وصل بازوم إلى الحكم كأول رئيس للبلاد يتسلم السلطة بانتقال سلمي، ووصف ذلك لاحقًا بأنه "انعكاس لنضج الشعب وحكمة القادة".
تعهد بمواصلة سياسات رئيس النيجر السابق، إيسوفو، والتركيز على الأمن في ظل تصدي البلاد للمتمردين، كما وعد بطرح سياسات لإصلاح الاقتصاد.

الانقلابات والجماعات الجهادية

في مواجهته للهجمات الجهادية في غرب وشرق البلاد، استفادت النيجر من دعم عدة دول غربية بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة التي تمتلك قواعد عسكرية هناك، حيث يوجد 1500 جندي فرنسي.
فمنذ توليه السلطة، يواجه بازوم تحدي الهجمات الإرهابية التي تنفذها جماعات تابعة لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" (الإرهابيين المحظورين في روسيا) غربا على الحدود بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وجماعة "بوكو حرام" النيجرية شرقا.
الرئاسة في النيجر: الجيش جاهز لمهاجمة الحرس الرئاسي إن لم يتراجع عن احتجاز الرئيس بازوم
ومع استمرار الأزمة الأمنية، لم تكن التهديدات بالانقلاب بعيدة، فقبل أيام فقط من أدائه اليمين الدستورية، أعلنت الحكومة القبض على عدة أشخاص بعد محاولة انقلاب مزعومة.
وكان من بين المعتقلين المشتبه به، القائد في سلاح الجو ساني جوروزا، ووزير الداخلية السابق أسمان سيسي. وحُكم على خمسة أشخاص، بما في ذلك جوروزا، بالسجن لمدة 20 عامًا في فبراير/ شباط الماضي، بينما تمت تبرئة سيسي.
شهد بازوم ثاني محاولة للإطاحة به في مارس/ آذار الماضي، "بينما كان الرئيس في تركيا"، وفقًا لمسؤول من النيجر قال إنه تم القبض على شخص واحد في المحاولة التي لم تكشف السلطات علنًا عنها.
يحفل تاريخ النيجر، البلد المترامي والفقير والصحراوي بالانقلابات؛ فقد شهد منذ استقلاله عن فرنسا العام 1960 أربعة انقلابات: الأول في أبريل/ نيسان 1974 ضد الرئيس ديوري هاماني، والأخير في فبراير 2020 ضد الرئيس مامادو تانجا، من دون تعداد محاولات الانقلاب الكثيرة.
مناقشة