وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، اليوم الاثنين: "في المملكة العربية السعودية، الدفء في العلاقات مع إسرائيل مشروط بإنشاء منشأة مدنية لتخصيب اليورانيوم، لكن كبار المسؤولين في المؤسسة الدفاعية يخشون أن تستغل الرياض الاتفاقية لأغراض عسكرية".
وتابعت: " في الأسابيع الأخيرة، حاولت مجموعة من الخبراء إلقاء بعض الضوء على أحد أكبر الألغاز في تاريخ الأسلحة النووية. فعلت ذلك بالتوازي، مع التيار المتزايد باستمرار للأخبار بأن ما يبدو أنه مستحيل بالتأكيد في هذا الوقت - أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والسعودية الذي من شأنه أن يغير وجه الشرق الأوسط - ممكن فعلا".
وأضافت الصحيفة: "هذا اللغز يتعلق بعدد كبير من التقارير، بعضها من أصل غير معروف، وبعضها قد يكون خيال شرق أوسطي، والذي وصل باستمرار على مر السنين، حول حقيقة أن المشروع النووي الباكستاني لم ينشأ من العدم - لكنه نشأ على خلفية التعاون بين إسلام أباد والديوان الملكي في الرياض. وبحسب التقارير، فإن السعودية هي التي مولت التكلفة الباهظة للمشروع النووي الباكستاني السري، وهذا التمويل أنقذ المشروع وكان أساس نجاحه".
ومضت الصحيفة، بالقول: "لكن لا توجد هدايا مجانية. فعل السعوديون ذلك مقابل وعد باكستاني بنقل جزء على الأقل من هذه الترسانة إليهم، إذا ومتى لزم الأمر. هذا الموضوع يتعلق بمسألة صفقة محتملة مع الرياض، لماذا تصر على إدراج التخصيب النووي على التراب السعودي؟".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت ": "يزعم السعوديون أنهم يريدون أن يدركوا الإمكانات الكامنة في كمية هائلة من اليورانيوم تحت تراب بلادهم، أو بعبارة أخرى - لكسب المال منها، بينما يصبحون عاملا مؤثرًا في العالم. بالإضافة إلى ذلك، يقول السعوديون إنهم يريدون البدء في إنتاج الطاقة من المصادر النووية أيضا، لتهيئة أنفسهم لليوم الذي ينفد فيه النفط".
وتابعت: "جزئيا على الأقل، كانت هذه ذرائع إيران عندما بدأت تطويرها النووي، وهناك خبراء رفيعو المستوى في إسرائيل اقتنعوا بالأسباب السعودية على غرار ما اقتنعوا به في ذلك الوقت من قبل إيران".
وأضافت: " خلاصة القول - لا تمتلك السعودية أسلحة نووية أو مشروعًا نوويًا مستقلًا، ولكن هناك قدرًا كبيرًا من الأدلة على أنها تفكر وتتصرف بطريقة حازمة وسرية في هذا المجال، ربما بشكل أساسي بسبب الخوف من النووي الإيراني".
وخلصت الصحيفة إلى أن "كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يخِشون من أن نتنياهو، المهتم جدا بمعاهدة سلام مع الرياض، قد يوافق على دائرة الوقود النووي على الأراضي السعودية، على الرغم من أن معارضة ذلك كانت جزءًا أساسيًا من سياسة إسرائيل لسنوات عديدة".
واعتبرت الصحيفة أن "توقيع اتفاقية سلام مع السعودية سيساعد الأمن القومي في الحرب ضد إيران، لكنه سيضر بالأمن القومي الإسرائيلي".
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، قوله إن" توقيع اتفاق سلام مع السعودية برعاية الولايات المتحدة هو تحول في التيار يمكن أن يغير الواقع السياسي في إسرائيل".
وأضاف المسؤول الأمني الإسرائيلي: "أخشى أن نتنياهو سيكون على استعداد لدفع أي ثمن تقريبا مقابل هذا الإنجاز، وسيولي أهمية أقل للمخاطر الجسيمة الناجمة عن التخصيب".
ومضى، متسائلا: "رغم أنهم يقولون اليوم إن هذا تخصيب (سيكون) تحت إشراف أمريكي، لكن من سيضمن لنا أنه لن يكون هناك تغيير في الحكومة غدًا أو أن الحاكم المتقلب سيقرر طرد الأمريكيين؟".