قيادي سوداني لـ"سبوتنيك": لا جدوى من العودة لـ "مفاوضات جدة" قبل خروج الدعم السريع من المستشفيات

أكد ربيع عبد العاطي، القيادي في مبادرة الوفاق الوطني "نداء السودان" أن العودة للحوار بين الجيش السوداني والدعم السريع في مدينة جدة السعودية، لا بد أن يصاحبه التزام بالشروط التي وضعتها الدولة، وإلا فهو حوار لا جدوى من ورائه.
Sputnik
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك" اليوم الإثنين: "لا أرى أنه تم تحقيق نجاح يجعل الجيش يقبل هذا الحوار، إلا إذا التزم الدعم السريع بالخروج من منازل المواطنين والمستشفيات، التي اتخذها ثكنات عسكرية واتخاذه المدنيين دروعا بشرية وممارسة النهب والسلب وسرقة الممتلكات وإخراج الناس من ديارهم عبر الإرهاب والترويع".
وأشار عبد العاطي إلى أن أي قبول بالوضع الراهن الذي يرتكب فيه الدعم السريع بشاعات وفظائع، ينتقص من التأييد الشعبي وسيكون بمثابة صدمة للرأي العام، وهو ما يجعل قبول مثل هذا الأمر مستحيلا.
وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا هاتفيا من قائد الجيش السوداني
وحول تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بقبول العودة لمفاوضات جدة التي تم الانسحاب منها قبل أيام يقول القيادي السوداني: "هذه شائعات لا أرى أنها صحيحة، أما حديث حميدتي عن شرط رحيل البرهان للقبول بالسلام ووقف الحرب، فهى تصريحات غير واقعية ولا تتفق مع الواقع على الأرض، والمشهد ينبئ بانتصارات الجيش السوداني التي يشهد بها التاريخ ويفصح عنها الواقع".
وأعلن الجيش السوداني، الخميس الماضي، أن وفده في محادثات جدة عاد إلى السودان للتشاور.
وثمّن الجيش، في بيان، عبر حسابه على "فيسبوك"، (أنشطة شركة "ميتا"، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة)، الجهود الكبيرة والمقدرة التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية من أجل إنجاح جميع جولات هذه المباحثات، مؤكدا رغبته في التوصل إلى إتفاق فاعل وعادل يوقف العدائيات ويمهد لمناقشة قضايا ما بعد الحرب.
الجيش السوداني: مقتل 5 مدنيين بينهم 4 أطفال من أسرة واحدة بقصف للدعم السريع في الخرطوم‎
وأشار البيان أن "وفده عمل أثناء وجوده في مدينة جدة على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة للمواطنين"، لافتا إلى أنه "تم التوصل، خلال المحادثات، إلى تفاهمات مبدئية حول اتفاقية إعلان المبادئ العامة للتفاوض وآلية المراقبة والتحقق، وتتمثل في إنشاء (المركز المشترك لوقف إطلاق النار) الذي ستقوده المملكة العربية السعودية".
وأضاف أن "الوفد تباحث حول مسودة وقف للأعمال العدائية تم التوافق فيها على كثير من النقاط، إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية، ومن بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة، وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق".
وتابع: "ونتيجة لذلك، عاد وفدنا إلى السودان، يوم أمس الأربعاء، للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات متى ما تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".
وتتواصل، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
قوات الدعم السريع تعلن الإفراج عن عدد من عناصر الشرطة السودانية المحتجزين لديها
واتهم حميدتي الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع، تمردا ضد الدولة.
وكان مقررا التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي لإنهاء الأزمة في السودان، في الأول من أبريل/ نيسان الماضي، إضافة إلى التوقيع على الوثيقة الدستورية، في السادس من الشهر ذاته، وهذا ما لم يحصل بسبب خلافات في الرؤى بين قادة القوات المسلحة وقادة قوات الدعم السريع، فيما يتصل بتحديد جداول زمنية لدمج قوات الدعم السريع داخل الجيش.
مناقشة