وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس: "يجب أن نوضح للرأي العام حقيقية ما يجري، وأن محاولة افتعال الأزمات مع الكويت بين فترة وأخرى، القصد منها توجيه بوصلة الأزمات مع الدول العربية للتغطية على المشكلات الحقيقة مع كل من إيران وتركيا، كجزء من حملة يقودها معتمدي هاتين الدولتين لقطع أواصر الانتماء العربي للعراق".
وتابع الجميلي: "المفاوضات التي تدور في كل مرحلة تأتي في إطار قرار مجلس الأمن الدولي، الذي وضع أسس ترسيم الحدود بين الدولتين بإشراف الأمم المتحدة، والذي وافق عليه النظام السابق وتم وضع دعامات حدودية وفق هذا القرار، وبقيت بعض الجوانب الثانوية التي تثيرها بين فترة وأخرى الأطراف المرتبطة بإيران وتركيا".
وأشار أمين الحزب الطليعي الناصري إلى أن "أحد محركات تلك الحملة بين العراق والكويت هي الانتخابات التي اقترب موعدها، وتحتاج أطرافها إلى الاستقطاب السياسي والطائفي في ظل عزوف الأغلبية عن المشاركة بالانتخابات، إلى جانب المصلحة الأمريكية الصهيونية بإشغال الشعب العراقي بأزمات مفتعلة من أجل إدامة الفوضى واستمرار هيمنة الاستبداد والفساد والتبعية لكتل بغداد وأربيل عبر القبض على مفاصل السلطة والغنيمة والقوة، على حساب المصالح العليا للشعب العراقي الذي يعيش ظروفا استثنائية بالغة الصعوبة والتعقيد".
وأوضح الجميلي، أن الشعب العراقي هو الذي يدفع الثمن غاليا نتيجة للتداعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقيمي، الذي خلفه الاحتلال الأمريكي ومحاصصته الطائفية والعنصرية المقيتة، بحسب قوله.
ولفت إلى أن "الأزمة الحالية بين العراق والكويت مفتعلة لأهداف سياسية وطائفية وانتخابية وإقليمية ودولية للتغطية على المشكلات الجوهرية، والانحراف بجوهر الصراع بين المشروع الوطني العروبي، والمشروع الطائفي والعرقي المدعوم إقليميا ودوليا".
ومضى الجميلي، قائلا: "لذلك لن تكون تلك الأزمة المفتعلة مدعاة لاحتجاجات هي بالأصل انطلقت ضد الاحتلال ومحاصصته الطائفية والعرقية وعمليته السياسية البائسة، لأن غالبية الشعب العراقي يعي حقيقة الأزمة والأهداف من ورائها".
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد أعلن الأحد الماضي، أنه ناقش مع نظيره الكويتي سالم عبد الله الجابر الصباح، ملف ترسيم الحدود وضرورة الاتفاق على استمرار انعقاد اللجان بشأن الملف.
ونقلت قناة "السومرية نيوز"، عن فؤاد حسين، أن "علاقات العراق مع الكويت متطورة وسوف تستمر بين البلدين، مضيفا أنه بحث تعزيز تلك العلاقات الثنائية، وأهم الملفات فيها، وعلى رأسها الملف النفطي والحقول المشتركة".
وأكّد وزير الخارجية العراقي أنه ناقش مع الجابر الصباح كيفية حماية العلاقات الجيدة بين العراق والكويت وكيفية تطويرها وبحثهم في عملية تسهيل الزيارات بين البلدين، مشددا على "ضرورة إنهاء المسائل الحدودية بين الطرفين، كون الإطار الصحيح لحل المشكلات هو الحوار".