وأضاف الأكاديمي الجزائري في حديثه لـ"سبوتنيك"، الجمعة، أن "سعي فرنسا للدفع بأعمال عسكرية في النيجر، يمكن أن يؤثر على العلاقات مع الجزائر ودول المنطقة بشكل أكبر".
ويوم الأمس الخميس، أعلن المجلس العسكري في النيجر، أنه سيرد فورا على أي "عدوان أو محاولة للعدوان" ضده من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، وذلك قبل انتهاء المهلة الممنوحة من قبل المجموعة لاستعادة النظام.
كما شددت وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الجمعة، على "ضرورة تفعيل كافة الطرق والسبل الدبلوماسية والسلمية في النيجر، وتجنب خيار اللجوء إلى القوة".
وأكد وزير الخارجية الجزائري، السفير أحمد عطاف، خلال استقباله المبعوث الخاص لرئيس نيجيريا، باباغانا كينجيبي، أن "خيار القوة لا يمكن إلا أن يزيد الأوضاع تعقيدا وتأزما وخطورة على النيجر وعلى المنطقة برمتها"، وفقا لبيان رسمي.
وتعقيبا على هذا، يوضح الأكاديمي الجزائري، عبد الرحمن بن شريط، لـ"سبوتنيك"، أن "فرنسا ليس لديها أي أساليب أخرى غير العسكرية التي اعتادت عليها في دول الساحل، ما يجعلها قريبة من تنفيذ الخطوة".
ولفت إلى أن "جميع الفئات في القارة الأفريقية سئمت من السياسة الفرنسية، التي اعتادت استعمال العنف في منطقة الساحل، وتولية رؤساء من أجل مصالح فرنسا على حساب شعوبهم".
وبشأن مؤشرات العلاقات بين فرنسا والجزائر، يرى أنها "تتجه نحو التصعيد، خاصة في ظل "اللوبيات" الفرنسية التي تؤثر على العلاقات الخارجية لفرنسا".
واعتبر بن شريط، أن
الأزمة الأوكرانية أثرت بشكل كبير على السياسة الفرنسية، واستثمرتها جماعات الضغط، ما انعكس بشكل كبير على العلاقات الخارجية لفرنسا، ومن بينها الجزائر، إذ باتت جميع المؤشرات سلبية، ويُحتمل معها الاتجاه نحو القطيعة.
وأعلن عسكريون في جيش النيجر، في ساعة مبكرة من صباح 27 تموز/ يوليو الماضي، عزل رئيس البلاد محمد بازوم، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجول.
وحذر جيش النيجر من أن "أي تدخل عسكري خارجي من أي طرف، ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن السيطرة عليها، وسيؤدي إلى فوضى في البلاد".
وفي شهر نيسان/ أبريل الماضي، سلّم وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، رسالة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى نظيره النيجري، محمد بازوم، وأبلغه التزام الرئيس الجزائري التام بمواصلة العمل معه لتجسيد طموحهما المشترك في تقوية الروابط التاريخية بين الجزائر والنيجر وبناء شراكة اقتصادية تعود بالنفع على الجانبين وعلى المنطقة برمتها.
وفي نهاية العام الماضي 2022، وقعت الجزائر والنيجر ونيجيريا مذكرة تفاهم لإنجاز خط أنبوب غاز عابر للصحراء، واتفقوا على تشكيل لجنة تقنية ولجنة مراقبة لوضع اللمسات الأولية للدراسة.