ووفقا لتقرير المحققين، الذي صدر في 27 يوليو/ تموز، كانت الطائرة من السرب 421 تقترب من القاعدة في تشكيل مكون من أربع طائرات "إف –35"، قبل أن يشعر الطيار بـ"هدير طفيف" من الاضطرابات ناتج عن المقاتلة التي أمامه، ما دفع بوحدة التحكم لتسجيل بيانات خاطئة عن الرحلة.
وتوقفت الطائرة بعد ذلك عن الاستجابة لمحاولات التحكم اليدوي، وبدلاً من ذلك كانت تتجه بشدة إلى اليسار. وأخبر طيار الاختبار، الذي شهد الحادث من الأرض: "بدت وكأنها طائرة F-35 طبيعية تمامًا قبل أن تخرج عن السيطرة بشكل واضح، لقد رأيت اضطرابات الأجنحة الخلفية، ودفات التوجيه كانت تتحرك بسرعة كبيرة".
ولا تزال فئة"إف-35" هذه تعاني ما يقرب من 800 خطأ في الأداء مع استمرار اكتشاف أخطاء جديدة.
وأثار تعقيد إف-35، التي وصفت بأنها "كمبيوتر طائر" وتحطمت في أكتوبر 2022، انتقادات كبيرة من الكثيرين، على الرغم من توفير العديد من المزايا، إلا أن عملياتها أكثر إشكالية من الأجيال السابقة التي لديها إلكترونيات طيران أكثر تقليدية مثل إف-16.
وأفاد أحد طياري F-35 في مقابلة أجرتها مجلة الطيران الأمريكية "Hush Kit"، بأن الكثيرين قد عانوا من واجهات المقاتلة وشاشات قمرة القيادة.
وأوضح الطيار: "في الواقع، أنا أضغط على الجزء الخطأ من الشاشة بنحو 20% من وقت الرحلة إما بسبب خطأ في تحديد الهوية، أو اضطراب في ملامسة الأصابع، إذ أنه لا يمكنك تثبيت يدك على الشاشة، ويمكن أن تؤدي الصعوبات في استخدام شاشة اللمس إلى تباطؤ في رد فعل الطيار والتسبب في مخاطر جسيمة أثناء القتال".
ولاحظ الطيار أن الواجهة الأمامية باهظة الثمن حلت محل شاشات العرض الرأسية المستخدمة في الطائرات القديمة مثل "F-22" و"F-16"، والتي لا يمكنها عرض المعلومات على نطاق واسع وبدلاً من ذلك تقلصها لكي تناسب مجال الرؤية.
وانتقد كذلك نظام التعرف على الصوت قائلاً: "الإدخال الصوتي هو ميزة أخرى للطائرة، ولكنها ليست مفيدة، قد تعمل بشكل جيد على الأرض في منصة اختبار، أما أثناء الطيران، لم أجد شيئًا يعمل باستمرار بما يكفي للاعتماد عليه، فما بدت أنها ميزات عالية التقنية أعاقت الفعالية التشغيلية"، بحسب مقالة نشرها موقع "فورس إيندكس" الإلكتروني.
وكجزء من أغلى برنامج أسلحة في التاريخ، كثيرًا ما وُصفت طائرة "F-35" بأنها "أكبر فشل"، حيث تم بالفعل ضخ مئات المليارات من الدولارات في البرنامج.
تم انتقاد أداء "F-35" على نطاق واسع من قبل المسؤولين، وفي تقارير المشغلين الأجانب مثل كوريا الجنوبية، مع عدم الموثوقية ما أدى إلى خسائر فادحة في الاستعداد التشغيلي للأساطيل، إذ أن مشاكل المحرك وحدها، أكبر بكثير من المقاتلات الأخرى، ما يجعل القواعد التي تستضيف F-35 أهدافًا سخيفة للصواريخ الباليستية المصممة لمواجهة الطائرات.