إن زيلينسكي ليس حر الإرادة والقرار، بل هو لعبة بيد الإدارة الأمريكية وتحركه كيف تشاء فهو لا يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات، أما مسألة المضي في القتال فهذا تلويح من قبل الغرب أنه سوف يستمر بالقتال في حال توفرت المساعدات الغربية له، وفي حال توقفت تلك المساعدات فسيجبرونه على الجلوس على طاولة المفوضات والقبول بشروط روسيا، وإن آراء الخبراء الأمريكيين وتصريحاتهم تمثل رؤية الغرب وواشنطن، فهم يدركون أنهم غير قادرين على الوقوف بوجه القوات الروسية أمام هذا التقدم الروسي ومواجهة الدفاعات الروسية.
روسيا تريد أن تجلس إلى طاولة المفوضات لما تعلمه من مكامن القرارات السرية التي تنسجها الإدراة الأمريكية بمساعدة الغرب والسعي لإطالة أمد الحرب إلى المدى البعيد وتحقيق ماتريده أمريكا، ولكن روسيا إن طالت تلك الحرب من قبل واشنطن والغرب فلن تقبل أبدًا بمفاوضات مع زيلينسكي والغرب.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى أن الحرب القادمة بعد أن تنتهي الحرب الروسية الأوكرانية هي الحرب بين الصين واليابان ومنطقة الشرق الأوسط، لذلك فهي تجهز من الآن قواعد عسكرية حتى تكون جاهزة لدخول هذه الحرب خاصة أنه من الممكن أن تتورط أمريكا في القتال ولن يكون قتال دولتين فقط، ومن هنا تكثف وتعزز دفاعاتها الموجودة في المنطقة.
فاغنر لن تشكل تهديد مباشر على بولندا لأنها مجموعة قتال لكن اليوم كل دولة من دول المنطقة تسعى لاستغلال فاغنر للحصول على امتيازات كثيرة سواء كانت عسكرية أو من خلال الأسلحة الجديدة أو حتى مساعدات اقتصادية، وباتت اليوم فاغنر مثل الشماعة التي يعلق عليها أهداف للحصول على الامتيازات.
الولايات المتحدة الأمريكية تنظر لوجود تعاون بين روسيا كوريا الشمالية والصين وحتى وإن نفت الصين ذلك لكن هناك تحالف غير موقع وتقارب وبالفترة القادمة، سيكون هناك حزام جديد وكبير يمثل هذه الدول وأمريكا تركز كل جهدها على هذا التعاون خاصة بعد زيارة وزير الدفاع الروسي إلى كوريا الشمالية.
إن قضية غزو الكويت واحتلالها وإحداث كل الأذى بشعبها كانت نتيجة استراتيجية القوى الفائضة التي تمتلكها المؤسسات الأمنية في العراق بذلك الوقت، خاصة بعد الحرب العراقية الإيرانية، فكانت هناك أعداد كبيرة من المنتسبين في الأجهزة الأمنية لم يجدوا أي مساحة لتصدير القوة والسلوك العسكري ولذلك كانوا على استعداد للقيام بأي شيء تريده قيادة النظام بذلك الوقت، والكويت لم تمثل أبدًا خطرًا أمنيا على العراق أو النظام، بل كانت لدى العراق نفوذا كبيرا حتى على صناعة القرار داخل الكويت أيضا.