ووجّه وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أمس الخميس، انتقادات لإدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية، واصفا إياها بأنها "مخيبة للآمال".
وقال المالكي في لقاء مع ممثلي وسائل إعلام أجنبية، أمس الخميس، في مقر وزارة الخارجية الفلسطينية في مدينة رام الله: "لقد مرت 3 سنوات على الوعود التي قطعها بايدن، ولم نر سوى تجديد الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وتقديم بعض الدعم للمستشفيات في القدس الشرقية".
وطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن أهمية التوجه الفلسطيني الجديد، وإمكانية أن تلعب الصين دورا محوريا في القضية الفلسطينية، وأن تقبل تل أبيب بهذا الدور.
أكثر نزاهة
قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الدكتور تيسير نصر الله، إن "إعلان القيادة السياسية الفلسطينية، التوجه إلى الصين بدلا من الولايات المتحدة الأمريكية، في حل أزمة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، خيار جيد جدا".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن
الصين دولة كبيرة، وقوة دولية عظمى، وليس لها أي أطماع استعمارية في العالم، وهي صديقة للشعب الفلسطيني، الذي يعاني من احتلال وانتهاكات إسرائيلية مستمرة، دون تدخل من واشنطن على مدى السنوات الماضية من عمر الاحتلال.
وأكّد تيسير نصر الله، أن "الصين بإمكانها أن تلعب دورا حياديا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن تكون أكثر نزاهة من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأشار إلى أن "التوجه الفلسطيني صوب بكين، يأتي في ظل تغير العالم، إذ لم يعد بالإمكان أن يبقى هناك قطب واحد".
بدوره، قال القيادي في حركة فتح، المستشار زيد الأيوبي، إن "الشعب الفلسطيني يشعر بخيبة أمل كبيرة من أمريكا، ومن إدارة الرئيس جو بايدن، خاصة بعد سلسلة من الوعود التي قطعها على نفسه لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتكريس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ووقف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك":
تنحاز الإدارة الأمريكية بشكل فاضح وواضح للاحتلال الإسرائيلي، وتغطي على كل انتهاكاته وجرائمه، بل أنها تدعم حكومة بنيامين نتنياهو، المتطرفة، وتمدها بالسلاح والأموال الطائلة، التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في قتل المواطنين الفلسطينيين.
وأضاف الأيوبي أن "الإدارة الأمريكية لديها القدرة على وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وإجبار كيان الاحتلال على الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية، لكنها في الحقيقة لا تريد تحقيق ذلك".
وأشاد القيادي في حركة فتح، بالموقفين الصيني والروسي، الداعمين لطموحات الشعب الفلسطيني السياسية، وهو الأمر الذي يبرر التوجهات الدولية الجديدة للقيادة الفلسطينية من أجل إعطاء الصين وروسيا دورا قويا ومحوريا في السعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بحسب قوله.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في تصريحاته، أمس الخميس، أن "فلسطين تتجه بشكل متزايد إلى الصين، التي تدعم حصولها على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، للحصول على المساعدة".
وأضاف المالكي، موضحا: "ترغب الصين في زيادة وجودها في الشرق الأوسط، ليس اقتصاديا فحسب وإنما سياسيا، لتعكس ثقلها الداخلي، وتسعى العديد من الدول في جميع أنحاء العالم للحصول على دعم الصين، والتي أصبحت لاعبا عالميا مهما للغاية".
وفي سؤال عن دور أمريكا في عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قال وزير الخارجية الفلسطيني: "لا توجد عملية سلام في الشرق الأوسط، وإذا حدث ذلك في المستقبل، فلماذا لا تكون الصين موجودة إلى جانب دول أخرى".