هل تتجه الجزائر إلى القطيعة مع فرنسا... برلماني جزائري يجيب

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، يغادران في نهاية مؤتمر صحفي مشترك في القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائرية، 25 أغسطس/ آب 2022
تعيش العلاقات الجزائرية - الفرنسية حالة تنامي الخلاف ‏وتعقد المشهد بين يوم وآخر، تزيدها التوترات في المنطقة ‏الأفريقية والاتجاه شرقا للجزائر.‏
Sputnik
ومنذ العام 2019، بدأت العلاقات بين البلدين في منحى التوتر، حتى وصلت إلى مؤشرات قطيعة، تمثلت في إحلال اللغة الإنجليزية محل الفرنسية في الجامعات، كما زادت بعض المحطات الملف تعقيدا.
وأخيرا، ظهر رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة، وهو يردد كلمات الجزء المتعلق بفرنسا في النشيد الوطني الجزائري، والذي يعتبر وعيدا لفرنسا: "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب... وطويناه كما يطوى الكتاب... يا فرنسا إن ذا يوم الحساب... فاستعدي وخذي منا الجواب"، وجاء ذلك في إطار احتفالية رسمية لاستقلال الجزائر في الذكرى الـ61، وعُزف النشيد الوطني الجزائري كاملا.
ويتوقع مراقبون أن الأزمة المعقدة بين البلدين، يمكن أن تذهب لمستويات غير مسبوقة في الفترة المقبلة، حال إقدام فرنسا على عمل عسكري في النيجر، الأمر الذي يهدد دول الجوار كافة بشكل مباشر.
تأثيرات اجتماعية وإنسانية... ما وراء رفض فرنسا تأشيرات السفر للجزائريين
وحول مستقبل العلاقة بين البلدين، قال البرلماني الجزائري، زرقاني سليمان، إن "العلاقات الجزائرية الفرنسية في حالة "اللا استقرار "منذ حراك 2019".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الحراك الشعبي كان يطالب برفض العلاقات الجزائرية - الفرنسية بالشكل المشوّه، والذي كان يخدم فرنسا واقتصادها، وحتى ثقافتها على حساب الجزائر ومقدراتها".
وأشار إلى أن

الرأي العام الجزائري الآن يطالب بعلاقات ندية تخدم الجزائر أو وقفها نهائيا، حال إبقاء فرنسا على تعاملها مع الجزائر بخلفية استعمارية.

ويرى البرلماني الجزائري أن "دبلوماسية بلاده تسير وفق نفس المبدأ، الذي يسعى لفرض علاقات ندية أو وقفها نهائيا"، لافتا إلى أن "العلاقات بين البلدين في الوقت الراهن تمر بأسوأ فتراتها".
وبشأن سيناريوهات العلاقة في الفترة القليلة المقبلة، يرجح سليمان "عدم استقرار العلاقة بسبب التعقيدات الحالية، التي تحول دون العودة لطبيعتها، كما تحول دون قطعها نهائيا".
وتنظر فرنسا للتقارب الجزائري مع دول الشرق على أنه يأتي على حساب مصالحها ونطاق وعمق استفادتها من الجزائر، وربما تحاول منع هذا التقارب بطرق شتى.
وفي هذا الجانب، يوضح زرقاني سليمان، أن "أي تقارب للجزائر مع دول الشرق، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، يأتي على حساب فرنسا".
ولفت إلى أن "الجزائر خطت خطوة نحو القطيعة مع فرنسا، على مستوى الجانب الثقافي، بالتحول من التدريس باللغة الفرنسية إلى الإنجليزية في الجامعة الجزائرية، وهو مؤشر قوي ورحب به المجتمع الجزائري خصوصا الشباب منه".
مخاوف وترقب... ما تأثير الاحتجاجات في فرنسا على الجالية الجزائرية
وبشأن تداعيات الأزمة في النيجر، لفت سليمان إلى أن

الوضع في البلد الأفريقي في إمكانه رفع درجة التوتر بين الجزائر وباريس، بالنظر لكون الجزائر ترفض أي تدخل أجنبي على حدودها في الدولة التي تربطها بها علاقات قوية، تجعل أي تحرك هناك يمثل درجة عالية من الحساسية.

وظهر مستوى الخلاف بين الجزائر وفرنسا جليا في تأجيل الزيارة التي كانت مقررة للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إلى فرنسا في مطلع مايو/ أيار الماضي، ثم تأجيلها مرة أخرى، لمنتصف يونيو/ حزيران الماضي، و من ثم إرجاؤها لتاريخ غير محدد.
وفي فبراير/ شباط الماضي، دفعت قضية الناشطة الجزائرية - الفرنسية، أميرة بوراوي، بالعلاقات لمستويات عالية التوتر، بعد أن تمكنت بمساعدة السلطات الفرنسية الهرب من الجزائر عن طريق تونس.
واستدعت الجزائر في ذلك الحين سفيرها في فرنسا احتجاجا على هروب بوراوي إلى فرنسا، كما قررت الحكومة الجزائرية عدم إصدار تصاريح مرور قنصلية لصالح فرنسا بعد ذلك، وهي تصاريح ضرورية لترحيل المهاجرين غير القانونيين "الذين تريد فرنسا إبعادهم".
وتوشك الأزمة في النيجر أن ترفع مستويات التوتر، إذ أعلنت الجزائر رفضها أي عمليات عسكرية في النيجر، بعد تلويح فرنسي بذلك.
مناقشة