ولقي 3 فلسطينيين مصرعهم، أمس الأحد، إثر إطلاق عناصر القوات الخاصة الإسرائيلية النار على مركبة كانوا يستقلونها في جنين.
من جانبها، أعلنت حركة حماس، في بيان لها، أن إسرائيل "لن تفلت من دفع الثمن" ردا على اغتيال شبان جنين.
ونقلت وكالة "سوا" الإخبارية تقارير إسرائيلية أفادت بأن القوات الخاصة الإسرائيلية التابعة للشرطة "يمام" نفذت عملية تصفية استهدفت خلية فلسطينية، زاعمة أن الخلية خططت لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية.
من جانبها، قالت قناة "كان" الإسرائيلية إنه "قبل لحظات من تنفيذهم عملية، تمكنت قوة من وحدة "يمام" الخاصة من تصفية خلية مسلحة قرب جنين".
حكمة مطلوبة
استبعد الأكاديمي والمحلل الفلسطيني حسام الدجني، أن تصل التهديدات المتبادلة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إلى حد المواجهة والحرب المباشرة في الوقت الراهن.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن الحكمة والخبرة السياسية التي تملكها الفصائل تتطلب ضبط النفس، بشكل خاص داخل قطاع غزة، باعتبار أن المقاومة هناك مرتبطة بإطلاق القذائف والصواريخ على تل أبيب.
واعتبر الدجني أن الدخول في مثل هذه المواجهة تخدم مصلحة بنيامين نتنياهو وحكومته، في هذا الوقت الصعب، حيث تشهد فيه تل أبيب مسيرات وتظاهرات قوية ضد خطة "الانقلاب القضائي"، التي يقودها نتنياهو وحكومته.
ويرى المحلل الفلسطيني أن المصلحة الوطنية تقتضي أن يكون هناك ترك وابتعاد عن الساحة الإسرائيلية بمفردها، وعدم إعطاء أي سبب لنتيناهو أو فرصة يمكن من خلالها أن يصدر أزماته الداخلية لحماس، وأن يقتصر الرد على مدن الضفة الغربية.
هجوم في جنين
وتتوافق تصريحات الدجني، مع تصريحات سابقة، أدلى بها أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح وأستاذ العلوم السياسية، بشأن استبعاد أن يكون هناك رد فعل للمقاومة الفلسطينية على جريمة اغتيال الشبان الفلسطينيين في جنين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لن يكون هناك رد فعل من المقاومة في القطاع بشكل أو بآخر، والحديث عن إمكانية إطلاق قذائف وصواريخ من القطاع تجاه تل أبيب غير وارد بشكل نهائي وعلى جميع الأصعدة.
وقال الرقب إن إسرائيل لا تتجهز لصواريخ من قطاع غزة، أو لهجوم على القطاع في الوقت الراهن، بل تعد العدة من أجل الهجوم على الضفة الغربية، وتحديدا على مدينة جنين مرة أخرى، دون الحديث عن أي رد فعل من المقاومة في غزة ولا لبنان.
وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني أن فكرة انتظار الاحتلال الإسرائيلي ردا من المقاومة على جريمة اغتيال قام بها في جنين، مستبعد بشكل كامل، سواء عند إسرائيل أو المقاومة نفسها.
وقال المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، إن "العدو يرتكب جريمة جديدة باغتياله لثلاثة من أبناء شعبنا الفلسطيني في جنين، في تصعيد لعدوانه وإرهابه المتواصل على شعبنا"، وفقا لوكالة "معا" الفلسطينية.
وأضاف أن "الاحتلال لن يفلت من دفع ثمن جرائمه، فشعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة لن يمرروا عدوان الاحتلال دون دفع الثمن".
وتابع: "هذه الدماء الذكية ستكون وقودا لتصعيد الفعل الفدائي واستمرار هذه الانتفاضة المجيدة والثورة العظيمة، فإرادة شعبنا صلبة لن تكسرها جرائم الاحتلال".
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن "تم تصفية خلية مسلحة في منطقة جنين"، دون ذكر مزيد من التفاصيل على الفور.
وفي وقت سابق، حذر رونين بار، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية "الشاباك"، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن إرهاب المستوطنين سيغذي "إرهاب" الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، عن رونين بار، توجيهه تحذيرا إلى نتنياهو بأن عنف المستوطنين الإسرائيليين وإرهابهم سوف يكون له ردود فعل كبيرة بالنسبة للجانب الفلسطيني، مدعيا أنه سيغذي "الإرهاب" الفلسطيني في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، على حد وصفه.