وأجرت نائبة وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند ما سمتها "محادثات صعبة" في دولة النيجر الواقعة في غرب أفريقيا يوم أمس الإثنين في محاولة لبدء مفاوضات مع المجلس العسكري الذي أطاح الشهر الماضي بالرئيس المنتخب محمد بازوم، وهو حليف رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة.
وقالت نولاند للصحفيين في إفادة عبر الهاتف أثناء مغادرتها نيامي إنها كانت تحاول "بدء بعض المفاوضات، وأيضا لتوضيح ما هو على المحك في علاقتنا وأنواع الدعم الاقتصادي وأنواع الدعم الأخرى التي سنضطر إلى قطعها إذا لم يتم استعادة الديمقراطية".
وأضافت: "كانت هذه المحادثات صريحة للغاية وفي بعض الأحيان كانت صعبة للغاية"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
لكن نولاند لم تحصل سوى على القليل من المؤشرات على أن مساعيها قد لاقت استجابة تذكر من قبل المجلس العسكري الذي يقوده رئيس الحرس الرئاسي في النيجر.
وقالت المسؤولة الأمريكية "أفكارهم لا تتفق مع الدستور. ذلك سيكون صعبا من حيث علاقتنا إذا كان هذا هو المسار الذي يسلكونه".
وأوضحت نولاند، أنها لم يسمح لها بالوصول إلى بازوم أو رئيس المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب عبد الرحمن تشياني، على مدار المحادثات التي استمرت لساعات.
وأشارت إلى أنها التقت بالجنرال موسى سلاو بارمو الذي عينته إدارة المجلس العسكري "رئيسا للأركان العامة" وثلاثة مسؤولين عسكريين آخرين.
وقالت نولاند إنها عرضت أن تلعب الولايات المتحدة دور الوسيط "نحن على استعداد للمساعدة في ذلك، ومعالجة المخاوف من جميع الأطراف".
لكنها عادت واستدركت: "لن أقول إن هذا العرض قد تم قبوله بأي شكل من الأشكال، لكنني آمل أن يفكروا في ذلك".
وكان عسكريون في جيش النيجر قد أعلنوا، في ساعة مبكرة من صباح الخميس 27 يوليو/ تموز الماضي، عبر التلفزيون الرسمي، عزل رئيس البلاد محمد بازوم واحتجازه في مقر إقامته، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال، مؤكدين أنهم قرروا وضع حد للنظام الحالي بعد تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد.
وأعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، في 30 يوليو الماضي، فرض عقوبات على النيجر، تشمل إغلاق المجال الجوي لدولها أمام النيجر وتعليق التبادلات التجارية معها، على خلفية تولي عسكريين السلطة وعزل رئيس البلاد.
ومطلع أغسطس/ آب الجاري، اعتمد المشاركون في اجتماع طارئ لرؤساء الأركان العامة للقوات المسلحة لـ "إيكواس" الذي عقد في أبوجا، خطة في حالة التدخل العسكري في النيجر.
ورفض عبد الرحمن تشياني، رئيس المجلس العسكريفي النيجر، الخميس الماضي، العقوبات التي فرضتها "إيكواس" ردا على الانقلاب العسكري بالبلاد، ووصفها بأنها غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية.