وفي وقت سابق، نفى تبون وجود أي تعديلات بخصوص زيارته الأولى إلى فرنسا، مؤكدا أنها ما زالت قائمة، مضيفًا: "يبدو أن فرنسا لم ترد حتى الآن على شروط الجزائر".
وأوضح خرفي، في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن العلاقات مع فرنسا تمر بمراحل متباينة، لكن التوترات هذه المرة أكبر، في ظل انسجام الجزائر تماما مع أفريقيا التي تتراجع علاقتها مع باريس.
ولفت نائب رئيس البرلمان الجزائري إلى أن الجزائر تتجه بشكل أكبر نحو الشرق في علاقتها مع روسيا والصين، لافتًا إلى أن العلاقة مع باريس قائمة، لكنها في حاجة لأن تقوم على المصالح المشتركة، دون الهيمنة الفرنسية على الاقتصاد الجزائري، الذي يتجه نحو الاستقلالية.
وشدد على أن "ملفات الذاكرة" هي أهم المعضلات بين الجانبين في الوقت الراهن، وأن فرنسا مطالبة بتسليم نسخة منها للجزائر.
ولفت نائب رئيس البرلمان الجزائري إلى أن "فرنسا يجب أن تعمل اليوم على تسليم أعضاء الحركة الإرهابية "ماك" للجزائر، في إطار إعادة صياغة آلية التعاون بين البلدين القائمة على الشراكة وليست على الهيمنة".
وفي وقت سابق، قال الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الجزائري، إن استقلال الجزائر، الذي تم تحقيقه في الـ 5 من يوليو/ تموز 1962، يمثل أحد أعظم إنجازات القرن الـ 20.
وقال شنقريحة: "عيد الاستقلال الـ 61 يذكرنا بالمحطة المجيدة وبما حملته من قيم سامية تمثل نموذجا لحب الوطن والوفاء والإخلاص من أجله"، مشيرا إلى أن "الجزائر تواصل تطوير جيشها وتزويده بأحدث التقنيات والعتاد العسكري الذي يمكنه من حماية أمن البلاد وصون مصالحها والدفاع عن حدودها برا وبحرا وجوا".
ما هي حركة "ماك"؟
أسس الحركة فرحات مهني، للمطالبة بالحكم الذاتي في منطقة القبائل عام 2001، وتتخذ من باريس مقرا لها، وصنفتها الحكومة الجزائرية، في مايو/ أيار الماضي 2021، ضمن قائمة الإرهاب.
ما هي حركة "رشاد"؟
هي حركة أخرى تأسست، في أبريل/ نيسان 2007، من قيادات في "جبهة الإنقاذ الإسلامية" المصنفة ضمن القائمة الإرهابية للبلاد، وأبرز أعضائها مراد دهينة ومحمد العربي زيتوت ومحمد السمراوي وعباس عروة ورشيد مصلي.
وفي عام 2003، قدم القضاء الجزائري مذكرة توقيف للإنتربول بحق مراد دهينة، بتهمة ضلوعه في تهريب الأسلحة من سويسرا والسودان إلى الجزائر وارتكاب العشرات من العمليات الإرهابية في فرنسا والجزائر، إلا أنه في العام 2004، أفرجت الجزائر عن عباسي مدني وعلي بلحاج، في حين رفض دهينة المصالحة الوطنية في الجزائر وقرر ترك قيادة المكتب في الخارج، وفي العام 2006 دعا مراد دهينة إلى "عمل مسلح مشروع" ضد الدولة.
زيارة تبون إلى فرنسا
وتعليقا على أسباب تأجيل الزيارة وما إن كانت ستجرى قريبا، قال البرلماني الجزائري زرقاني سليمان، إن زيارة الرئيس الجزائري لفرنسا قد تؤجل لفترة أخرى.
وأضاف، في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الرئيس تحدث عن الأمر مع التأكيد على ضرورة وضوح البرنامج الخاص بالزيارة.
وأوضح البرلماني أن الجانب الجزائري يرى ضرورة أن تدخل الزيارة في إطار بناء علاقة شراكة وليست علاقة استفادة فرنسية فقط.
ولفت إلى أن الفجوة بين البلدين قد تتسع مع الوضع في النيجر، والرؤى المختلفة للبلدين، إذ ترى الجزائر بضرورة الذهاب للحل الدستوري، فيما تسعى فرنسا للتدخل العسكري هناك، وهو ما يدفع نحو تأزيم العلاقة، وربما تأجيل الزيارة مرة أخرى.
وشدد زرقاني سليمان على أن الجانب الجزائري تفاصيل الزيارة، وأن باريس ربما لم تضع البرنامج الذي يتناسب مع رؤية الجزائر الجديدة بشأن إقامة علاقات متوازنة وشراكة تضمن الاستفادة للجانبين لا لطرف على حساب الأخر.
ويرى سليمان أن إعادة العلاقات للرؤية المتوانة التي تقوم عليها أي علاقة بين البلدين، ليست متوفرة، نظرا لعدم تخلص فرنسا من عقدة السيطرة على أفريقيا، وهو ما يجب أن تتخلص منه فرنسا في تعاملها مع الدول الأفريقية.