مجتمع

نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ

من بين ألقاب عدة، يطلقها الناس والجهات الرسمية في نطاق الوطن العربي على أولئك الذين يعانون إعاقات مختلفة، ينطبق لقب "ذوي الهمم" على فتاة مصرية ضربت مثالا رائعا في تخطي الحواجز المنيعة، ممتطيةً همّةً لا يُشق لها غبار.
Sputnik
فقد سطرت نانسي سعد، قصة نجاحٍ فريدة بحروف من ذهب، بعدما تغلّبت على عقبة فقدان البصر، وقررت أن تصنع من الأحجار المتناثرة في طريقها سُلّمًا نحو مجد تليد.
ولدت نانسي كفيفة، وبدأت كمثيلاتها رحلة الدراسة في حضانة خاصة بالمكفوفين، فتعلمت القراءة بطريقة برايل، ثم التحقت بمدرسة للمكفوفين، وهنا كانت أول عقبة في طريقها، إذ تقول لـ"سبوتنيك": "أزمتي الوحيدة في الدراسة، كانت في بُعد السكن عن المدرسة، حيث كانت المدرسة تقع في حي مصر الجديدة، فيما كنت أسكن بحي مصر القديمة".
في الرحلة من البيت إلى المدرسة، لم تجزع نانسي من قطع نحو 15 كيلومتر يوميًا، مستقلةً وسائل المواصلات العامة دون مرافق.
1 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
2 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
3 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
4 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
5 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
6 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
7 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
8 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
9 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
10 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
11 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
12 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
13 / 13
نانسي... قصة فتاة كفيفة ضربت مثالا فريدا في بلوغ القمة بعزيمة من فولاذ
وتدرجت الفتاة القاهرة للصعاب في مراحل التعليم المختلفة، إلى أن التحقت بكلية الألسن، بعدما أنهت ماراثون الثانوية العامة الذي درست فيه ما يدرسه المبصرون، وفي كلية الألسن واجهت تحديًا جديدًا، إذ كانت الجامعة ترفض أن توفر لها المقررات الدراسية على أسطوانات مدمجة، حتى تتمكن من مذاكرتها على الكومبيوتر بمساعدة "المساعد الصوتي" و"قارئ الصفحات" الإلكتروني، فكانت تُضطر إلى إرسال الكتب إلى جمعية "رسالة"، حيث كان أحد المتطوعين يتولى تحويلها إلى كتب رقمية على الكومبيوتر، لكنه في بعض الأحيان كان ينتهي من ذلك قبل الامتحانات بأسبوع، وهي فترة قصيرة لا تكفي طالبًا لإدراك منهجٍ كامل، غيْرَ أنّ نانسي أدمنت مقارعة الصعاب بعزيمةٍ لا يفلُّها الحديد.
لم يكن يوقفها شيء، ولم تكن لتتذرع بأي حجة، بل كانت تتقن فنون الصبر والمثابرة والاجتهاد، فحسب.
ثمّ تقرر نانسي أن تنتقل إلى مرحلةٍ أكثر إثارة، حين جاءتها فرصة الاشتراك في مسابقة "العباقرة"، في موسم حمل عنوان "قادرون باختلاف"، كان مخصصا لأصحاب الهمم. وعلى الرغم من خسارة فريقها في دور الثمانية، أعلنت نانسي عن نفسها بكل قوة، حين اختيرت بفضل تحقيقها الكثير من النقاط على المستوى الفردي، لخوض جولات أفضل لاعب فردي، لتبلغ المباراة النهائية وتحقق التعادل، لكنها تحصد المركز الثاني مرفوعة الرأس بعدما خسرت في المباراة الفاصلة التي تعتمد على "الأسرع" في إجابة الأسئلة.
لكنّ نانسي لم تكن هي البطلة الوحيدة في قصتها، فقد كان من ورائها مؤمنون بها داعمون لها، وفي مقدمتهم أمها، السيدة سلوى محمد، التي تروي لـ"سبوتنيك" كيف كانت تشاطر ابنتها الطموحة تفاصيل الرحلة المثيرة.
تقول السيدة سلوى: كانت مناهج نانسي مناسبة للمبصرين، لذلك كان عليَّ أن أقرأها لها لأمكّنها من المذاكرة، وأحمدُ الله على تفوقها، فقد كانت متفوقة منذ الصف الخامس الابتدائي، وفي المرحلة الاعدادية كانت أيضًا من الأوائل، وكنا نتعجب من تفوقها رغم ابتلائها.
وبينما كانت نانسي تمضي بخطى ثابتة على طريق التفوق، تضيف الأم، حدث ما سيبقى خالدًا في صندوق ذكرياتها السعيدة؛ حين كانت في الصف الثاني من المرحلة الثانوية، فقد اعتلت صدارة ترتيب أوائل الجمهورية، لتكرمها رئاسة الجمهورية ممثلةً في السيدة سوزان مبارك، وتهديها شهادة بقيمة 10 آلاف جنيه، وقد كان بحقٍ تكريمًا لمشوار شاق، خاضته طفلة لا تعرف المستحيل.
"أحلم بأن تعيش حياة طبيعية كأي إنسان عادي"، هكذا لخصت والدة نانسي ما ترجوه.
وتشرح: فيما يخص العمل، تُعامل ابنتي كمُعاقة، وبموجب قانون حكومي، يُخصصُ لهذه الفئة نسبة "5%" من فرص العمل، ولكنه لا يكون عملًا بالمعنى المعروف، بل يبدو كأنه هبة، إذ يُعيّن المعاق في شركة ما، ويخصص له راتب، لكن لا يعمل بل يُطلب منه أن يبقى في منزله، والحقيقة أن نانسي لا تريد ذلك، بل ترغب في أن تعمل وتكافح وتعيش كأي إنسان طبيعي.
وتكمل السيدة سلوى حديثها لـ"سبوتنيك" قائلة: الآن تعمل نانسي في شركة خاصة، وتعامل بشكل سيئ جدًا، فحين تذهب للشركة لمقابلة إدارة الموارد البشرية لإدارة أي معاملات ورقية، تُترك على الباب بالساعات، وتُقابل بشكل سيئ، وهذا السلوك والتعامل يجعلني أشعر أن ابنتي لم تدرس ولم تجتهد لتحصل على شهادتها الجامعية.
حملة تضامن مع دكتورة قانون أردنية تشتكي من عدم التوظيف لكونها كفيفة

وتقول نانسي: طموحي الأكبر، أن أعيش حياة سهلة كريمة، وأن أعمل بوظيفة تدرُّ عليَّ راتبًا جيدًا، وأن أحقق طموحي بتحقيق ذاتي في أن أكون شخصًا لا يستسلم، كما أريد أن أدرس اللغة الألمانية أيضًا بحانب الانجليزية.

وتختم بقولها "ما أسعى إليه، أن أشعر بأنني حققت شيئا ذا قيمة، وبأن وجودي ليس كعدمه".
مناقشة