وعملية الترميم تتم بمشاركة خبراء ومهندسين وفنيين من المديرية العامة السورية للآثار والمتاحف السورية و(الفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي)، بهدف إعادة المسرح إلى صورته الأولى التي كان عليها قبل قيام إرهابيي تنظيم "داعش" بتفجيره وتخريبه.
وفي هذا الصدد، أوضح معاون مدير عام للآثار والمتاحف السورية الدكتور همام سعد مدير التنقيب والدراسات الأثرية في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أن "مشروع ترميم واجهة مسرح تدمر الأثري بدأ بالتعاون مع الفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي، وهو منظمة غير حكومية تعنى بالتراث تضم مجموعة من الخبراء الآثاريين والمهندسين"، موضحاً أنها "ليست التجربة الأولى مع الفيلق في هذا المجال، وإنما كان هناك تجربة سابقة بترميم نبع أفقا في تدمر".
3 مراحل تبدأ بالتوثيق الثلاثي الأبعاد
وأضاف سعد أن "المرحلة الأولى من مشروع ترميم واجهة مسرح تدمر تشمل أعمالاً هندسية وتوثيقا ثلاثي الأبعاد للركام وللمسرح، وبعد إعداد مخططات ثلاثية الأبعاد ستكون هناك مرحلة تسمى إدارة الركام والتي تشمل ترقيم الحجارة وخلق هوية لكل حجر موجود ضمن الركام (أبعاد الحجر والزخارف التي تحويها وكافة المعلومات المتعلقة بنوعية الحجر الكلسي)".
وتابع: "إضافة إلى كتل بيتونية تم استخدامها في أعمال ترميم سابقة، وبعد ذلك تتم مقارنة النموذج ثلاثي الأبعاد مع الوثائق والأرشيف القديم لمعرفة أماكن الحجارة المنهارة بناء على المخططات والصور السابقة، ومعرفة عدد الحجارة المتآكلة بشكل كبير أو التي يمكن إعادة استخدامها، إضافة إلى نوعية استكمال الحجارة أي أماكن الحجارة المدمرة بالكامل والتي يجب تعويضها بحجارة جديدة".
وأضاف سعد: "بعد تجميع كل هذه المعلومات واستكمال المخططات المقترحة للترميم ستبداً عملية تنفيذ الترميم بإشراف مديرية الهندسة في المديرية العامة للآثار والمتاحف، وهناك دفتر شروط يتمثل بوضع كافة الأمور المتعلقة بأعمال الترميم، سواء من حيث نوعية الحجر والرمال والمواد اللازمة".
وقال: "إضافة إلى تشذيب الحجارة التي سيتم تعويض النقص بها ضمن واجهة المسرح وأماكن اختيارها، وكذلك الكتل البيتونية، فمن غير الصحيح إعادة استخدام الإسمنت بترميمها، ويجب تعويض الكتل السابقة بحجارة جديدة، وعندما يتم استكمال هذه الدراسات، إضافة إلى وضع أسبار تتعلق بالسلامة الإنشائية فيما إذا كان هناك أي ضرر نتيجة التفجير أو التخريب على واجهة المسرح"، فيما تتمثل المرحلة الأخيرة ببدء أعمال الترميم والتي ستتم بشكل مباشر وتدريجي من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف وفقاً للمقترح الموضوع المصدق من قبل مديرية الهندسة".
خبراء روس وسوريين يبلسمون جراح مسرح تدمر الأثري من الإرهاب
© Sputnik . Ali Hashem
الترميم ينتهي عام 2024
وحول المدة الزمنية اللازمة لإنجاز مراحل المشروع، قال معاون مدير عام الآثار والمتاحف: "نحن نتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال الترميم في العام القادم باعتبار أن الواجهة ليست كبيرة الحجم، ولأن عدد الحجارة المنهارة من واجهة المسرح ليس كبيراً، فنحن لا نتحدث عن بناء منهار بالكامل؛ وإنما عن جزء من بناء موجود وقائم حتى الوقت الحاضر، وهو ما يختلف عن أعمال الترميم، فعندما نتحدث عن قوس النصر الذي تم تدميره بالكامل أو معبد بل، فعملية الترميم هنا تختلف، حيث هناك أعمال إعادة بناء للقوس، أما في حالة المسرح فنحن ننفذ أعمال ترميم فقط".
حجم الضرر ليس كبيرا... لكن ثمة إشكالية!
وعن حجم الضرر الحاصل بمسرح تدمر الأثري والصعوبات التي خلقها أمام أعمال الترميم، أشار د. سعد إلى أن "حجم الضرر ليس كبيراً جداً بالنسبة للواجهة، لكن الإشكالية تتمثل بالحجارة المزخرفة إن كانت مفقودة، وهنا تتمثل أعمال الترميم وفق عدة مدارس.
وقال: "هناك مدارس تقول بأنه يمكن إعادة زخرفة الحجارة بطريقة مختلفة عن الأصل، ومدارس أخرى تقول بترك الحجارة دون زخرفة، وهذا القرار يعود إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف، فلديها خبرة 100 عام في أعمال الترميم، والخبراء السوريين لديهم باع طويل في هذه الأعمال، ومن المهم تحقيق الانسجام ما بين الأصل والتقليد".
خبراء روس وسوريين يبلسمون جراح مسرح تدمر الأثري من الإرهاب
© Sputnik . Ali Hashem
الفيلق الروسي قام بتأمين التجهيزات المحظورة بسبب العقوبات
وحول دور الفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي في مساعدة الخبراء السوريين خلال تنفيذ المشروع لفت د.سعد إلى أن "هناك تقنيات وأجهزة غير موجودة بسبب العقوبات المفروضة على سوريا، وهنا يأتي دور الفيلق الروسي الاستكشافي، لتأمين هذه الأدوات والمعدات اللازمة لاستكمال الأعمال، وهناك خبراء من الجانبين السوري والروسي، والعمل يتمم بعضه".
وقال: "فعندما نتحدث عن الفيلق الروسي الاستكشافي هناك مهندس روسي إلى جانب مهندسي المديرية العامة للآثار والمتاحف فيتم استكمال الآراء بين الجانبين للوصول إلى نتيجة نهائية لأعمال الترميم، أما بالنسبة لمواد الترميم فهناك مواد غير موجودة في سوريا لاسيما حين نتحدث عن ألياف الكربون أو الأوتاد المعدنية أو ما شابه ذلك فهي غير موجودة بسبب العقوبات المفروضة على سوريا، وبالتالي يقوم الفيلق الروسي الاستكشافي بالمساعدة في تأمين هذه المواد اللازمة لأعمال الترميم".
وأردف معاون مدير عام الآثار والمتاحف، قائلاً: "هذه المواد لم تكن موجودة سابقاً فالعلم يتطور في كل يوم، ونحن نتحدث عن أكثر من 12 عام من الحرب، وهناك الكثير من التقنيات التي تطورت، فعلى سبيل المثال جهاز سكانر للقطع الحجرية، بالأساس لم يكن موجوداً قبل الحرب، وقد تطور خلال السنوات الأخيرة وبدأ ينتشر مع البعثات الأثرية، وهو غير موجود لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، وأيضاً نتحدث عن كاميرات احترافية، وقبل الحرب كان لدى المديرية كاميرات لكن تقنيات التصوير والكاميرات تطورت كثيراً، وبالتالي هذا يتطلب أجهزة حديثة في هذا المضمار، أيضاً مواد الترميم تطورت، فألياف الكربون في عام 2010 كانت طبيعتها غير منسجة مع الحجر، ومع التجارب خلال 12 عاماً تطورت هذه الألياف فأصبحت مثلاً أقل سماكة وأكثر متانة، وهناك الكثير من التفاصيل في هذا المجال، وبالتالي هذه الأجهزة والمواد غير موجودة حالياً في الأسواق السورية وبالتالي يتم تأمينها من الخارج".
فريق روسي سوري متجدد
خبراء روس وسوريين يبلسمون جراح مسرح تدمر الأثري من الإرهاب
© Sputnik . Ali Hashem
"وحول الخبرات التي يضمها الفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي، قال د. سعد: "يضم الفيلق الروسي الاستكشافي التطوعي فريقاً من الآثاريين والمهندسين فعندما نحتاج لخبرة معينة غير متوفرة سواء في كوادر المديرية أو كوادر الفيلق الروسي فيمكن أن يستعين الفيلق الروسي بخبراء من الأكاديميات والمؤسسات العلمية الروسية التي يمكن دعوتها للمشاركة في هذا المشروع، فالفريق غير ثابت لأنه يمكن الاستعانة بما يراه الفريق مناسباً سواء من حيث الدراسات أو التقنيات أو المعدات، فلدينا مرونة كفريق بمخاطبة الجهات العلمية، أيضاً المديرية تستطيع الاستعانة بخبراء عند الحاجة مثلاً إلى جيولوجي سواء من القطاع الخاص أو من القطاع الحكومي، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الفيلق الروسي".
خصوصية مسرح تدمر
وحول الأهمية التاريخية لمسرح تدمر الأثري، أوضح د. سعد أن "مسرح تدمر مهم جداً وتنبع أهميته كونه من المسارح الكاملة، وهو أحد المراكز الفنية المعروفة قديماً وقد ذكرة الرحالة منذ القرن الثالث عشر والرابع عشر عندما بدأوا يتحدثون عن مدينة تدمر، وصورهم منتشرة منذ القرن الثامن عشر ومنهم: "روبرت وود" وغيره ممن زاروا مدينة تدمر، فقاموا بتوثيق هذا المسرح، الذي كان له أهمية من حيث طريقة عمله الدائري وتطوره".
وأضاف: "فهو يأتي من حلقة تطور المسارح في سوريا مع أن حجمه أصغر من المسارح الأخرى، لكن له أهمية كونه موجود في تدمر مدينة القوافل، ولا ننسى بأن التأثير الثقافي لتدمر كان مرتبطاً بحركة التجارة التي كانت تمر عبر طريق الحرير، وبالتالي كان هناك تأثيرات فنية خارجياً على المنطقة سواء من اليونانيين أم الرومان أم الفرس وحتى من أقاصي الصين، ويمكن أن نلاحظ موضوع الزخارف الموجودة على واجهة المسرح وطريقة عمله، والأوركسترا إضافة إلى المدرجات ومنطقة حماية المتفرجين والمداخل التي لها علاقة بحركة الدخول والخروج ، وكل ذلك مرتبط بحركة تطور المسارح في تلك الفترة" .
تجربة واسعة للفيلق الروسي التطوعي
وقال مدير الفيلق الاستكشافي الروسي التطوعي تيمور ميخالوفيتش كارموف لوكالة "سبوتنيك"، إن "الفيلق الاستكشافي التطوعي الروسي هو منظمة غير تجارية في مدينة سان بطرسبورغ الروسية هدفها الأساسي حماية الآثار التاريخية في كافة أنحاء العالم والمساعدة في تنظيم الرحلات الاستكشافية والعلمية".
وأضاف: "عملنا في كل أنحاء روسيا في سيبيريا والقوقاز ودول أخرى مثل بيلاروسيا وأبخازيا وكذلك في سوريا، وتأسست المنظمة عام 2014، ويعمل في الفيلق حوالي 25 شخص وهؤلاء يقومون بدعوة الخبراء الذين يشاركون في الأعمال الترميمية والاستكشافية في المدن السورية بحسب حجم المشروع، إن كان صغيراً أم كبيراً ونقوم بدعوة خبراء من منظمات دولية للمساعدة في تنفيذ المشاريع، فمثلاً هناك مشاريع كبيرة وضخمة مثل ترميم تدمر أو مشاريع استكشاف لا تحتاج إلا إلى عدد محدود من الخبراء، فنقوم بتنظيم هذه الرحلات حيث هناك الكثير من الخبراء في الجامعات الروسية يرغبون في المساعدة في هذه المشاريع، ونحن جاهزون ونعمل في هذه المشاريع على نفقتنا الخاصة".
خبراء روس وسوريين يبلسمون جراح مسرح تدمر الأثري من الإرهاب
© Sputnik . Ali Hashem
ترميم رائع لنبع "أفقا"
وأشار ماركوف إلى أن تجربة الفيلق السابقة في ترميم نبع أفقا في تدمر، وقال: "أصبحت لدينا علاقة جيدة مع المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية وتعاون إيجابي في هذا المضمار وكان مشروع ترميم النبع عملاً رائعاً وقدمنا معلومات للجانب السوري واكتسبنا في المقابل معلومات من الخبراء السوريين، كان مشروعاً صعباً لأنه ليس مجرد ترميم آثار بل هو عمل إنساني، فقد عادل المياه إلى حقول تدمر مجدداً وهذا مهم من الناحية الإنسانية".
مدير الفيلق الاسكتشافي الروسي التطوعي تيمور ميخالوفيتش كارموف
© Sputnik . Ali Hashem
وعن المشروع الحالي في ترميم واجهة مسرح تدمر قال ماركوف: "بعد خبرتنا في المرحلة السابقة قررنا أن نعمل شيئاً أعظم وأصعب، وهو ترميم مسرح تدمر الأثري، ومن جانبنا نساعد الجانب السوري، ونحن نؤمن لهم المساعدة المطلوبة كتزويدهم بالمعلومات والخبراء ومواد الترميم والتجهيزات، أحببنا بعد النتيجة الرائعة التي كانت في مشروع ترميم نبع أفقا أن ننفذ مشروعاً أروع وبهذا بدأنا بترميم مسرح تدمر، وبالتأكيد سيحاول الجانب الروسي تأمين كل المواد والتجهيزات المطلوبة، وهذا ما تم في مشروع ترميم نبع أفقا حيث قمنا بدعوة خبراء من روسيا مع آلياتهم وتجهيزاتهم الشخصية للعمل في ذلك المشروع، ففي روسيا أنواع كثيرة من هذه الآليات والتجهيزات".
وعن المشاريع القادمة التي يخطط الفيلق الروسي الاستكشافي لتنفيذها بالتعاون مع الجانب السوري، قال ماركوف: "سنعمل في محافظات ومناطق أثرية أخرى في سوريا، تدمر ليست الوحيدة لكنها من أهم المعالم الأثرية، ليس على مستوى سوريا وإنما على مستوى العالم، ونعمل حالياً على دعوة خبراء جدد من روسيا ليكون عددهم أكبر حتى نعمل في سوريا وليس فقط في المسارح الأثرية، فهناك آثار كثيرة ومهمة تتطلب العمل".
آفاق واسعة للتعاون
وتابع: "مسرح بصرى كبير جداً لكنه لا يحتاج إلى ترميم، ونحنا بدأنا بعمل يحتاج مساعدة بشكل أكبر، المسرح الأكبر في سوريا هو مسرح أفاميا على الساحل السوري لكنه ليس مستكشفاً بالكامل ويحتاج إلى استكشاف ومن ثم ترميم، ونحن في المستقبل نريد أن نعمل في أكثر من مشروع، ومشروع ترميم مسرح تدمر ليس المشروع الوحيد وسيكون هناك مشاريع أخرى بحسب ما تقرره المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية، ونحن سنقوم بمساعدة الخبراء الروس القادمين من المتاحف والأكاديميات والمراكز العلمية والجامعات الروسية حتى يعملوا في سوريا مع الخبراء السوريين حتى ننجز مشاريع كثيرة في سوريا".
وأكمل ماركوف، قائلاً: "مشروع نبع أفقا ومشروع ترميم مسرح تدمر ليسا المشروعين الوحيدين بالنسبة للفيلق فقد نظمنا مؤتمراً تاريخياً سنوياً مع مجموعة من الشباب السوريين حول المواضيع التاريخية، حول تاريخ روسيا وسوريا والروابط التاريخية بينهما حتى يتعرفوا على تاريخهم وجذورهم التاريخية، في الماضي وخلال فترة الاتحاد السوفياتي كان هناك مشروع واحد رغم العلاقات الوثيقة بين البلدين والآن نريد أن نعمل ونتعاون بشكل أكبر".
وأوضح: "طبعاً هناك فائدة كبرى بالنسبة لروسيا في هذا المجال وهو حجم وعدد الآثار الموجودة في سوريا، ففي روسيا هناك مراكز علمية وجامعات تدرس العصور المختلفة وغير الموجودة في روسيا، فليس هناك آثار رومانية أو هناك لكنها قليلة وسوريا تعتبر من البلدان الغنية بالآثار، ومنها أوغاريت وماري على نهر الفرات، وهناك قصور للصليبيين، وهناك قلعة المرقب وقلعة الحصن، فالعلماء الروس مع عملهم مع الخبراء السوريين يكتسبون خبرة عملية من خلال الواقع وليس من خلال الكتب فقط والخبرة هي أهم شيء".
خبراء روس وسوريين يبلسمون جراح مسرح تدمر الأثري من الإرهاب
© Sputnik . Ali Hashem
وأشار ماركوف إلى أنه "بشكل عام تعتبر تدمر معلماً مهماً جداً بالنسبة لروسيا، بالنسبة لنا هي ليس فقط علم بل تاريخ ورمز حتى أن مدينة سان بطرسبورغ الروسية تعتبر ثاني أهم مدينة في روسيا تسمى بتدمر الشمالية، حينما دخل العدو (داعش) ودمّر تدمر أول وثاني مرة كان ذلك يمثل كارثة بالنسبة لنا وشيء لا يصدق، وها نحن الآن نتابع درب النصر وترميم هذا المسرح أمر مهم بالنسبة لنا، وأنا متأكد أنه بعد الترميم سيزور تدمر والمسرح الكثير من الزوار والسياح الروس ليرون هذه العظمة".
سوريا وروسيا... شبيهان إلى حد كبير
وقال معاون مدير الفريق بوريس نيكولاييفيتش يورينوف لوكالة "سبوتنيك" عن تجربته في سوريا ضمن الفيلق الاستكشافي السوري: "بالنسبة لي العمل في سوريا يمثل خبرة مهمة، وسوريا وروسيا تشبهان بعضهما إلى حد كبير رغم أن هناك اختلاف في التقاليد، ولكن العمل في سوريا مهم بالنسبة لي كخبير، وقد عملت سابقاً في ترميم نبع أفقا ويمثل مشروع ترميم مسرح تدمر ثاني مشروع أشارك فيه في سوريا".
بوريس نيكولاييفيتش يورينوف معاون مدير الفيلق الاسكتشافي الروسي التطوعي
© Sputnik . Ali Hashem
وعن نشاطاته القادمة في سوريا، قال: "على الصعيد الشخصي أحب أن أعمل في سوريا لأن من أهم الأشياء التي أدرسها هو العصر الروماني والعصر الإغريقي وهما متوفران في الآثار الموجودة في سوريا بكثرة مقارنة بروسيا، وقد كتبت مقالة علمية عن مشروع ترميم نبع أفقا في كتاب (نبع أفقا التدمري) ونأمل في المشروع الجديد في ترميم مسرح تدمر أن ننشر كتاباً جديداً حيث سأكون أنا الكاتب".
مسرح تدمر الأثري... شهرة عالمية
وصرحت المشرفة والمترجمة في الفريق داريا علي علي لـ"سبوتنيك": "أعمل في الفيلق الاستكشافي الروسي منذ ثلاث سنوات ولي الشرف في ذلك لأني أواكل تعاونه وعمله مع جميع الجهات السورية والروسية والمجتمع المحلي في سوريا، ونأمل أن تحقق مشاريعنا فائدة، فمشروع نبع أفقا التدمري ساعد السكان التدمريين لأن المياه هي الحياة وساعدنا في إعادة المياه إلى مجراها مجدداً، وحالياً نشارك في ترميم مسرح تدمر وهذا أمر مهم جداً ليس فقط بالنسبة لسوريا وروسيا بل للعالم كله، لأن كل العالم يعرف مسرح تدمر".
داريا علي علي مشرفة في الفيلق الاسكتشافي الروسي التطوعي
© Sputnik . Ali Hashem
سنقيم حفلاً آخر على مسرح تدمر
محمد خالد الخطيب مساعد مدير الفيلق الاسكتشافي الروسي التطوعي
© Sputnik . Ali Hashem
من جانبه قال مساعد مدير الفريق محمد خالد الخطيب لـ"سبوتنيك": "بعد تحرير المنطقة قام أعداء الإنسانية وأعداء التراث والحضارة بإثبات جهلهم بالحضارة ومحاولة تدمير الآثار والتراث السوري بتفجير مسرح تدمر الأثري بعد أن قام الأصدقاء الروس بإقامة احتفالية فنية على المسرح بعد تحرير تدمر لأول مرة، حيث قام الإرهابيون بتفجير المسرح انتقاماً من هذا الاحتفال وهذا النصر، ونحن اليوم نقوم بإعادة إحياء هذا المسرح لإثبات جذورنا وشراكتنا مع الأصدقاء الروس وسنشهد احتفالاً آخر في هذا المسرح إثباتاً لجذورنا ولإصرارنا وعزيمتنا على إثبات حضارتنا، وسبق أن قمنا بعدة رحلات مع الشباب السوريين إلى تدمر وقلعة الحصن وإلى عدة مناطق أثرية لإيضاح وشرح أصول وتاريخ المناطق الأثرية في سوريا".