وأرجع الخبيران الأسباب إلى الانشغال الأمني إثر الأحداث المشتعلة في المنطقة، والتي تتيح الفرصة بشكل أكبر لتحرك تلك الجماعات بحرية، وتجنيد المزيد من العناصر.
ومؤخرا أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، تقريرا أشار فيه إلى انخفاض مؤشر العمليات الإرهابية في أفريقيا خلال شهر يوليو 2023، بشكل طفيف مقارنة بشهر يونيو من العام ذاته بمعدل 5.5%، حيث سجل شهر يوليو 34 عملية إرهابية تنوعت ما بين تفجيرات واغتيالات، وقد أدى هذا الانخفاض بطبيعة الحال إلى انخفاض أعداد الضحايا.
وأسفرت العمليات عن سقوط 254 قتيلا، و126 مصابا، واختطاف اثنين آخرين بينما بلغ عدد العمليات في شهر يونيو 36 عملية إرهابية، خلّفت 295 قتيلا، وإصابة 114 آخرين، واختطاف 70 شخصا.
وفي منطقة غرب أفريقيا، رصد التقرير تزايد نشاط تنظيمي "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول) غرب أفريقيا" و"بوكو حرام" الإرهابيين، حيث تعرضت المنطقة لـ 6 عمليات إرهابية، أي بما يعادل 17.6 بالمئة من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، تمركزت جميعها في نيجيريا.
مؤخرا أعلنت الجماعة التي تسمي نفسها "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي، في 23 مايو/آيار، شن هجوم على بوابة للجمارك في بافارالا بولاية كاي المالية، أسفر عن مقتل جندي من الجيش المالي، والسيطرة على النقطة العسكرية في الولاية، والاستيلاء على أسلحة ومعدات.
وفي بوركينا فاسو أيضا، نفذت "النصرة" هجومين ضد الجيش في 16 و17 مايو/آيار، في بانغورا نونقافيري، قُتل فيهما 10 جنود، فيما بدأت تحركات للعناصر في مناطق أوسع من نطاق سيطرتها، وفق الخبراء.
كما استولى التنظيم الإرهابي "داعش"، نهاية أبريل على بلدة تيدرمين المالية، وعزل ميناكا، التي كانت تقريبا تحت سيطرة "النصرة".
انعكاسات خطيرة
من ناحيته، قال العابد مصطفى البشير المفوض بلجنة حقوق الإنسان بتشاد، إن التطورات في المنطقة الأفريقية، وخاصة منطقة الساحل، تستفيد منها بشكل كبير الجماعات الإرهابية.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التطورات الحاصلة، يتوقع معها زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في المنطقة، بسبب وجود الفراغ الأمني وضعف التنسيق، بسبب اختلاف الرؤى بين دول منطقة الساحل.
ولفت إلى أن الرأي العام في هذه الدول خاصة وأفريقيا عموما، يتهم فرنسا بخلق وتمويل بوكو حرام، للحفاظ على مصالحها، وإبعاد التنظيم الذي يشكل خطرا حقيقيا عليها، وهو تنظيم "القاعدة" ،مشيرا إلى أن بعض الدول قد تلجأ بالفعل لتمويل بعض الجماعات وتحديدا بوكوحرام.
تجنيد الشباب
وحذر الحقوقي التشادي من انتهاز شباب دول الساحل العاطلين عن العمل الأوضاع للانخراط في صفوف هذه الجماعات، وبالتالي تعزيز قدراتهم. ولم يستبعد الحقوقي التشادي التنسيق بين بعض الدول وجماعات المعارضة للهجوم على الحكومات في دول المنطقة.
ويرى أن التوترات في المنطقة، قد تسمح للجماعات الإرهابية بالتحرك بحرية، في ظل ضعف أجهزة بعض الدول، خاصة أن تشاد كانت هي الحلقة الأقوى في دحر هذه الجماعات، واليوم هي منشغلة بما يجري في جارتها السودان، ذات الأثر الأكبر على الإطلاق في تشاد مما يجعل هذه الجماعات بلا رادع في صلاتها وجولاتها". وفق قوله.
فيما قال الأكاديمي إسماعيل طاهر، إن ما يحدث في منطقة الساحل، يعيد نشاط الجماعات الإرهابية مرة أخرى، في ظل تراجع الجهود الأمنية في المنطقة. وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الجماعات الإرهابية في المنطقة يمكنها استغلال الانشغال الأمني في المنطقة بالأحداث المشتعلة.
مناطق نفوذ
ويرى أن تنظيم (بوكو حرام-المصنف ضمن الجماعات الإرهابية في روسيا) يركز بشكل أكبر على منطقة بحيرة تشاد التي توفر حاضنة اجتماعية للتنظيم، فيما يركز "داعش" على المنطقة الصحراوية بشكل أكبر.
ولم يستبعد الخبير التشادي تحريك بعض الجماعات الإرهابية في المنطقة من قبل بعض الدول. ويرى أن العديد من الجماعات الإرهابية يمكنها أن تزعزع الاستقرار في منطقة الساحلة بدرجة كبيرة.
ارتفاع وتيرة الأعمال
وفق عمليات رصد لمراكز أمنية وبحثية، زادت الهجمات 4 أضعاف منذ 2019، ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي وبوركينا فاسو وغرب النيجر، تعرضت 84 لهجمات في 2022.
واحتلت بوركينا فاسو عام 2022 الترتيب الأول في غرب أفريقيا في مؤشر الإرهاب، والثاني عالميا، تليها مالي في المركز الثاني والرابع عالميا، ثم النيجر للمركز الثالث في المنطقة والعاشر عالميا.