سياسي فلسطيني لـ "سبوتنيك": اجتماع الأمناء كان خطوة أولى للمصالحة وما طرحه أبو مازن ثوابت متفق عليها

قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، إن اجتماع الأمناء في القاهرة كان خطوة أولى لتحقيق المصالحة، حيث تشكلت خلاله لجنة لمناقشة كافة القضايا الخلافية بين الفصائل الفلسطينية.
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن ما طرحه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) في الاجتماع "ثوابت متفق عليها مسبقا بين الفصائل الفلسطينية، ولا يمكن تحقيق المصالحة إلا في سياقها".
وأوضح أن الثابت الأول يتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية ، "كونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهو أمر متفق عليه ضمن كافة الاتفاقات الوطنية، والمعاملات الدولية والدبلوماسية والقانونية الفلسطينية تجري باسم منظمة التحرير، وبالتالي لا يجوز الخوض في ذلك، فيما يمثل الثابت الثاني الالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حق فلسطين السياسي والقانوني بإقامة دولة".
وأكد شعث أنه لا توجد دولة في العالم منعزلة عن المجتمع الدولي بما في ذلك الدول العظمى، حيث يعتمد العالم على نظرية الاعتماد المتبادل، ولا تستطيع دولة توفير كل حاجاتها ذاتيًا، دون التعاون والتبادل مع الدول الأخرى.
تصريحات "حماس" الأخيرة... هل فشل اجتماع الفصائل في توحيد الصف الفلسطيني؟
وشدد على أن "الالتزام بالقوانين والقرارات الشرعية الدولية هو سلاح مهم لدولة فلسطين لا يجب التهاون فيه رغم التحفظات على الأمم المتحدة إلا أنها تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، فيما يتمثل الثابت الثالث في حق الشعب بالنضال والكفاح الشامل ضد الاحتلال، والدفاع عن أراضيه بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك الكفاح المسلح".
وأكد أن حديث القيادي بحركة حماس موسى أبو مرزوق، حول المقاومة الشاملة "نظريا صحيح ولا يتعارض مع المقاومة السلمية التي تبناها الرئيس أبو مازن، بل أن هذا النهج بالمقاومة السلمية تبنته حماس على لسان الشيخ إسماعيل هنية ويحيى السنوار، فالمقاومة السلمية هي واحدة من أهم أساليب المقاومة وهناك الكثير من التجارب الثورية التي نجحت بها المقاومة السلمية بالتحرر".
ومضى أستاذ العلوم السياسية: "أما إذا كان قصد أبو مرزوق إطلاق المقاومة المسلحة في الضفة، هذا غير ممكن في الوقت الراهن لأن المقاومة المسلحة تحتاج إلى مناقشات معمقة، وإجماع وطني على ذلك، في ظل انشغال العالم بأزماته، فأي قرارات مصيرية يجب أن تتخذ بإجماع وأن يتحمل الجميع مسؤولياته في حماية المدنيين وتأمين مقومات الصمود لهم، قبل البدء بالعمل العسكري وإلا سيكون عواقبها وخيمة على الشعب الفلسطيني".
المكتب السياسي لـ"حماس": اجتماعات الفصائل الفلسطينية في مصر لم تحل كل الخلافات ولكن مهدت لحوار وطني
ويعتقد شعث أن "المقاومة المسلحة لا يجب أن تكون فردية أو حزبية، وإنما موحدة، حتى لا يتحمل الشعب الفلسطيني وحده النتائج، والدروس المستفادة من الحروب على غزة، أكبر مثال على ذلك، حيث النتائج الميدانية على الشعب، والنتائج السياسية في القطاع محصلتها صفر".
وكان موسى أبو مرزوق، رئيس العلاقات الدولية والقانونية بحركة "حماس"، قال إن اجتماع الأمناء "لم يخرج بنتائج ملموسة، حيث كان بنوايا مختلفة عند كثير من الأطراف، لكننا ذهبنا تطبيقا لسياستنا دون انتظار نتائج، لأننا كنا نعرف ما هي النتيجة."
وأكد أبو مرزوق في مقابلة مع قناة الغد، أن "مشكلة الاجتماعات التي تعقد من هذا القبيل، ذهاب الأطراف المختلفة بنوايا مختلفة، وبالتالي لا تكون هناك أي نتائج على أرض الواقع، وإن كانت هناك نتائج تتدخل بعض القوى الخارجية لتمنع تنفيذ ما تم التوافق عليه، وهذا ما جرى في كل اتفاقيات المصالحة".
وعقد مؤخرا في مدينة العلمين الجديدة شمال غرب مصر، اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بدعوة من الرئيس الفلسطيني.
وأعلنت 3 فصائل فلسطينية، عدم مشاركتها في الاجتماع، وهي حركة الجهاد الإسلامي، واثنتان من تنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية هما، الصاعقة، والجبهة الشعبية/القيادة العامة.
مناقشة