وزير السياحة السوري: نجلب القطع الأجنبي ونسعى لعودة الأشقاء العرب

أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا مع وزير السّياحة السّوري، محمد رامي مارتيني، للحديث عن قطاع السياحة في سوريا وتعافيه بعد 12 عاما من الحرب المدمّرة.
Sputnik
وقال مارتيني: "القطاع السياحي في جميع الدول التي تعرضت للحروب والكوارث والأزمات، هي من أكثر القطاعات التي تتضرر وتكون آخر القطاع تعافيا، حقيقة الحرب على سوريا مركبة وممتدة زمانيا ومكانيا واليوم نحن عشنا 12 عاما من الحرب الإرهابية، ترافقت بضغط الدول المعادية للشعب السوري من العقوبات".

وأضاف: "منذ سنة 2017، ومع تطور المعارك باتجاه انتصارات متلاحقة للجيش العربي السّوري في كافة الأراضي السورية، ساد جو من الاستقرار في أغلب المدن الرئيسية، وبدأت بانتعاش السياحة الداخلية، نحن شعب يحب الحياة، وبالعكس الضيافة لدينا هي علم وتقاليد موروثة من آلاف السنين، سوريا فيها الحضارة والتاريخ والمقدسات والترفيه والطقس الجميل، وفيها السياحة الدينية والعلاجية وسياحة التّسوق وهناك علاقة طيبة من شعوب المنطقة، وخاصة مع دول الجوار".

العقوبات الغربية عقبة في وجه الاستثمار

وأشار مارتيني إلى الاستثمارات التي تسعى الحكومة السورية لتطوير قطاع السياحة، وقال لـ"سبوتنيك":

"العقوبات الغربية منعت الكثير من الشركات العربية والأجنبية للاستثمار في بلادنا، وعلى الرغم من ذلك لا يزال لدينا بعض الاستثمارات التي هي الآن بدأت بالافتتاح ومرحلة التشغيل".

السفارة الروسية لدى لبنان: الغرب يحاول منع إعادة الإعمار في سوريا
وأضاف: "لدينا مشاريع لمستثمرين سوريين عرب وأجانب، وفي مقدمتهم الأصدقاء الروس، لدينا أحد أكبر المشاريع الاستثمارية في مدينة اللاذقية، ووصل المشروع إلى إنجاز 50 %، وفي السنة المقبلة سنفتتح هذا المنتجع وأعتقد أن يكون له صدى طيب لاستقدام وجذب المزيد من الزوار والسياح من روسيا".

انتعاش السياحة الدينية في سوريا

وحول انتعاش القطاع السّياحي من خلال عودة المغتربين وأيضا قدوم السّياح العرب والأجانب للأراضي السّورية، قال مارتيني لـ"سبوتنيك":
"نعم، لقد استقبلنا في ظرف سبعة أشهر نحو مليون و200 ألف قادم من العرب والأجانب، ومليون و 300 ألف قادم من السوريين المغتربين، وهؤلاء يضخّون القطع الأجنبي وينعشون المنشآت السياحية، وكما ترون معظم المرافق السياحية والفناذق ممتلئة بالزوار في حمص واللاذقية وطرطوس، وحتى في المناطق الريفية التي تدنّت فيها الأشغال نتيجة الحرب، هناك إقبال سياحي كبير، وهذا يشجع على تطوير الاستثمارات السياحية".
الأسد: إسرائيل تستهدف الجيش السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني
وحول جذب السائح الروسي للمزارات الدينية في سوريا: "نعتقد أنّ هناك ضعف في الترويج للسفر من الطرفين ،وكان هناك تخويف وتحذيرات من السفر إلى سوريا، والآن تم التغلب على ذلك وهناك تنسيق بموضوع الزيارات للمواقع المقدّسة، لدينا علاقات صديقة وطيبة مع الجمعية الروسية ومدراء المتاحف الرئيسية للسيد بيتروفسكي ومتحف الإيرميتاج ساهم بالترويج لعودة تدمر وإعادة إعمار المواقع الأثرية التي دُمّرت".
وتابع: "نحن نعلم أن هناك أرقام بالملايين من السواح الروس الذين يزورون تركيا ودبي ومصر، ونحن نتمنّى أن نستقدم السياح الروس، وتوجد عدة جهات روسية تتعاون معنا وهناك أعداد لافتة وإن كان بأعداد صغيرة".

السياحة قطاع استثماري تنموي بامتياز

وحول أهميّة الاستثمار في القطاع السّياحي لتحقيق التطوير والتقدم للبلاد، قال مارتيني لـ"سبوتنيك":

"الاستثمارات والقطاع السياحي هي معظمها خاصة، رأس المال يأتي من مصادر رجال الأعمال، ونحن لا نستطيع توجيه المستثمر الذي يرغب بإنشاء مشفى أن يبني معملا، من يعمل في الصناعة يستثمر في الصناعة وأيضا هو الحال بالنسبة المستثمر السياحي، القطاع السياحي هو صناعة خدمات وتنمية ويؤمّن فرص العمل وقطع أجنبي".

وأوضح مارتيني في حديثه لـ"سبوتنيك" أنّ"هناك 3600 منشأة بين الفنادق والمطاعم والمنتجعات رغم الحرب والإرهاب ومئات المنشآت المتضررة، ونحن نفتتح مشاريع استثمارية ومخصصة للسياحة الشعبية، لدينا شواطئ في الكرنك بطرطوس وفي اللاذقية وبريف دمشق ومغارة جوعيت وفي حلب وحمص، وهناك مشاريع متخصصة تتدخل بها الحكومة ووزارة السياحة ضمن قانون الاستثمار الذي يعتبر متطورا، ونحن نقدم لهم كل التسهيلات والمصداقية ولدينا افتتاح لعشر مشاريع جديدة".
الأسد يحذر من سيناريو صدام والقذافي: التنحي لم يكن مطروحا ولن ألتقي أردوغان بشروطه
وأشار مارتيني إلى أنّ "هناك 10 آلاف طالب وطالبة في المعاهد الفندقية والمدارس وكليات السياحة ومراكز التدريب، وبالتالي قطاع السياحة هو قطاع استثماري تنموي بامتياز يؤمّن مداخيل للخزينة و فرصا للعمل لهؤلاء الطلبة والشباب السوري".

عودة السياح العرب لسوريا

وأضاف مارتيني: الانفتاح العربي على سوريا، وعودتها إلى جامعة الدول العربية، توّج هذا الانفتاح بالقمة العربية وكانت اللقاءات مثمرة مع القادة العرب، وخاصة إخوتنا في دول الخليج وبالتحيدد في المملكة العربية السعودية، نحن ننظر بتفاؤل كبير بالعلاقة مع أشقائنا في كل من السعودية والإمارات وسلطنة عمان ومصر وتونس، وهناك انفتاح وعلاقات أفضل مع الدول العربية، ويوجد آلاف السوريين والعمال في مصر يعملون في قطاعات الصناعة.
مناقشة