بعد إطلاق النار على موكب وزير الدفاع... هل عاد ملف الاغتيالات إلى لبنان؟

فجر حادث إطلاق النار الذي تعرض له وزير الدفاع اللبناني، مخاوف المواطنين بشأن إمكانية ‏العودة لمسلسل الاغتيالات مرة أخرى، والتدرج إلى مواجهة أشمل وأوسع.‏
Sputnik
وتعرّضت سيارة وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم، أمس الخميس، لإطلاق نار في منطقة جسر الباشا.
وقال خبيران إنه لا يمكن وصف الحادث بمحاولة الاغتيال، لكن الوضع الأمني غير مستقر ويُنذر بأحداث خطيرة، قد تصل إلى حد الاغتيال أو المواجهة المباشرة، مؤكدين أن هناك سباقا للزمن بين الوصول إلى حل سريع أو الذهاب للفوضى.
مشاهد اغتيال مرشح الرئاسة الإكوادوري... فيديو
مخاوف أمنية
اعتبر المحلل السياسي اللبناني، سركيس أبو زيد، أن "إطلاق الرصاص على موكب وزير الدفاع اللبناني يحتاج إلى تحقق وتأكد، هل كانت محاولة اغيال أو مجرد رصاصات طائشة في الهواء، والمطلوب من المؤسسة العسكرية أن تعطي رأيا وتحقق بشكل واضح وشفاف ويؤكد مصدر الأمر".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "هذا الحادث ترك نوعا من القلق والخوف عند اللبنانيين من تجدد عملية الاغتيالات مرة أخرى، خاصة أن الأجواء العامة والظروف تؤكد أن الوضع الأمني غير مستقر ومستتب، وهناك أحداث أمنية متنقلة في الشمال والجنوب وبالجبال والكثير من المناطق ما يوحي بأن الأرضية العامة ملبدة بالغيوم".
وأوضح أن
"مقارنة بسيطة بين الظروف التي رافقت الأحداث الأمنية والحرب الأهلية عام 1975، نشهد تكرارا لنفس الأسباب والعوامل التي قد تؤدي لنفس النتائج، موجة من الاغتيالات والمواجهات وخطوط التماس وغيرها من المخاطر الأمنية".
ويرى أن "هناك سباقا ما بين محاولة إيجاد حل إنقاذي سريع - وهو مستبعد ولا يوجد بوادر إقليمية وداخلية للوصول إليه - أو أحداث أمنية محدودة ربما تفتح الباب أمام حل أو مواجهة أوسع، الوضع حساس ودقيق ومرشح لكل الاحتمالات، ولا أحد يمكن أن يجزم الأمور ذاهبة للانفجار أو إلى الحل، ويجب الانتظار وترقب الأحداث المقبلة.
تحقيق أمني
استبعد الخبير الأمني اللبناني، ومدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات، العميد خالد حمادة، أن "يكون ما تعرّض له موكب وزير الدفاع اللبناني موريس سليم، من إطلاق نار أصابت بعد سيارات الموكب، تصل لمرحلة محاولة الاغتيال، إذ لا يوجد ما يؤشر على هذا الأمر".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك": "تصادف مرور الموكب مع تشييع أحد عناصر "حزب الله" اللبناني، في المناطق التي تسيطر عليها، ومن عادة الحزب أن يعبّر عن قوته العسكرية بإطلاق الرصاص، ومسلك موكب وزير الدفاع كان على بعد مئات الأمتار فقط".
وأكد أنه "حتى الآن لم تتوفر أي مؤشرات تدل على وجود محاولة اغتيال للوزير، إذ لم يظهر أي مسلح، ولم يُستدل على محاولة حقيقية، والجميع بانتظار التحقيق الأمني، إذ من المعروف أن وزير الدفاع لا يملك أي عداوات سياسية، وليس من أصحاب المواقف المتشددة لفريق ضد غيره".
ويرى العميد حمادة أن "ما يمر بلبنان ظرف دقيق جدا، والصدام السياسي وصل لذروته، على خلفية مجموعة من القضايا، منها التعثر في انتخاب رئيس الجمهورية، ومسألة "حزب الله" ومشكلتها وآثارها الأمنية والسياسية والاقتصادية".
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير: حان وقت الاغتيالات
ويعتقد الخبير اللبناني، أن
"الأمور قد تتطور باتجاهات متعددة، في ظل المناخ التصعيدي بين أمريكا وإيران، ما قد ينعكس على سلوك البعض ممن يحاولون إظهار المزيد من عناصر قوتهم، وقد تُتخذ أشكالا متعددة، من بينها الاغتيالات السياسية".
وأكد وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال، موريس سليم، في تصريحات لقناة "إم تي في" اللبنانية، أنه بخير، لكن أصيب الزجاج الخلفي لسيارته برصاص.
تجدر الإشارة إلى أن بعض وسائل الإعلام كانت قد تحدثت عن تعرض سيارة الوزير اللبناني إلى إطلاق النار، في منطقة جسر الباشا.
وتُظهر صور متداولة توثق اختراق أعيرة نارية سيارة، وزير الدفاع اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، موريس سليم، بجانب جسر الباشا، في العاصمة اللبنانية بيروت.
مناقشة