جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس ساحل العاج الحسن واتارا للصحيفيين مساء أمس الخميس، ونقلتها وكالة "فرانس برس".
وقال واتارا إن "إيكواس" وافقت على نشر "قوة احتياطية لاستعادة النظام الدستوري" في النيجر، وقالت إنها مستعدة للقيام بذلك "في أقرب وقت ممكن".
ولم تقدم الكتلة الإقليمية للإيكواس تفاصيل عن القوة التي سيتم نشرها أو الجدول الزمني للعمل ضد الضباط العسكريين الذين سيطروا على النيجر قبل أسبوعين، وأطاحوا بالرئيس محمد بازوم.
لكن لدى عودته إلى أبيدجان من القمة الطارئة في أبوجا بنيجيريا، قال واتارا: "سيعقد رؤساء الأركان مؤتمرات أخرى لوضع اللمسات الأخيرة على الأمور لكنهم حصلوا على موافقة رؤساء الدول لبدء العملية في أقرب وقت ممكن".
وكشف واتارا أن ساحل العاج ستوفر كتيبة من 850 إلى 1100 جندي إلى جانب جنود من نيجيريا وبنين وستنضم إليهم دول أخرى، مضيفا "نحن مصممون على إعادة الرئيس بازوم إلى مهامه".
وتابع: "ربما يقرر الانقلابيون المغادرة صباح الغد ولن يكون هناك تدخل عسكري، الأمر كله متروك لهم".
وأمس الخميس، دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى حل سلمي "لدحر الانقلاب"، مشيدًا بـ "تصميم إيكواس على استكشاف جميع الخيارات من أجل حل سلمي للأزمة".
وأضاف بلينكن في بيان: "تلعب إيكوا دورا رئيسيا في توضيح حتمية العودة إلى النظام الدستوري، ونحن نؤيد بشدة قيادة الكتلة ونعمل على ذلك".
وفي وقت سابق، أعلن رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، عمر الطوراي، في قمة عقدت بأبوجا عاصمة نيجيريا، الاستعداد لنشر قوة من التكتل في النيجر.
وكانت القيادة العسكرية الجديدة في النيجر قد تحدت مهلة حددتها الإيكواس قبل أسبوع لإعادة بازوم – المحتجز منذ 26 يوليو/تموز الماضي- أو مواجهة تدخل عسكري محتمل، كما رفضت محاولة هذا الأسبوع لإرسال فريق مشترك من الإيكواس والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى نيامي عاصمة النيجر.
وتكافح الكتلة المكونة من 15 دولة من أجل وقف عمليات الاستحواذ العسكرية التي اجتاحت الآن أربعة من أعضائها في غضون ثلاث سنوات، مما قد ينذر بعدم استقرار جديد في منطقة تكافح لسنوات ضد التمرد الجهادي.
وأثار احتمال التدخل العسكري في النيجر، الدولة الهشة التي تُصنف من بين أفقر دول العالم، جدلاً داخل المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا وتحذيرات من الجزائر المجاورة وكذلك روسيا.
وحذر جيران النيجر مالي وبوركينا فاسو، من أن التدخل سيكون بمثابة "إعلان حرب" على بلديهما. وتم تعليق مالي وبوركينا فاسو وغينيا، من "الإيكواس" ومثل النيجر لم تكن ممثلة في قمة أبوجا.
واتخذت نيجيريا، رئيسة "إيكواس"، موقفًا متشددًا ضد الانقلاب الذي وقع الشهر الماضي، وهو الانقلاب الخامس في النيجر منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.
يشار إلى أن انتخاب بازوم في عام 2021 قد ساعد النيجر على تعزيز العلاقات الوثيقة مع فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تمتلكان قواعد رئيسية وانتشارا لقواتهما في البلاد.
وسحبت فرنسا العام الماضي قواتها من مالي وبوركينا فاسو بعد خلاف مع قادتها العسكريين، في إعادة تركيز استراتيجيتها المناهضة للجهاديين في النيجر.