موسكو - سبوتنيك. وقال بوطمين في تصريحات لـ"سبوتنيك": "اتخذ الاتحاد الأوروبي اتجاها بفرض عقوبات على الموارد الروسية، لذلك تعد النيجر والدول الضعيفة الأخرى مستهدفة لإثارة المشاكل فيها والسعي للسيطرة على مواردها".
وأضاف: "النيجر بلد غني باليورانيوم والذهب وخام الحديد وحتى النفط، بالإضافة إلى معادن أخرى، لذلك فهي مستهدفة من قبل القوى العظمى. فرنسا على سبيل المثال تستورد 35% من اليورانيوم الذي تحتاج إليه لتوليد الكهرباء من النيجر".
كما أشار بوطمين إلى أن "الاتحاد الأوروبي سارع بحثا عن بعض البدائل للغاز الروسي، بعد أن واجه سوق الغاز الطبيعي تحديات بفعل الأزمة الأوكرانية، وأدى نقص الإمدادات إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، حيث وجهت روسيا إمداداتها إلى وجهات أخرى نتيجة العقوبات المفروضة".
ووفقا للخبير، فإنه "بالتالي أصبح مشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء، الذي كان مشروعا غير مرغوب فيه منذ سنوات محل اهتمام في ظل نقص الغاز الروسي".
وأكّد بوطمين أنه "يمكن لمشروع خط أنابيب الغاز العابر للصحراء أن يسمح لبعض الدول مثل الجزائر، بأن تكون موردا استراتيجيا لأوروبا، حيث يمر الخط عبر أراضيها".
أما بالنسبة لمشروع خط أنابيب الغاز المغربي النيجيري، فقد وصفه الخبير بأنه "مشروع ولد ميتا"، موضحا أنه "تبلغ ميزانيته 25 مليار دولار، أي تقريبا ضعف ميزانية مشروع خط أنبوب الغاز العابر للصحراء، ومن المقرر أن يمر عبر 13 دولة أفريقية ساحلية، وإذا بدأ الآن فسوف ينتهي بعد 25 عاما".
وأردف، قائلًا:
"أما مشروع خط أنبوب الغاز العابر للصحراء يبلغ طوله 4000 كيلومتر ويمر فقط عبر 3 دولة أفريقية [نيجيريا، والنيجر، والجزائر]"، مشيرا إلى أن "نيجيريا والجزائر لديهما الإمكانيات المالية لتنفيذ المشروع، ولكن القضية الكبرى هي التمرد العسكري داخل النيجر".
وحذر شعيب بوطمين، من أن "الاتحاد الأوروبي ما يزال يتفاوض بشأن عقد قصير الأجل بالنسبة للغاز الطبيعي المسال، على العكس من الآسيويين، وهم أكثر ذكاء، ويؤمّنون احتياجاتهم باتفاقيات طويلة الأجل".
ونبّه الخبير الجزائري إلى أنه "يتعيّن على الاتحاد الأوروبي التعامل مع هذه القضية بمسؤولية، ويجب أن يجد طريقة لتأمين عقود طويلة الأجل ولكن من الدول الموثوقة"، موضحًا أن "الجزائر قد تشارك ولكن جزئيا، لأنها لا تمتلك احتياطيات كبيرة مقارنة بروسيا".
وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، أطاح الحرس الرئاسي في النيجر بالرئيس محمد بازوم، واعتقلوه، موضحين أنهم قرروا وضع حد للنظام الحالي، بعد تدهور الوضع الأمني وسوء الإدارة الاقتصادية في البلاد.
كما نصّب الجنرال عبد الرحمن تياني، نفسه رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي النيجري.
وفي وقت سابق، صرّح الرئيس النيجيري ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، بولا أحمد تينوبو، بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة فيما يتعلق بأزمة النيجر، بما في ذلك استخدام القوة كحل أخير، حسب قوله.