"خطوة تاريخية ورسالة قوية".. كيف رأى الإعلام الإسرائيلي تعيين السعودية أول سفير لها لدى فلسطين؟

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، أن تعيين السعودية⁩ سفيرا لها لدى السلطة الفلسطينية وقنصل في القدس⁩ رسالة لتل أبيب في ظل الاتصالات الجارية بشأن التطبيع بين المملكة وإسرائيل.
Sputnik
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن تعيين المملكة سفيرا لها لدى السلطة الفلسطينية خطوة تاريخية، ورسالة قوية إلى إسرائيل تجدد من خلالها التأكيد على أن الرياض تريد خطوات مهمة لصالح الشعب الفلسطيني مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن تعيين السعودية لسفيرها لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، سفيرا فوق العادة مفوضا وغير مقيم لدى فلسطين، وقنصلا عاما في مدينة القدس، ينفي بدوره ما ردده بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن السعوديين لن يطالبوا بتسويات كبيرة للفلسطينيين، فخطوة تعيين نايف السديري تؤكد رغبة المملكة في دفع تل أبيب نحو تقديم تنازلات إسرائيلية إلى الشعب الفلسطيني.
وأوضح الموقع الإلكتروني الإسرائيلي "واللا"، أن خطوة تعيين السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية تعد إشارة قوية إلى أن المملكة تنوي العمل على تقوية السلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية المحادثات الجارية بشأن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل.
السعودية تعين نايف بن بندر السديري أول سفير لها لدى فلسطين
من جانبها، ربطت القناة الإسرائيلية الـ 13، بين القمة الثلاثية التي تستضيفها مدينة العلمين المصرية، غدا الأحد، والتي تجمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والمصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لبحث آخر المستجدات في المنطقة.
وذكرت السفارة الفلسطينية في القاهرة، في بيان لها، أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، سيصل إلى مصر، غدا الأحد، في زيارة رسمية"، وأضاف البيان أن "الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس المصري، للمشاركة في أعمال القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية"، وأوضح أن "القمة ستجمع عباس والسيسي والملك عبد الله الثاني، في مدينة العلمين".
ونقلت القناة ما قاله السفير الفلسطيني في مصر، دياب اللوح، من أن القمة الثلاثية ستعقد بهدف التشاور المستمر وبحث تطورات القضية الفلسطينية وتنسيق المواقف من أجل حشد الدعم الدولي لإنهاء محنة الشعب الفلسطيني وإعمال حقوقه".
فيما أكد الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان إسرائيل" الإسرائيلية، أن تعيين السفير نايف بن بندر السديري، سفيرا فوق العادة مفوضا وغير مقيم لدى فلسطين، وقنصلا عاما في مدينة القدس، هو رسالة واضحة للأنباء المتواترة حول إجراء محادثات تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وذلك ضمن اتفاق أوسع مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة.
قمة مصرية أردنية فلسطينية في العلمين غدا
وفي وقت سابق من اليوم السبت، سلّم السفير السعودي لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، "نسخة من أوراق اعتماده سفيرا فوق العادة مفوضًا وغير مقيم لدى فلسطين، وقنصلا عاما في مدينة القدس، إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي".
وأعلنت السفارة السعودية في الأردن أن "تسليم الأوراق تم خلال مراسم أقيمت في مقر سفارة دولة فلسطين في عمّان، بحضور السفير الفلسطيني لدى الأردن، عطا الله خيري"، مشيرة إلى أن "السفير نايف بن بندر السديري سيكون أول سفير للسعودية لدى السلطة الفلسطينية".
وعقب اعتماد الأوراق، استعرض الجانبان أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة، بحسب البيان.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أمس الجمعة، إن"السعودية ستجني فوائد من التطبيع لا تقل عن تلك التي ستحصل عليها إسرائيل".
إسرائيل تخشى حصول دول كالسعودية وتركيا ومصر على السلاح النووي بعد إيران
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن الوزير كوهين، قوله: "للولايات المتحدة مصلحة في الترويج لاتفاقية سلام بين السعودية وإسرائيل، لأنها ستسهم في الاستقرار الإقليمي، وخفض أسعار الطاقة، وستكون إنجازًا مهمًا للرئيس بايدن قبل الانتخابات".
وأضاف كوهين: "كما أن للسعودية مصلحة في مثل هذا الاتفاقية، بما لا يقل عن إسرائيل، لأنها ستساعدها في التعامل مع تهديدها الرئيسي - إيران، وستفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين إسرائيل والسعودية".
ومضى، بقوله: "اتفاقيات إبراهيم التي أدت إلى ازدهار العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، كما ينعكس في اتفاقية التجارة والسياحة والاستثمار، تشهد على الإمكانات الهائلة الكامنة في الاتفاقية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، التي هي زعيمة العالم الإسلامي".
السعودية تتخذ قرارا بشأن السلطة الفلسطينية
وسبق أن أعلنت السعودية مرارا، أن التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني يكون قائما على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وهو شرط لتطبيع العلاقات مع تل أبيب، بحسب التصريحات.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، قد قال، خلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة"، إن "إقامة دولة فلسطينية مستقلة السبيل الوحيد للتطبيع مع إسرائيل"، مؤكدا أن "الأولوية بالنسبة للمملكة تكمن في دفع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى العودة لطاولة الحوار"، مضيفا أن "هذا هو السبيل الوحيد لإحلال سلام مستدام في المنطقة".
كما قال وزير الخارجية السعودي أخيرا، في مقابلة افتراضية على هامش قمة "زعماء مجموعة العشرين"، إن "الرياض تؤيد التطبيع الكامل مع إسرائيل بشرط ضمان حقوق الفلسطينيين".
مناقشة