وأكّد كوك أن "استخدام لهجة قوية في البيان الختامي وتوجيه دعوات لحضور القمة إلى 4 دول هي أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، والتخطيط لفتح مكتب اتصال في طوكيو، والتي اعترضت عليها فرنسا وألمانيا، تنم بشكل لا ريب فيه عن قلق واضح، لأعضاء الحلف جميعا، إزاء الدور الصيني المتنامي في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
ووفقا لـ كوك فإن "الصين تستغل عجز الـ"ناتو" عن طمأنة دول المنطقة لكي تطعن في نوايا الحلف، إذ أنه يوجد العديد من الدول في شرق آسيا والمحيطين تناصب الـ"ناتو" العداء أو تقف على الحياد في أحسن الأحوال".
وبحسب قول الباحث فإن "الفراغ في المعلومات أثار الشكوك حول نوايا الحلف، إذ تتحدث التقارير الصحفية عن الأبعاد العسكرية، دون أي تأكيد من جانب الحلف على أهدافه السياسية، ما سمح للصين بتشكيل صورة معينة عن الـ"ناتو" في المنطقة".
وانتقد الكاتب سلبية الـ"ناتو"، قائلًا:
ففي افتقار الحلف إلى الوضوح الاستراتيجي سيخلق سوء فهم حول التزامه في منطقة الهندي والهادي، والتي ليست ضمن مجال اختصاصه الجغرافي.
وينصح كوك حلف الـ"ناتو" بأن "يسعى جاهدا إلى التصدي لعوامل القلق التي تساوره إزاء وضعية الصين وأهدافها ونواياها في منطقة المحيطين الهندي والهادي".
وتناول مقال كوك في صحيفة "فورين بوليسي" بعض الآراء الواردة في صحف المنطقة، والتي تضمنت انتقادات لحلف الـ"ناتو"، فقد هاجمت وسائل الإعلام الصينية ما اعتبرتها "أجندة الناتو الخفية".
وسبق للدبلوماسي والأكاديمي السنغافوري البارز كيشور مهبوباني، أن كتب مقالا في صحيفة "ستريتس تايمز"، جاء فيه أن "المحيط الهادي ليس بحاجة إلى ثقافة الحلف العسكرية المدمرة"، وأن "الناتو ليس منظمة تتسم بالحكمة من منظور الجغرافيا السياسية".
ونشرت صحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية، مقالا، في مايو/أيار الماضي، وصفت فيه وصول حلف الناتو إلى آسيا بأنه "خطوة محفوفة بالمخاطر"، و"خبر مقلق للغاية بالنسبة للسلام والاستقرار الإقليميين".
وجاء أيضا في صحيفة "ناشونال ديفينس جورنال" الفيتنامية، أن "توسع نفوذ الناتو في منطقة المحيطين الهندي والهادي قد أثار قلق دول هذه المنطقة، لأنه يزيد خطر عدم الاستقرار عندما تصبح المنافسة بين الصين والغرب شرسة على نحو متزايد".
ونصح كوك في مقاله حلف الناتو بتجنب "الشكاوى الغامضة" تجاه "طموحات الصين المعلنة"، وأن الصين تعد تهديدا أو أنها تمثل الخطر الذي تشكله الأنظمة الاستبدادية على الديمقراطيات.
وشدد على ضرورة أن تكون لحلف الـ"ناتو" كذلك "أجندة إيجابية"، وأن يعمل مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لدعم السلام والازدهار في المنطقة عبر الوسائل السياسية، أي من خلال التشاور والتعاون بشأن "القضايا المتعلقة بالدفاع والأمن لحل المشكلات وبناء الثقة ومنع نشوب صراع"، بحسب قول الباحث.