وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، "إن الاجتماع التشاوري يأتي لمتابعة تنفيذ بيان عمان الصادر في مايو الماضي، ولتعزيز دور قيادي عربي في تسوية الأزمة السورية، ومعالجة تبعاتها الإنسانية والسياسية والأمنية".
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد أقر في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو الماضي، استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضويتها.
وتضمن القرار خلال اجتماع القاهرة حينها تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، لمتابعة تنفيذ بيان عمّان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها، وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، على أن تقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.
وتعليقا على هذا الموضوع قال الباحث السياسي والاستراتيجي، محمد كمال الجفا إن "أي بيان سيصدر عن هذا اجتماع القاهرة سيؤدي إلى زرع الطمأنينة في نفوس السوريين".
وأكد أن سوريا لم تقفل الأبواب أبدا في وجه أي مبادرة عربية حقيقية وليست ضمن شروط مجحفة رفضت سوريا دفعها طوال السنوات السابقة، كما شدد على ضرورة أن يكون هناك نوايا صادقة وحسن نية من جميع الأطراف وقرارات تؤدي لعودة اللحمة ووقف التحريض من بعض وسائل الإعلام العربية على سوريا وجيشها وشعبها.
وانتقد، الجفا، اتخاذ إجراءات مشددة ضد الشاحنات السورية، فهناك أكثر من 1200 شاحنة محملة بالخضراوات والفواكه متوقفة على الحدود الأمر الذي قد يؤدي لإتلاف كل المواد الغذائية التي تحملها وبالتالي تدمير الاقتصاد، مطالبا بضرورة وجود عمل مؤسساتي بين الدول العربية وعزل الاقتصاد والعلاقات الأخوية بين سوريا والدول العربية عن القرارات السياسية المصيرية.
من جانبه قال الباحث السياسي، حسام طالب، إنه "منذ بدء مشاورات عمان قبل القمة العربية وبعدها لم يتحقق شيء على الصعيد العملي بين سوريا وأشقائها العرب، مبينا أنه لا يوجد أي خطوة متقدمة، في الوقت الذي تبدي فيه سوريا استعدادها لأن تكون عاملا إيجابيا في المنطقة، كما أعرب عن اعتقاده أن العرب مضطرون أن يتعاطوا بطريقة مختلفة مع سوريا ومساعدتها على حل الأزمة، لأن عدم الاستقرار في سوريا يعني اضطراب المنطقة.
وأوضح، طالب، أن الضغوط الأمريكية تمنع العرب من التعاطي الإيجابي مع سوريا، وأن التواجد الأمريكي في سوريا يشكل كارثة إنسانية حيث يسيطر على النفط السوري ويمنع البلاد منه، مضيفا أن الضغوط الأمريكية تسعى لإبقاء الصراع في المنطقة ككل وليس في سوريا فقط، ولذلك على العرب التخلص من الضغوط الأمريكية والدخول إلى سوريا والاستثمار فيها.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، إن اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية الخاصة بسوريا يأتي لاستعراض الخطوات التي قامت بها الحكومة السورية نحو محيطه العربي وفق مقررات قمة جدة التي شهدت عودة سوريا للجامعة العربية.
وأضاف، هريدي، أن الوضع في سوريا ومحيطه الإقليمي في غاية التعقيد وهو ما يدفع إلى استبعاد توقع تحقيق تقدم سريع في موضوع الحل السياسي بسوريا بسبب تدخل قوى دولية وإقليمية ووجود قوات عسكرية أجنبية، فضلا عن استئناف "داعش" الإرهابي (محظور في روسيا والعديد من الدول) للهجمات الإرهابية ضد القوات السورية.
وأضاف أن الحكومة السورية عليها إظهار المرونة السياسية تجاه قبول المعارضة وربما تشكيل حكومة جديدة تدخل فيها عناصر جديدة وإعادة تفعيل عمل اللجنة الدستورية التي تعمل تحت إشراف المبعوث الأممي، مبينا أن تحقيق ذلك يعني قطع أشواط في طريق الحل السياسي.
إعداد وتقديم: دعاء ثابت