خبير أمني لـ"سبوتنيك": التحذيرات الدولية من عودة "داعش" قد تحمل أهدافا أخرى

أكد مخلد حازم، الخبير الأمني العراقي، أنه لا توجد إحصاءات حقيقية بأعداد وقدرات تنظيم "داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا ودول عديدة)، وما يجري الحديث عنه هى تقديرات واجتهادات.
Sputnik
وقال حازم في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الخميس، "بدأنا نسمع تصريحات من جهات أممية سواء من جانب الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش أو من الجانب الأمريكي، وجميعها تتحدث عن وجود ما بين 5- 7 آلاف عنصر داعشي بين سوريا والعراق منذ العام 2019، وتسرب العديد من تلك العناصر بعد انتهاء المعارك في الباغوز السورية من مناطق شرق الفرات واستبدلوا الجلد العسكري بالجلد المدني واستطاعوا الاندماج مع قرى وأرياف هذه المناطق كنوع من التمويه على انتمائهم للتنظيم، حيث أن تلك المناطق غير مؤمنة بشكل جيد، حيث تتواجد فيها قوات سورية الديموقراطية وفي بعض الأحيان تتواجد فيها جبهة النصرة وأحيان أخرى قوات سوريا النظامية".
وأشار حازم إلى أنه بجانب تواجد عناصر التنظيم في المناطق السورية السابق الإشارة إليها يوجد قسم آخر من تلك العناصر خصوصا بعد 2019 في منطقة الحويجة العراقية، بالإضافة إلى مناطق أخرى وعرة وغير مؤمنة في الوديان والسهول مثل وادي الشاي والزيتون والجلاب وحوض حمرين، هذه المناطق التي دائما ما تخرج منها عمليات داعش ضد القطاعات العسكرية وضد المدنيين، على اعتبار أن هذه المناطق ما بين حدود إقليم كردستان وكركوك.
إعلام: "داعش" ينقل قواته من النيجر إلى الحدود مع نيجيريا خشية التدخل العسكري المحتمل
وقال الخبير الأمني إن "العناصر الموجودة على الأرض لا تشكل خطرا كبيرا، ما يحدث أنه مع كل بيعة لزعيم جديد للتنظيم نشهد اتساع في عمليات داعش، حتى يأخذ الزعيم الجديد شحنة معنوية ويحاول تنفيذ عمليات لإثبات الوجود لأنه بدون تلك العمليات ومن دون هذا الزعيم يعتبر كأي تنظيم متطرف بدون هوية، وتنظيم داعش لا يسعى إلى ذلك بالرغم من أنه متواصل في عمليات تجنيد عناصر جدد للتنظيم من خلال ماكيناته الإعلامية لكن بطرق واستراتيجيات جديدة تختلف عن السابق".
وأوضح حازم أن "أدوات التنظيم اليوم تختلف عن السابق بشكل كبير جدا، لأنه اليوم يعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير، وكل ما كان يحدث في الماضي غير موجود الآن، حيث يجند ويدرب التنظيم عناصره ويرسل لهم الأوامر دون أن يلتقوا في مكان واحد، بل عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أن الخطر الأكبر لتنظيم داعش هو في مخيم الهول ومخيم روج هذين هذا المخيمين هو يحوي على عناصر داعش وأشبال الخلافة الذين تربوا في هذه المخيمات واكتسبوا فكر التنظيم فكر التنظيم العقائدي، إضافة إلى فكر الانتقام، على اعتبار أن كل ما حصل لهم هو بسبب هذه الدولة وتلك الدولة، وهذا هو الخطر الحقيقي، إذا ما أرادت أمريكا أن تلعب على هذه الأوراق والسماح لهؤلاء العناصر بالحركة بدون اقتناص وبدون متابعة، أكيد سوف يستفحل التنظيم في مناطق شرق وغرب الفرات وفي المناطق التي يتواجد فيها قوات سوريا النظامية وغيرها".
البوارج الروسية تستهدف مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي في عمق البادية السورية
وأكد حازم أن هناك أدوات يتم استغلالها بصورة معينة من أجل تحقيق أهداف غير معلنة أو القيام بعمل آخر، واليوم نرى أن هناك تحركات عسكرية أمريكية واضحة المعالم في مناطق من القائم و البوكمال والتنف والميادين وديرالزور، هذه المناطق تشهد عمليات عسكرية كبيرة، بالتالي يجب أن تكون هناك حجة أو ذريعة أمريكية لأجل القيام بتلك العمليات، والمؤكد أن "داعش" هى تلك الحجة لعودة وتحرك القوات الأمريكية، لكن أكيد هناك أهداف أخرى أكثر أهمية.
واختتم بقوله: "بالمجمل ما هو موجود على الأرض السورية ليس مثل ما هو موجود على الأرض العراقية،الأرض العراقية ممسوكة أمنيا وهناك جهة واحدة تلاحق هذه العناصر هي القوات الأمنية العراقية النظامية، ليس كما في سوريا عدة جهات تلاحق هذه العصابات،وبقايا تنظيم داعش في العراق هو أقل مما هي موجودة في سوريا، والخطر يمكن أن يكون في سوريا أكبر، لكن أكيد إذا ما استفحل هذا الخطر في سوريا سوف يتم تسريبه إلى العراق".
مخيم "الهول"... ما خطورته على سوريا والعراق ومن صاحب المصلحة في بقائه؟
وقال خبراء الأمم المتحدة في تقرير نشر الاثنين الماضي، إن تنظيم "داعش" لا يزال يقود ما بين 5000 و7000 عنصر في معقله السابق في سوريا والعراق.
وأشار الخبراء الذين يراقبون العقوبات المفروضة على التنظيم المتطرف إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2023 ظل التهديد الذي يشكله تنظيم داعش "مرتفعا في الأغلب في مناطق الصراع"، بحسب موقع "العربية".
لكن اللجنة قالت في تقريرها لمجلس الأمن إن "الوضع العام لا يزال نشطا"، ورغم الخسائر الفادحة التي منيت بها الجماعة وتراجع نشاطها في سوريا والعراق، لا يزال خطر عودتها للظهور قائما.
وأضاف: "قامت المجموعة بتكييف استراتيجيتها والاندماج مع السكان المحليين، وتوخي الحذر في اختيار المعارك التي يتوقع أن تؤدي إلى خسائر محدودة، في أثناء إعادة مرحلة إعادة تنظيم صفوفها وتجنيد المزيد من المسلحين من المخيمات في شمال شرق سوريا ومن المجتمعات الضعيفة، بما في ذلك في الدول المجاورة".
الجيش الأمريكي يعلن تنفيذ 313 عملية ضد "داعش" في العراق وسوريا خلال 2022
ورغم عمليات مكافحة الإرهاب المستمرة، يواصل داعش قيادة ما بين 5000 و7000 عضو في جميع أنحاء العراق وسوريا، "معظمهم من المقاتلين"، رغم تعمده خفض مستوى عملياته "لتسهيل التجنيد وإعادة التنظيم"، على حد قول الخبراء.
وقالت اللجنة إن ما يقرب من 11 ألف مسلح يشتبه في أنهم من مقاتلي داعش في شمال شرق سوريا محتجزون في منشآت تابعة لقوات "قسد" التي يقودها الأكراد، والتي لعبت دورا بارزا في القتال ضد داعش.
وأشارت إلى أن من بين المقاتلين أكثر من 3500 عراقي ونحو 2000 من نحو 70 جنسية، يضم شمال شرق سوريا مخيمين مغلقين - الهول وروج – اللذين يقول الخبراء انهما يضمان نحو 55000 شخص لهم صلات مزعومة أو روابط عائلية بتنظيم "داعش"، ويعيشون تحت ظروف "قاسية" و"مصاعب إنسانية كبيرة".
وأضاف الخبراء أن ما يقرب من ثلثي السكان من الأطفال، بينهم أكثر من 11800 عراقي، ونحو 16000 سوري، وأكثر من 6700 شاب من أكثر من 60 دولة أخرى.
ونقلت لجنة الخبراء عن مصدر لم تسمه قوله، إن "داعش" لا يزال ماضيا في برنامجه "أشبال الخلافة"، لتجنيد الأطفال في مخيم الهول المكتظ. بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 850 طفلا، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، في مراكز الاحتجاز وإعادة التأهيل في شمال شرق البلاد.
مناقشة