مناورة صاروخية للمقاومة الفلسطينية في غزة... رسائل سياسية وعسكرية مهمة

في خطوة حملت الكثير من الرسائل السياسية والعسكرية، أجرت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، مناورة صاروخية بعيدة المدى.
Sputnik
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، أطلقت المقاومة الفلسطينية أكثر من 50 صاروخا باتجاه البحر من بينها صواريخ "عياش 250" والذي يصيب كل نقطة في إسرائيل، بحسب وسائل الإعلام الفلسطينية.
وجاءت المناورة الصاروخية بعيدة المدى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بعد إجراءات إسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون.
وقال مراقبون إن "المناورة حملت رسائل مهمة، لا سيما فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين وقضيتهم، والانتهاكات التي تمارس ضدهم، إضافة إلى أخرى تتعلق بجاهزية المقاومة لأي حماقة أو عملية عسكرية إسرائيلية".
"حماس" تعلن سيطرتها على طائرة استطلاع إسرائيلية شرقي غزة
قضية الأسرى
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس منتدى العلاقات الدولية، الدكتور شرحبيل الغريب، أن "إطلاق صواريخ تجريبية بعيدة المدى في قطاع غزة، تحمل الكثير من الرسائل السياسية والعسكرية، التي تريد حركة "حماس" إرسالها لإسرائيل".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك":

تحمل الرسائل السياسية وضع "حماس" قضية الأسرى كأحد أهم القضايا على أجندتها، وأحد أهم الثوابت، ولطالما ذكرت في مواقفها السياسية (الأسرى والمسرى)، في إشارة إلى أن الأسرى يحتلون لدى الحركة أهمية كبرى كقضية القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وتابع: "أما الرسالة الثانية في الإطار نفسه، فهي تعبير "حماس" عن رفضها لما يجري من قمع وانتهاكات إسرائيلية بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية، وتوجيه رسالة للعالم الذي يرى بعين واحدة، ولا يلتفت إلى قضية إنسانية عادلة في ظل وجود أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية".
وفيما يتعلق بالرسائل العسكرية، قال الغريب إنها "رسائل من نار تطلقها "حماس" كإنذار لإسرائيل، بأن قضية الأسرى خط أحمر، وإنها لا تقبل باستمرار الانتهاكات بحقهم، وهو تلويح صريح بأن الاستمرار في الاعتداء عليهم يمكن أن يفجر مواجهة عسكرية مسلحة، كما إنها لا تقبل هذه السياسة تجاه الأسرى".
وأوضح الغريب أن "الرسالة الأهم التي تحمل هذه المناورة، تجسيد عملي لتصريحات قائد كبير في كتائب القسام بأن الأسرى قد يكونوا صاعق التفجير في المواجهة المقبلة مع إسرائيل".
جريمة جنين وتهديدات حماس… هل تتجهز إسرائيل لمعركة جديدة في قطاع غزة؟
جاهزية المقاومة
في السياق، اعتبر الأكاديمي والمحلل الفلسطيني حسام الدجني، أن "صواريخ غزة التجريبية تحمل 3 رسائل مهمة، الأولى في إطار فحص والتأكيد على جهوزية المقاومة الفلسطينية في القطاع لأي تطور ميداني محتمل مع الاحتلال الإسرائيلي".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك":

تتعلق الرسالة الثانية بملف الأسرى، وهي الأكبر والأهم التي تحملها صواريخ المقاومة، لا سيما في ظل الاعتداء الأخير على سجن النقب، وقمع الكثير من الأسرى، والإجراءات الإسرائيلية التي تستهدفهم.

وتابع: "فيما تتعلق الرسالة الأخيرة بمسألة الحصار، والأزمات التي يعيش فيها قطاع غزة، وكأن المقاومة تريد القول للوسطاء إن رسالتها السياسية بنكهة عسكرية تهدف إلى الضغط على الاحتلال ووقف جرائمه بحق الأسرى وداخل القطاع الذي يقبع داخل حصار مشدد".
وأكّد المحلل السياسي الفلسطيني أن "المقاومة تؤكد على جاهزيتها في حال ارتكبت إسرائيل أي حماقة أو عملية عسكرية، فإنها قد تطلق هذا الكم والنوع من الصواريخ".
يُذكر أن صاروخ "عياش 250" كشفت عنه كتائب "الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في معركة "سيف القدس"، في مايو/ أيار 2021، وذلك بعدما أطلقته تجاه مطار "رامون" الإسرائيلي، جنوبي فلسطين، قرب مستوطنة "إيلات"، والذي يبعد نحو 220 كيلومترًا، وفقا للميادين.
واقتحمت وحدات تابعة لإدارة سجون إسرائيل القسم رقم 3، في سجن "النقب"، ونقلت أسرى القسم إلى جهة مجهولة، وقال مكتب إعلام الأسرى، إن "حشودًا كبيرة من قوات القمع التابعة لإدارة السجون، انتشرت أمام أقسام السجن، وسط حالة من التوتر الشديد".
وتقول وسائل إعلام فلسطينية إن "هذه المناورة تأتي كرسالة تهديد من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في ظل ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين من قمع واعتداءات داخل سجون الاحتلال".
مناقشة