مستشار مصر الثقافي السابق في موسكو: العلاقات الثقافية مع روسيا عززت التعاون الدبلوماسي والاقتصادي

قال الأستاذ الدكتور محمد نصر الدين الجبالي، المستشار الثقافي السابق في سفارة مصر لدى موسكو، إن العلاقات بين البلدين تعود لقرون، وتتميز عن سائر العلاقات الأخرى.
Sputnik
وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أن "العلاقات الثقافية سابقة على العلاقات السياسية، بفترات طويلة، وأنها عززت العلاقات السياسية والدبلوماسية، وكذلك الاقتصادية في محطاتها المختلفة".
وتوقع الجبالي أن "يشهد التعاون المستقبلي بين البلدين، تناميا بشكل ملحوظ بالنظر للتفاهم والتناغم بينهما".
إلى نص الحوار...
بداية كيف نشأت العلاقات الثقافية بين البلدين ومراحل تطورها؟
أجاب الجبالي: "ما يميز العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا، أنها بدأت قبل قرون من العلاقات الرسمية بين البلدين، حيث كانت أول مخاطبة رسمية بين مصر وروسيا، في القرن السادس عشر عام 1563، بالإضافة لوجود مصر في الأدبيات الروسية والوعي الشعبي، منذ القرن 12، إذ كان يقدم الحجاج الروس إلى مصر للوصول إلى الأراضي المقدسة في فلسطين ومكة المكرمة".
وتابع: "كل المحطات السابقة تؤكد أن العلاقات الثقافية والإنسانية بدأت، قبل قرون من العلاقات الرسمية، وعززت التعاون بقدر كبير مع بدء العلاقات الرسمية، قبل 80 عاما، والتي تطورت بقدر كبير في مختلف المجالات".
انطلاق فعاليات مؤتمر "مصر وروسيا.. 80 عاما من الشراكة الاستراتيجية"... فيديو وصور
شهدت العلاقات منذ فترة الستينيات تناميا كبيرا على المستويات السياسية، كيف كان دور التقارب الثقافي بالتوازي؟
أجاب الجبالي: "بكل تأكيد التقارب الثقافي يمثل قاطرة لتطور العلاقات المصرية الروسية، خاصة أنها كانت سابقة للعلاقات السياسية، وربما أذكر هنا أن العلاقات الثقافية لم تتأثر في فترات قد توصف بالبطء على المستوى السياسي، إذ ظلت العروض السينمائية واللقاءات الثقافية، وكافة الفعاليات مستمرة طوال قرون".
وتابع: "أيضا هناك اهتمام متبادل بالثقافة الروسية في مصر، كما هو الحال في روسيا بالنسبة للفن والثقافة المصرية، وهو ما حافظ على استمرار التواصل الثقافي، حتى في ضعف التواصل الرسمي في بعض الفترات قديما".
كم عدد الأقسام الروسية في الجامعات المصرية في الوقت الراهن، وهل شهدت تزايدا أخيرا؟
قال الجبالي: "عدد الأقسام الروسية في مصر تضاعف، في الفترة الأخيرة، وصل في الوقت الراهن إلى 7 أقسام بعد أن كان ثلاثة أقسام قبل أربع سنوات، ونعمل في الوقت الراهن على فتح بعض الأقسام في الجامعات المصرية".
وتابع: "لدينا قسم اللغة الروسية الأساسي في مصر بجامعة عين شمس، وفي كلية آداب القاهرة، وبعض الجامعات الأخرى، كما نفتتح القسم الجديد هذا العام في أكاديمية السادات".
كما نعمل على التوسع في افتتاح أقسام اللغة الروسية، في جامعات سوهاج وقناة السويس وأسيوط، وشرم الشيخ، وهو ما يعكس اهتمام الشباب المصري باللغة الروسية، والحرص على التواصل.
وأضاف: "في الفترة الحالية تنظم العديد من الفعاليات، احتفالات بمرور 80 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما تقام بعد الاحتفالات في موسكو أيضا، إلى جانب فعاليات أخرى تنظم الفترة المقبلة في القاهرة".
وزير خارجية مصر الأسبق: النموذج المصري-الروسي يحتذى به في السلم والأمن والتنمية
على الصعيد السياسي في الوقت الراهن..كيف تقيم مستوى التعاون بين البلدين؟
أجاب الجبالي: "التعاون المصري الروسي، هو نموذج يحتذى به، نظرا لأنه يقوم على الاحترام المتبادل بين البلدين، ولا يسعى أي طرف لفرض سياسته على الطرف الأخر، لذلك سنجد السياسة المصرية تجاه روسيا، قائمة على احترام السيادة والتعاون القائم على الاستفادة المتبادلة، كما هو الأمر أيضا بالنسبة للجانب الروسي الذي يقيم علاقته مع مصر دون مساع لفرض رؤية أو وجهة نظر ما، وهي أساسيات تقوم عليها العلاقات بين مصر وروسيا منذ نشأتها".
أجرى الحوار/ محمد حميدة
مناقشة