خبراء يتحدثون عن طموح المملكة العربية السعودية ومصر للانضمام لـ"بريكس"

تستضيف جنوب أفريقيا اجتماعات قمة "بريكس 2023" الخامسة عشر، خلال الفترة من الثاني والعشرين إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
Sputnik
وتشهد هذه الاجتماعات مشاركة رؤساء دول ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في المجموعة بالإضافة إلى ممثلين عن 50 دولة، ويشمل ذلك بيلاروسيا، التي تشارك لأول مرة في القمة.
هذا وكانت عدد من الدول قد تقدمت بطلبات رسمية للإنضمام إلى هذا التحالف ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، وفي لقاء مع "سبوتنيك" تحدث محمد سرور الصبان، كبير مستشاري وزير البترول السعودي سابقا، عن ما تطمح إليه المملكة من خلال الانضمام للمجموعة قائلا:

"ما تطمح إليه المملكة العربية السعودية هو إيجاد كيان مثل "بريكس" من أجل أن يتم التأقلم والتعاون والتعامل معه اقتصاديا وسياسيا، من أجل أن تقوى شوكة التحالف ويصبح قطبا أساسيا في النظام العالمي الجديد وهذا ما ترجوه المملكة".

وأشار الصبان إلى أن الأزمات العالمية ساهمت باهتمام المجتمع الدولي بهذه المجموعة، لأن المؤسسات القائمة لم تجد حلا لهذه الأزمات بالطريقة التي تكون عادلة ومناسبة للدول المعنية.

وتطرق الصبان إلى أهمية بنك "التنمية" التابع للمجموعة والذي أثبت وجوده في فترة قصيرة، قائلا: "أثبت بنك التنمية التابع للمجموعة وجوده بالرغم من الفترة القصيرة التي أنشا بها وما يميزه هو عدم وضع شروط سياسية وشروط غير اقتصادية مع المتعاملين معه على عكس صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان تحتكرهما الدول الغربية بنسب التصويت المرتفعة وقدرتهم على الاعتراض على أي قرار لا يتناسب مع مصالحهم الشخصية".

ووصف الصبان الاجتماع بالهام للمجموعة وأنه سيتم قبول عضوية المملكة العربية السعودية لأهميتها من حيث كونها أكبر مصدر للنفط في العالم ومركز العالم الإسلامي وموقعها الجغرافي يسمح لها بذلك.
نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية لـ"سبوتنيك": هناك آفاق واسعة لانضمام دول جديدة لـ"بريكس"
مختتما قوله: إننا "أمام تغير في النظام العالمي الجديد وأنه ربما سيكون هناك بصورة تدريجية عملة للمجموعة يتم التعامل بها دوليا لتكتسب أهمية نظرا لأهمية الدول في هذا التحالف".

ووصف الخبير وأستاذ علم الاجتماع السياسي المصري محمد سيد أحمد، أن سبب إعلان 20 دولة رغبتها بالانضمام للمجموعة ومن ضمنها مصر، هو "طموحهم بتحقيق تنمية مستقلة بعدما جربت السير والدوران في فلك النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة وفشلت فشلا ذريعا على مدار ما يقرب من 5 عقود، في تحقيق تنمية حقيقية وكل محاولات الاصلاح الاقتصادي كانت تبوء بالفشل ومعدلات الفقر في مصر والدول التي سارت في فلك النظام المالي العالمي تؤكد ذلك وتدعمه وبالفعل لم تحقق أي نجاح على المستوى التنموي بالتعامل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تعتبر كأدوات يستخدمها النظام الرأسمالي العالمي لفرض هيمنته وسيطرته على مجتمعات العالم الثالث".

وأشار أحمد إلى بنك "التنمية" التابع لأعضاء المجموعة والتي ليست بالدول الاستعمارية، واصفا الأمر بالمشجع للدول النامية بالتوجه إليه في ظل ما يفرضه البنك الدولي من شروط مجحفة في عمليات الإقراض تعيق عملية التنمية، في وقت يتجه به بنك "التنمية" للإقراض بالعملات الوطنية ليساعد في تحقيق نجاحات واستقرار داخل هذه الدول.

مشيرا في الوقت ذاته إلى فقدان الدولار لأهميته على المستوى الدولي وتراجعه لدرجة كبيرة، وأنه من صالح الدول النامية أن تنخرط في التعاون مع مجموعة "بريكس" بدلا من الدوران في فلك الفشل المتكرر في عملية التنمية التي تتم من قبل النظام الرأسمالي الذي يستخدم أدوات كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي أفقرت هذه الشعوب.
مناقشة