"بريكس 2023" و"الجنوب العالمي"... هل يتم الإطاحة بالنظام العالمي الذي يقوده الغرب؟

يشير مصطلح "الجنوب العالمي" (غلوبال ساوث) إلى الدول التي تسعى للتخلص من الهيمنة الاقتصادية لنظام عالمي غير عادل يقوده الغرب، ويشمل 4 دول أعضاء في مجموعة "بريكس".
Sputnik
ويستخدم بعض الأكاديميين والدبلوماسيين الغربيين مصطلح "الجنوب العالمي" لوصف الدول التي تعاني من ديون هائلة وفقر وجوع، إضافة إلى كونها الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية.
قمة "بريكس 2023"... صراع ضد هيمنة الدولار والقطب الواحد
ويشمل هذا المصطلح دول منتشر في مناطق كثيرة حول العالم تشمل آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد ظهر بصورة واضحة خلال العام الماضي، وخاصة عقب العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي تنفذها روسيا في أوكرانيا وما تبعها من مقاومة العديد من الدول للهيمنة الاقتصادية الغربية، التي تحاول معاقبة كل من يخالف توجهاتها، حسبما جاء في تقرير لـ "سبوتنيك" أفريقيا.
وكان هذا المصطلح إشارة إلى محاولات الغرب التصدي للنفوذ الصيني الذي بدأ يتنامى اقتصاديا وعسكريا على مستوى العالم وشمل استخدام الوسائل الاقتصادية والعسكرية لمواجهة روسيا خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ما أبرز القضايا المتوقع مناقشتها على طاولة قمة "بريكس 2023" في جنوب أفريقيا؟
وستكون قمة "بريكس 2023" المقبلة، التي تنطلق غدا الثلاثاء وتستمر حتى الخميس المقبل، علامة فارقة فيما يتعلق بمقاومة دول "العالم الجنوبي" للنفوذ الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ورفضها سياسات واشنطن التي تنتهجها ضد روسيا والصين.
كما أعربت بعض الدول استعدادها للوقود مع الصين في مواجهة تلك السياسات، بينما أظهرت العديد من الدول استعدادها لحماية سيادتها واستقلاليتها فيما يتعلق بهذه المرحلة، التي يمر بها العالم.

ما هو تاريخ استخدام مصطلح "الجنوب العالمي"؟

يرجع تاريخ هذا المصطلح إلى حقبة الحرب الباردة للتفرقة بين الدول الصناعية الغنية في الشمال والدول النامية الموجودة في الجنوب، التي كان غالبيتها مستعمرات لدول أوروبية حتى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ويشمل نحو 85 في المئة من سكان العالم.

"بريكس" و"العالم الجنوبي"

يشير التقرير إلى أن 4 دول من بين أعضاء "بريكس" الخمسة، تصنف على أنها ضمن ما يطلق عليه "العالم الجنوبي" وهي الصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
"بريكس 2023"... أهم المعلومات عن الدول المشاركة والضيوف وجدول الأعمال
وتسعى روسيا، العضو الـ 5، في "بريكس"، إلى تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب للتخلص من هيمنة الغرب على النظام العالمي الحالي، عبر العمل مع تلك الدول لدعم الدول النامية ومساعدتها مالية واقتصاديا لتخليصها من النفوذ الغربي، الذي يستخدم تلك الأدوات في بسط نفوذه على الدول الفقيرة.
ومن المقرر أن تنطلق قمة "بريكس 2023" في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس/ آب الجاري، بمشاركة قادة الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا شخصيا، ومن المقرر أن يمثل روسيا وزير الخارجية سيرغي لافروف، بينما يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في القمة عبر تقنية "الفيديو كونفرنس".
الرئيس البرازيلي: نأمل أن تتصدى قمة بريكس 2023 لعدم المساواة والتغير المناخي
وقالت ناليدي باندور، وزيرة خارجية جنوب أفريقيا في المجموعة إن الاهتمام المتزايد يشير إلى الثقة في "بريكس" منذ نشأتها، مشيرة إلى أن 44 دولة أعربت عن رغبتها في الانضمام للمجموعة، بينها 23 دولة تقدمت بطلبات رسمية.
وتمثل قمة "بريكس" مؤتمرا دوليا يشارك فيه رؤساء دول أو رؤساء حكومات دولها الـ 5، وستكون القمة المقبلة "بريكس 2023" هي النسخة الـ 15 للمجموعة، وتتولى الرئاسة الدورية لها دولة جنوب أفريقيا.
من هي الدول التي أعلنت رسميا عن رغبتها في الانضمام إلى "بريكس"؟
مناقشة