6 انقلابات في عامين… سياسات الغرب الاستعمارية تهدد استقرار دول غرب أفريقيا

أصبح انقلاب الغابون محطة جديدة من محطات الانقلابات التي تشهدها دول غرب أفريقيا وتأتي بعد أقل من شهر من الانقلاب الذي شهدته النيجر.
Sputnik
وأعلن عسكريون في الغابون، اليوم الأربعاء، إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس علي بونغو، ووضع حدا للنظام الحالي في البلاد.
مظاهرات بالآلاف في الغابون دعما للجيش بعد الإطاحة بالرئيس... فيديو

6 انقلابات منذ 2021

شهدت منطقة غرب أفريقيا 6 انقلابات خلال نحو عامين شهدت المنطقة خلالها تراجعا كبيرا للنفوذ الغربي وخاصة نفوذ فرنسا، التي كانت تستنزف ثروات المنطقة منذ عقود.
مايو/ أيار 2021: قاد العقيد عاصمي غوتا انقلابا عسكريا استولى على السلطة في مالي.
سبتمبر/ أيلول 2021: قاد العقيد مامادي دومبويا، انقلابا عسكريا في غينيا واستولى على السلطة.
يناير/ كانون الثاني 2022: قاد العقيد بول هنري انقلابا عسكريا في بوركينا فاسو.
فبراير/ شباط 2022: شهدت غينيا بيساو محاولة انقلاب فاشلة.
يوليو/ تموز 2023: قاد الجنرال عبد الرحمن تشياني انقلابا عسكريا استولى على السلطة.
أغسطس/ آب 2023: قاد عسكريون في الغابون انقلابا عسكريا واستولوا على السلطة.

استخدام المرتزقة

وقبل أيام، نشرت "سبوتنيك" النسخة الأفريقية، تقريرا عن دور الغرب في زعزعة استقرار دول المنطقة عن طريق تجنيد المرتزقة، الذين يتم استخدامهم ضد الدول الأفريقية التي تخالف توجهات الغرب.
مقارنة عسكرية... النيجر ومالي وبوركينا فاسو في مواجهة باقي جيوش "إيكواس"
ويقول التقرير إن تسريبات حصلت عليها "سبوتنيك" من مصادر عسكرية ودبلوماسية، ذكرت أن جهاز المخابرات الخارجية البريطانية "إم آي - 6" يقوم بتدريب فرق تجسس تضم نحو 100 فرد من أوكرانيا ومن دعاة النازية الجدد لإرسالهم إلى أفريقيا للاستخدام ضد الحكومات الصديقة لروسيا.
وأورد التقرير تأكيد الخبير السياسي الناميبي لان لايبنبرغ، أن استخدام الغرب للمرتزقة ضد الدول الأفريقية ليس بالأمر الجديد، مشيرا إلى أن الاعتقاد بأن الحكومات الغربية توقفت عن سياسة التلاعب بالدول الأفريقية، التي مارستها عبر التاريخ، يمثل سذاجة.
نهب الثروات والفشل الأمني.. لهذه الأسباب تطرد فرنسا من أفريقيا
ولفت لايبنبرغ إلى أن محاولة أي دولة أفريقية الخروج من حالة الولاء للغرب أو عدم تنفيذ سياساته، تجعلها هدفا للتدخل من الحكومات الغربية وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

تاريخ التدخل الغربي

وبحسب الخبير السياسي الناميبي، فإن التاريخ مليء بالأمثلة على تدخل الغرب لزعزعة استقرار الدول الأفريقية، مشيرا إلى أنه خلال الفترة بين 1952 و1960، قامت بريطانيا بتدريب مجموعات خاصة لمقاومة حركة التحرر في البلاد.
ما هي قوات "تاكوبا" و"برخان" التي أعلنت فرنسا سحبها من مالي
كما لفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت في الحرب في أنغولا عام 1975 واستخدم الـ "سي آي إيه" المرتزقة لزعزعة لتنفيذ أهدافها هناك.
وتحدث التقرير عن التدخل الفرنسي في الدول الأفريقية التي تخالف السياسات الفرنسية، ففي غرب أفريقيا كان للمخابرات الفرنسية، في ستينيات القرن الماضي، دورا كبيرا في اغتيال بطل الاستقلال الكونغولي باتريس لومومبا، الذي كان أول رئيس وزراء منتخب للبلاد، ثم دعم خلفه مويز تشومبي.
عسكريون في الغابون يعلنون إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية وحل مؤسسات الدولة
ولفت الخبير السياسي الناميبي لان لايبنبرغ إلى أن فرنسا كان لها دور في اغتيال زعيم بوركينا فاسو توماس سانكارا، الذي حكم البلاد في ثمانينيات القرن الماضي بسبب مقاومته للسياسات الاستعمارية.
يقول لايبنبرغ: "عندما يتوقف قادة تلك الدول عن تنفيذ أجندة الدول الغربية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) يتم التخلص منه بالتدخل المباشر أو غير المباشر".
وتابع: "في الغالب يكون التدخل بطرق غير مباشرة تبدأ بإجراءات ناعمة مثل الضغوط الاقتصادية التي تقود للانقلابات أو حتى الاغتيالات".
انقلاب الغابون: إغلاق حدود الدولة وتعليق وسائل الإعلام الفرنسية... فيديو
وأشار الخبير السياسي إلى أن نامبيبا وجنوب أفريقيا تواجهان ضغوطا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في الوقت الحالي بسبب موقفهما من روسيا، منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، مشيرا إلى أن واشنطن تضغط على بريتوريا للتخلي عن حيادها في الأزمة الأوكرانية.
الغابون
وقالت المجموعة العسكرية التي قادت الانقلاب في الغابون، إن هدفها هو الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم الذي يقوم بسياسات غير مسؤولة أدت إلى تدهور متواصل للحمة الاجتماعية بصورة قد يدفع البلاد نحو الفوضى.
وجاء ذلك بعد إعادة انتخاب الرئيس علي بونغو، الذي يحكم الغابون منذ 14 عاما، لولاية ثالثة، أمس الثلاثاء.
مناقشة