قيادي جنوبي لـ"سبوتنيك": الانتقالي يتحمل منفردا المواجهات مع "أنصار الله" منذ 8 سنوات

قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، اليمن 2020
أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، منصور صالح، اليوم الخميس، أن "القوات الجنوبية تخوض بمفردها حربا مفتوحة مع جماعة أنصار الله اليمنية منذ 8 سنوات".
Sputnik
وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "المقاومة الجنوبية خاضت في البدء معركة مواجهة الاجتياح الحوثي للجنوب، وبعد 3 أشهر وتحديدا الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2015، استطاعت تطهير الأرض الجنوبية كاملة".
وأوضح صالح أن "القوى اليمنية التي تدّعي "كذبا" أنها تخوض حربا ضد الحوثي عديدة، ولديها قوة قتالية هائلة بما فيها ما يسمى بـ"الجيش الوطني"، لكن كل هذه القوات لم تحقق أي نصر على جماعة الحوثي، الذي ظل ومازال يحقق تقدما متواصلا في مختلف الجبهات باستثناء الجبهات الجنوبية".
وأضاف القيادي الجنوبي أنه "يمكن القول حصريا إن كل الجبهات التي قاتلت الحوثي وانتصرت عليه هي الجبهات الجنوبية، سواء كان ذلك في جغرافيا الجنوب أو حتى خارجها في عمق الشمال، كالساحل الغربي والحديدة وأطراف محافظة إب المحادة لمحافظة الضالع الجنوبية".
بعد تجربتها الصاروخية… "أنصار الله" تحذر "المارينز": اليمن خط أحمر
ونوّه منصور صالح إلى أنه "في الوقت الذي تشهد فيه الجبهات اليمنية الشمالية حالة مريبة وغريبة من السكون والاسترخاء، فإن الجبهات الجنوبية مازالت مشتعلة والحشود الحوثية متواصلة وبكثافة، ومع ذلك دائما ما تنكسر هذه الحشود أمام صلابة وثبات القوات المسلحة الجنوبية رغم التضحيات الكبيرة التي تقدمها تلك القوات يوميا".
وأضاف أن
"المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلفه القوات المسلحة الجنوبية، أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن الجنوب وتطهير أرضه من جماعة "أنصار الله" اليمنية وحلفائها من التنظيمات الإرهابية، وهو اليوم يقاتل هذه الجماعات في أبين وشبوة ويافع، ويحقق انتصارات متتالية".
وربط القيادي الجنوبي، بين تزامن الحشود الحوثية في جبهات كرش والحد في محافظة لحج وتحركات القاعدة في شبوة، والحملة الأمنية التي تنفذها القوات الجنوبية المشتركة ضد العناصر الإرهابية في محافظة أبين، مبينا أن "هدف هذه الحشود هو تخفيف الضغط على الجماعات الإرهابية التي تعرضت لضربات قوية، وهو ما يؤكد التخادم بين التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها وجماعة أنصار الله اليمنية".
ولفت صالح إلى أن
"كل الحروب الاقتصادية والعسكرية والضغوط السياسية على المجلس الانتقالي الجنوبي هدفها النيل من مواقفه الثابتة تجاه قضية شعب الجنوب، ودفاعه عن الأرض والثروات الجنوبية، وهي ضغوط مهما تعاظمت لكنها لن تفت في عضد المجلس أو توهن عزيمته".
وسقط أكثر من 30 شخصا بين قتيل وجريح، إثر معارك بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وبين جماعة "أنصار الله" اليمنية، في محافظة لحج جنوبي البلاد.
وأفاد مصدر في السلطة المحلية في محافظة لحج لـ"سبوتنيك"، الأحد الماضي، بأن مواجهات عنيفة دارت بين القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي ومجاميع من مقاتلي جماعة "أنصار الله" في جبهة "الحد يافع" الحدودية شمال شرقي محافظة لحج، استخدمت خلالها مختلف الأسلحة بما فيها الثقيلة، إثر محاولة الجماعة التقدم والسيطرة على مواقع عسكرية استراتيجية.
وأضاف المصدر أن المواجهات العنيفة التي استمرت ساعات، أسفرت عن مقتل 8 جنود وإصابة 10 آخرين، فيما سقط 15 قتيلا في صفوف "أنصار الله" وعدد آخر من الجرحى.
ويأتي التصعيد الميداني بعد أيام من إعلان قوات المجلس الانتقالي، صد محاولة تقدم لجماعة "أنصار الله" في القطاع الأول بجبهة "الحد يافِّع" شمال شرقي لحج، عقب مواجهات أوقعت ثلاثة قتلى من جنودها، وإلحاق خسائر في صفوف المهاجمين.
ويوم الأربعاء قبل الماضي، أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، خلال إحاطة لمجلس الأمن، "استمرار القتال المتقطع وتبادل إطلاق النيران على بعض الجبهات، خصوصا في تعز ومأرب والضالع والحديدة وشبوة وصعدة"، ودعا أطراف الصراع إلى "الامتناع عن التصعيد الخطابي، والاستمرار في استخدام قنوات الحوار التي أنشأتها الهدنة من خلال لجنة التنسيق العسكري والبناء على هذه القنوات لخفض تصعيد الحوادث".
اليمن… عشرات القتلى والمصابين في معارك بين "الانتقالي" و"أنصار الله"
وتصاعد التوتر بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ومقاتلي جماعة "أنصار الله" اليمنية في جبهة "الحد" الحدودية بين محافظتي لحج والبيضاء، منذ سيطرة الجماعة في يوليو/ تموز العام الماضي، على مديرية الزاهر، غرب محافظة البيضاء، حيث تدور بين الحين والآخر، اشتباكات في الجبهة الحدودية، غالباً ما توقع ضحايا.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" اليمنية منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات نحو 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
مناقشة