وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الخميس، إن "تلك الزيارة تأتي في وقت مفصلي جدا بعد استمرار الحرب ضد المليشيا المتمردة (الدعم السريع) والتي قامت بأفعال غير مسبوقة من عمليات نهب وسرقة واغتصاب للنساء وتدمير للبنية التحتية واحتلال المواقع المدنية من مستشفيات ومساكن وغيرها".
وأضاف عبد العاطي: "لا شك أن تلك الزيارة جاءت لتوضيح الحقائق على الأرض للجانب المصري، باعتبار أن مصر هى الأولى بمعرفة كل هذه الحقائق وهذا من أوجب واجبات السودان بالنسبة لمصر، التي هي في سلم الأولويات، باعتبار أن أي حدث أو تحدي سيجري في السودان يهم المصريين في المقام الأول، وأن الأمن السوداني جزء بالتأكيد من الأمن المصري".
وأشار السياسي السوداني إلى أن الوفد الذي رافق البرهان خلال الزيارة كان له دلالة ويحمل رسائل حول التعاون المستقبلي الذي ينبغي أن يوضع في الأهمية، لأن هذا التعاون الآن في ظل هذا التحدي يتخذ صورة أخرى ولابد من توسيع مجالات هذا التعاون والتركيز على "تجويد العمل" المشترك بين الجانبين.
وأوضح عبد العاطي، أن هناك جوانب كثيرة سوف تلي هذه الحرب ولا بد أن يكون لمصر دور فيها، وهي جوانب تتعلق بالتنمية والمشاركة والتعاون ، علاوة على التنسيق الأمني المشترك، بالإضافة إلى التنسيق حتى في المحافل الدولية والإقليمية، وجوانب إعادة الإعمار لإصلاح ما دمرته الحرب.
ولفت عبد العاطي، إلى أن زيارة البرهان لمصر تأتي في إطار رسم خريطة التعاون مع القاهرة فيما بعد انتهاء الحرب في مختلف المجالات وهذا بدوره سيؤدي إلى نموذج في العلاقات التاريخية المشتركة.
وكان البرهان قد سافر إلى مصر، يوم الثلاثاء الماضي، في أول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل/ نيسان الماضي، والتقى هناك بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مدينة العلمين الجديدة.
وتتواصل، منذ أكثر من 4 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتمركز معظمها في العاصمة الخرطوم، والتي أسفرت عن المئات من القتلى، وإصابة المدنيين.
ولعبت أطراف عربية وأفريقية ودولية دور الوسيط لوقف إطلاق النار في السودان، لكنها فشلت في التوصل إلى وقف القتال بشكل دائم.
ويرى السياسي السوداني، أن تلك الحرب وهذا التحدي قد أفرز الكثير من النتائج التي سيكون لها دور مستقبلي في اتجاه التعاضد والتعاون والتوحد بين المشاعر والقرارات الرسمية المصرية، كذلك المشاعر الشعبية باعتبار أن السودان ومصر شعب ومصير وأرض واحدة، ولا يمكن أن نقول بأن هذا التحدي هو تحدي شعب السودان، وإنما هو تحدي شعب مصر والسودان في آن واحد.
واختتم بقوله: "تلك الزيارة لها دلالات عظيمة جدا ونتوقع أن تكون جوانب التعاون التي نموذجا في أفريقيا والعالم العربي على حد سواء".