وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، نقلاً عن مصادر محلية وعشائرية في ريف دير الزور، بأن الاشتباكات بين الطرفين المذكورين تتركز، اليوم الخميس 31 آب/ أغسطس، في بلدة ذيبان شرقي دير الزور (التي تعتبر مركز ثقل لقبيلة العكيدات العربية) والتي نصب فيها العشائريون خيمة في مضيف بيت "الهفل" مشايخ القبيلة تحت مسمى "خيمة الحرب" ضد "قسد" والتي بدأ يتوافد عليها المئات من المقاتلين المدججين بالأسلحة المنوعة.
وأفادت المصادر بأن الاشتباكات أدت لمقتل مايقارب الــ50 شخصاً بينهم أكثر من 20 مدنياً قتل بعضهم بالإعدام ميدانياً من قبل "قسد" في عدد من القرى والبلدات وهو ما أشعل ووسع دائرة الاشتباكات العنيفة.
وتابعت المصادر أن مسلحي "قسد" قصفوا بقذائف الهاون محيط بلدة ذيبان انطلاقاً من قاعدة الاحتلال الأمريكي في حقل العمر النفطي بالتزامن مع الاشتباكات العنيفة التي يخوضها مقاتلي العشائر في محيط البلدة، لمنع اقتحامها من قبل "قسد".
معارك داخلية طاحنة تخللها انشقاقات وإعدامات ميدانية بين المسلحين الموالين لواشنطن شرقي سوريا
© Sputnik . Atia Al atia
وتدور اشــتباكات بين مقاتلـي العشائر و"مجلس دير الزور العسكري" مع قوات "قسد" في محيط مقسم قرية الحريجية شمالي ديرالزور، بالتزامن مع تجدد الاشـتباكات في بلدات ذيبان والشحيل ودرنج والبصيرة وجديد بكارة وجديد عكيدات والربيضة والطيانة والحصان في الريف الشرقي والشمالي لدير الزور، بحسب المصادر المحلية.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر محلية لــ"سبوتنيك" عن سيطرة أبناء قبيلة "البكارة" من الموالين "لمجلس دير الزور العسكري" على حواجز ومقرات تابعة لقوات "قسد" في بلدة محيميدة في ريف دير الزور الغربي بعد اشتباكات مسلحة مع قوات "قسد" انتهت بانسحابهم منه.
واستهدف مسلحون ملثمون من أبناء العشائر، رداً منهم على دعم القوات الأمريكية لحملة "قسد" العسكرية، بقذائف صاروخية، أحد آبار النفط الواقعة بالقرب من قاعدة الاحتلال الأمريكي في حقل "كونيكو" للغاز في ريف دير الزور الشمالي، ما أدى لاشتعال النيران في البئر، وسط تحليق للطيران التابع" للتحالف الأمريكي" في سماء المنطقة، بحسب المصادر العشائرية.
وطالب المقاتلون العشائريون ومسلحو "مجلس دير الزور" جميع القبائل والعشائر العربية من محافظتي الرقة والحسكة بضرورة سحب أبنائهم من جبهات القتل في صفوف "قسد" في ريف دير الزور لأنهم في النهاية يقتلون أبناء عمومتهم من العشائر الأخرى.
وانتشر مقطع فيديو حصل عليه مراسل "سبوتنيك" يُظهر مجموعة كبيرة من عناصر "فصيل لواء الشمال" أحد أهم فصائل قوات "قسد" من أبناء محافظة إدلب وهم في الأسر لدى مقاتلين عشائريين يطالبون فيها قيادة قوات "قسد" بالإفراج الفوري عن أحمد الخبيل ورفاقه المعتقلين في الحسكة لدى "قسد".
شيوخ العشائر في حرج
عقد شيوخ وجهاء من قبيلة "البكارة" وعشيرة "البكير" اجتماعا مع قياديين من قوات "قسد"، بحضور منسق من قوات "التحالف الدولي"، في منطقة المعامل، لإيقاف إطلاق النار بين طرفي القتال وتشكيل لجنة تفاوض وفتح الطرقات.
في حين نفت قوات "الصناديد" التابعة لقبيلة شمّر العربية في محافظة الحسكة، أحد فصائل "قسد"، مشاركتها في العمليات العسكرية التي تقودها قوات "قسد"، منذ خمسة أيام، ضد "مجلس دير الزور العسكري" في ريف دير الزور، وذلك بعد تداول ناشطين مقاطع فيديو تُظهر أرتالا عسكرية قيل إنها لـ"قوات الصناديد" التابعة لقبيلة شمّر، وذلك في أثناء توجّهها من ريف الحسكة إلى دير الزور.
وفي تسجيل صوتي نسب لشيخ قبيلة "العكيدات"، الشيخ إبراهيم خليل جدعان الهفل، قال فيه إن ما يجري في أرياف دير الزور هو حراك عشائري وليس مجموعات إرهابية كما تدعي قوات "قسد"، وطالب العشائر العربية بوحدة الصف والوقوف في وجه تعديات عناصر "قسد" وممارساتها التعسفية.
ووجّه الشيخ الهفل خلال رسالته عدة مطالب لوقف الاقتتال وحقن الدماء عبر تشكيل مجلس قيادة عسكرية من أعيان العشائر العربية، وتمثيل كافة العشائر عبر المجلس المشكل.
كما طالب قوات الاحتلال الامريكي "التحالف الدولي" بتحمل مسؤوليتها بالتدخل وإيقاف الحملة العسكرية التي تقوم بها قوات قسد والإفراج عن السجناء المعتقلين نتيجة الحملة، وختم بيانه بتأكيد وقوف عشيرة "العكيدات" إلى جانب عشيرة "البكير" في حربها ضد "قسد".
بدوره، أصدر شيخ قبيلة "البكارة" المقرب من قوات "قسد" والتحالف الدولي، الشيخ حاجم البشير، بياناً صوتياً طالب فيه شيوخ ووجهاء منطقة دير الزور لتشكيل مجلس شورى من جميع القبائل والعشائر لمطالبة "التحالف الدولي" بضرورة التدخل لحفاظ كرامة و دماء أبناء المنطقة، بحسب وصفه، معلناً تضامنه الكامل مع أبناء قبيلة "العكيدات" في مطالبه المحقة.
"قسد" تتوعد
أصدر المركز الإعلامي لقوات "قسد"، تحديثاً بخصوص العملية التي أسمتها "تعزيز الأمن" المتواصلة في دير الزور، جاء فيه: "تتخذ قواتنا إجراءات إضافية لملاحقة مجموعات مسلحة تسللت إلى قرى في الريف الشرقي لدير الزور من الضفة الغربية لنهر الفرات، وبدأت تلك المجموعات بالتحشيد للهجوم على قواتنا في قرى الريف الشرقي، حيث تم إرسال العتاد من قبل جهات أمنية تابعة للنظام السوري، مساء أمس، في محاولة لإحداث الفتنة الأهلية خدمة لأجنداتها، بما فيها ضغوطات وتهديدات يتعرض لها وجهاء المنطقة من قبل تلك الجهات".
وتابع: "تؤكد قواتنا، أن عملية "تعزيز الأمن" المتواصلة في دير الزور انطلقت بناء على مطالب أهالي ووجهاء المنطقة، حيث أطلعت القوّات شيوخ ووجهاء المنطقة مسبقاً بالعملية وأهدافها".
وأضاف: "إننا في الوقت الذي نشكر أهلنا في المنطقة للتعاون مع قوات العملية، فإننا ندعو الجميع إلى عدم الانجرار خلف الأصوات الداعية للفتنة، التي لن يستفيد منها سوى الأطراف الخارجية التي تتربص بالمنطقة في ظل تزايد نشاط الخلايا الإرهابية".
وختم: "نؤكد أن قوات عملية "تعزيز الأمن" بقيادة "مجلس دير الزور العسكري" ستواصل مهامها في ملاحقة خلايا داعش الإرهابية والعناصر الإجرامية وفي مقدمتهم المتسللين من مناطق غربي الفرات".