وزير الخارجية الإيراني في بيروت... ماذا في جعبته؟

زار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، لبنان، اليوم الخميس، بعد جولة قام بها في كل من المملكة العربية السعودية وسوريا.
Sputnik
وتكتسب زيارة عبد اللهيان أهمية خاصة، لا سيما بالنسبة إلى الملفات الداخلية والإقليمية التي سيناقشها مع المسؤولين اللبنانيين وتحديدًا مع "حزب الله" اللبناني.
وكان السفير الايراني في لبنان، مجتبى أماني، قد أعلن في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه على جدول أعمال وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، محادثات ولقاءات مع المسؤولين اللبنانيين حول موضوعات ذات اهتمام مشترك.

ولفت أماني إلى أن "هذه الزيارة تعكس السياسة ​الإيرانية ودورها البنّاء الداعم لاستقرار لبنان وازدهاره".

وأشارت مصادر متابعة للزيارة إلى أن عبد اللهيان سيشدد على ضرورة دعم الحلول الداخلية للملف الرئاسي اللبناني، فضلًا عن مناقشة الملف اليمني مع قادة "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى تطور العلاقات الإيرانية العربية.
عبد اللهيان يصل إلى سوريا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين
وفي السياق نفسه، قال الكاتب والمحلل السياسي، توفيق شومان، إن "مجمل هذه الزيارة لوضع المسؤولين اللبنانيين والسوريين في أجواء المصالحة الإيرانية السعودية".
وأضاف شومان في تصريحات لـ"سبوتنيك"، بأن "هذه الزيارة مرتبطة حكمًا بزيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية، والتي اجتمع بها مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وطبعًا لا يمكن فصل هذه الزيارة إلى بيروت عن زيارته أيضًا إلى دمشق، وأظن أن الملف الأساسي الذي يمكن أن يطرحه أو يتناقش به وزير الخارجية الإيراني مع المسؤولين السوريين واللبنانيين متعلق بالمصالحة ومرحلة ما بعد المصالحة الإيرانية السعودية، ووضع هذه القوى في أجواء المصالحة والتأكيد على أن الطرفين السعودي والإيراني ماضيين في عملية المصالحة".
سفير طهران لدى بيروت: عبد اللهيان يزور لبنان الأربعاء

وعن تزامن زيارة وزير الخارجية الإيراني مع زيارة المبعوث الأمريكي لشؤون أمن الطاقة، آموس هوكشتاين، إلى بيروت، رأى شومان أنه "لا رابط بين الزيارتين، وكان البعض قد حاول الربط بين هاتين الزيارتين لكن لا أعتقد أن هناك نوعًا من الاتصال التحليلي بين زيارة الموفد الأمريكي وزيارة رأس الدبلوماسية الإيرانية".

ولفت إلى أنه "يفترض أن تنعكس ملفات الانفراجات والمصالحات بين دول الإقليم، خصوصًا الدول الفاعلة والمؤثرة إيجابًا على كل الملفات، يعني من لبنان إلى سوريا، العراق واليمن، ولكن الشيء المؤسف هو أن المسؤولين السياسيين اللبنانيين لم يلتقطوا بعد لحظة الانفراج هذه، وبالتالي بالإمكان القول إن الإشكالية الأساسية هي عند القوى السياسية اللبنانية، التي لا ترتبط بأي عامل ثقة فيما بينها"، معتبرًا أنها "فرصة يمكن التقاطها، علمًا بأن السعوديين والإيرانيين يعطون لأنفسهم مدة زمنية طويلة من أجل التطبيع الكامل، وبالتالي، هناك مجوعة كبيرة من العقد بينهما ويدركان ذلك، ولكن للأسف لو عدنا بعض الشيء إلى الميدان اللبناني، مجرد وجود لحظة انفراج سعودي إيراني أظن بأنه كان يجب استغلالها، منذ 10 مارس/آذار الماضي".
وعن إمكانية أن يحمل وزير الخارجية الإيراني مبادرة للمساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، قال شومان: "لا أعتقد بأن وزير الخارجية الإيراني يحمل مبادرة، ولكن الموقف الإيراني بما يتعلق تحديدًا بالاستحقاق الرئاسي هو النأي عن التدخل المباشر في هذه المسألة، وبالتالي التفاهم مع "حزب الله"، لا أظن أن هناك رسالة معينة من قبل وزير الخارجية الإيراني أو إجابة أو دور معين في هذا المجال".
مناقشة