وأشار كبير الباحثين في المركز السياسي لمجموعة "بريكس"، كارلوس فريدريكو كويلو، إلى القوة الاقتصادية والسياسية الواضحة لهذه المجموعة، قائلًا: "لقد أكدت دول "بريكس" على الدوام على فكرة رغبتها في تحقيق التوازن بين النظام الدولي والنظام الاقتصادي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية. وبطبيعة الحال، هذا مشروع طموح للغاية وسوف يستغرق تنفيذه سنوات عديدة".
وتابع: "لكن من أجل تحقيق هذا المشروع لابد من أن تتوفر الإرادة السياسية الحقيقية، وأعتقد أنه يمكن الاستنتاج بأن هذه الإرادة السياسية موجودة وأن دول "بريكس" ترغب في بناء عالم متعدد الأقطاب".
وأضاف: "أيًا كان الأمر فإن إدراج الأرجنتين في مجموعة "بريكس" كان له أهمية كبيرة بالنسبة للبرازيل، ذلك لأن هذه الدولة بالنسبة للبرازيل تعتبر شريكًا تجاريًا رئيسيًا في أمريكا اللاتينية، فقد واجهت الأرجنتين صعوبات كبيرة في الوصول إلى أسواق رأس المال الدولارية على مدى السنوات الـ 25 الماضية. إذا من وجهة نظر البرازيل، تعتبر الأرجنتين دولة مهمة للغاية، وبالتالي يمكننا تحسين علاقاتنا النقدية - المالية".
وقال مدير معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية، وهو عضو اللجنة الوطنية لدراسات "بريكس"، ميخائيل غولوفنين، في تعليقه على سؤال حول عملة "بريكس" المحتملة وتطوير عمليات الرقمنة: "تخطط دول "بريكس" لإدخال ما يسمى بالعملات الرقمية للبنوك المركزية "CBDC"، وهنا لابد من التأكيد على حقيقة أنه بالفعل هناك مشاريع للعملات الرقمية المتعددة الأطراف، ما يسمى "Multi-CBDC" ضمن إطار هذه العملات الرقمية للبنوك المركزية".
واستشهد غولوفنين بمشاريع "mBridge" بمشاركة الصين والإمارات العربية المتحدة، ومشروع "ProjectDunbar" بمشاركة جنوب أفريقيا، وبالتالي فإن المشكلة الأساسية ليست في العملة بحد ذاتها، بل في تنظيم المدفوعات والتسويات الحسابية وتجاوز تلك الآليات الاحتكارية التي تسيطر عليها الدول المتقدمة الرائدة".
ووصف فلاديمير دافيدوف، رئيس هيئة المجلس العلمي للجنة الوطنية لأبحاث "بريكس"، المدير العلمي لمعهد أمريكا اللاتينية لدى أكاديمية العلوم الروسية، القمة الأخيرة على أنها إنجاز، قائلًا: "شهدت السنوات الأخيرة مرحلة من انخفاض نشاط مجموعة "بريكس" بشكل عام على الساحة الدولية وفي العلاقات الثنائية بين أعضاء هذه المجموعة، ومع ذلك فإن التمثيل الحضاري لدول "بريكس" يتزايد بشكل كبير، وأن انضمام دول إسلامية جديدة تعتنق الإسلام السني والشيعي سيسمح، من بين الأمور الأخرى، بزيادة قاعدة موارد بنك التنمية الجديد في مجموعة "بريكس".
وتابع: "هنا لا يتعين الشعور بالقلق حيال التنوع المتزايد للمجموعة، ونحن بحاجة إلى تهيئة مثل هذه الظروف، وآمل أن يتم إنشاؤها في نهاية المطاف، عندما لا تصبح عملية التصويت بالإجماع عقبة أمام حل القضايا الاستراتيجية".
ونوّه مدير معهد "بريكس" الهندي في دلهي، بينود سينغ أجاتشاترو، تعليقا على الجانب الاقتصادي للتعاون في إطار مجموعة "بريكس" أنه "حان الوقت لتسديد المدفوعات على أساس العملات الوطنية، باعتبار أن هذه المسألة في غاية الأهمية حتى وإن يكن بمبالغ صغيرة. يجب علينا إنشاء نظام متكامل للمدفوعات، والذي من شأنه أن يعمل في إطار مجموعة "بريكس"، بحيث يوحد هذا النظام الصين والهند وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا".
وتابع: "أيًا كان الأمر فإن أعضاء "بريكس" بحاجة إلى الاستعداد لحقيقة أن المؤسسات الغربية ستبذل جهودًا حثيثة لتعطيل مبادرات "بريكس".
وأكد الأستاذ في كلية السياسة والعلاقات الدولية، ونائب مدير مركز الدراسات الروسية في جامعة "شرق الصين" للتعليم الخاص، تشانغ شين، أن "بريكس" تمر بمرحلة مهمة للغاية من التطور، لتصبح منظمة دولية مهمة، قائلا: "إن جوهر "بريكس" يكمن في أن إمكانات التوحيد وأسسه تختلف تمامًا عن عدد من المنظمات الدولية الأخرى، إذ أن مجموعة "بريكس" هي عبارة عن دول لا يوحدها سياق ثقافي أو ديني مشترك، فهناك إيجابيات في كليهما وهناك سلبيات أيضا ولكنها منظمة مرنة للغاية وغير متجانسة، ولها أجندتها المتنوعة الخاصة بها".