ما حكاية رفض سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا.. هل يتعلق بـ"اللقاء السري"؟

أفادت تقارير بأن حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في ليبيا، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، رفضت تعيين المرشح الإيطالي لرئاسة البعثة الأوروبية في ليبيا، وسط توقعات بأن يتم الموافقة على مرشح فرنسا.
Sputnik
ونقلت "بوابة الوسط" الليبية عن وسائل إعلام قولها إن حكومة عبد الحميد الدبيبة، رفضت الإيطالي نيكولا أورلاندو، بعدما صدر إخطار كتابي باسمه من بروكسل إلى طرابلس، بينما قالت وكالة "نوفا" الإيطالية، الجمعة، إن المفوضية الأوروبية لم تنف أو تؤكد أنباء رفض أورلاندو. وأوضحت الوكالة أن المفوضية ستنشر اسم سفيرها الجديد لدى طرابلس بعد الموافقة على تعيينه.
صفقة غامضة... ما الذي تسعى إليه رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا؟
وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، نبيلة مصرالي، ردا على سؤل لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "يمكننا أن نؤكد أن السفير خوسيه ساباديل أنهى ولايته في ليبيا اليوم كما هو مخطط له في نهاية فترة خدمته العادية"، رافضة التعليق على "رفض" السلطات في طرابلس اعتماد الدبلوماسي الإيطالي، وهو قرار وصفته المصادر بـ"الصفعة غير المتوقعة" لحكومة جورجا ميلوني.
ورجحت وسائل إعلام أمريكية أن يكون سبب رفض حكومة الدبيبة لهذا المرشح، هو تعامله الكثيف مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر، خلال عمله ممثلا لإيطاليا في ليبيا.
وقد ترددت أنباء عن تسمية رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في الرياض الفرنسي باتريك سيمونيت، بحكم أنه جاء في المركز الثاني بعد الدبلوماسي الإيطالي في قائمة المرشحين لمنصب المبعوث الأوروبي إلى ليبيا.
ووفقا للتقارير، من المتوقع موافقة طرابلس على المرشح الفرنسي، لكن قلة خبرته في الملف الليبي، ربما تحول دون ذلك؛ لأن عمله السابق كان في السعودية والبحرين وعمان.
حفتر يهنئ ماكرون على فوزه بفترة رئاسية ثانية ويشكر فرنسا على دعمها ليبيا في مكافحة الإرهاب
وهناك منافسة طويلة الأمد بين إيطاليا وفرنسا في ليبيا لأنها تمثل للبلدين أهمية استراتيجية بسبب ثروتها النفطية ودورها في أزمة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
ومن زاوية أخرى، رجحت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن يكون لرفض مرشح إيطاليا علاقة بلقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي تم الكشف عنه مؤخرا، والذي تسبب في ضجة كبيرة في الشارع الليبي، الذي يرفض التطبيع مع إسرائيل.
وقالت المجلة إن الدبيبة غير وجهته بشكل واضح من خلال إبعاد إيطاليا بسبب لقاء "كوهين - المنقوش" الذي اضطره لنفي أي توجه نحو التطبيع لتهدئة الشارع الليبي.
النائب العام الليبي يشكل لجنة تقصي حقائق حول لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الأحد الماضي، أنه اجتمع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في إيطاليا، ووصف ذلك بـ "الاجتماع التاريخي مع وزيرة خارجية ليبيا"، مشيرا إلى أنها خطوة أولى للعلاقات بين إسرائيل وليبيا.
وفي المقابل، أكدت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الليبية "التزامها الكامل بالثوابت الوطنية تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وشددت الخارجية الليبية على تمسكها بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين، مشيرة إلى أن هذا موقف راسخ لا تراجع عنه.
وقال المجلس الرئاسي الليبية إن "أي تعامل مع الكيان الصهيوني يعد خرقا للقوانين الليبية".
واليوم السبت، أعلن النائب العام الليبي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول واقعة "اللقاء السري" بين المنقوش ونظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، في روما.
مناقشة