خبراء: الانقلابات في دول الساحل الأفريقي انبثقت من فشل النخب الحاكمة وانصياعها للغرب

اعتبر خبراء، "الانقلابات الجارية في دول الساحل الأفريقي مؤخرًا، جاءت نتيجة لفشل مؤسسات الدولة في إدارة سياسات الدول ومراعاة مصالح الشعوب على نحو متوازن يُلبي احتياجاتها، وانصياعها للغرب بشكل كامل".
Sputnik
القاهرة- سبوتنيك. وقالت الباحثة والخبيرة المصرية في الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، أماني الطويل، في تصريحات خاصة لوكالة سبوتنيك، إن "النُخب الحاكمة في البلدان الأفريقية تتبع سياسات دولية خاطئة، وترفض احتواء الشعوب على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، دون إدراك أو فهم إلى أن هذه الصيغة لم تعد تعمل في الواقع الأفريقي".
ولفتت الباحثة المصرية، إلى أن "الاضطراب في تلك الدول الأفريقية، سيؤثر على التنافس الغربي بشكل عام، وسيوقف بلا شك الصفقات الغربية فيها، وسيضعف طموحات الغرب في الحصول على النفط من عملاق النفط الأفريقي، الغابون، أو عملاق إنتاج اليورانيوم، النيجر".
قائد المرحلة الانتقالية في الغابون: الانتخابات مزورة وألغيناها منعا لـ"حمام دم"
ورأت الخبيرة المصرية، أن "الدول التي شهدت انقلابات ستشكل تحالفًا ضد فرنسا والغرب عامة، وضد كل من يحاول التدخل في شؤونها أو ردعها عن الطريق التي اختارت السير فيه".
من جانبه، قال الباحث المصري في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، أحمد قنديل، إن "الموجات المتعاقبة في القارة السمراء، تحدث نتيجة للسخط الشعبي والعسكري على أنظمة لطالما كانت حليفة للغرب".
وأوضح قنديل، أن الانقلاب الحاصل مؤخرًا في الغابون، ينتج عن عدة اعتبارات، من بينها الضغوطات الغربية على الأنظمة السياسية في البلدان الأفريقية، ما أسفر عن ضغوطات داخلية شعبية، رافضة لنهب الثورات في البلاد، ومتمردة على تدهور الأحوال المعيشية، نتيجة ارتفاع مستوى التضخم وسعر صرف الدولار، مقابل العملات المحلية في هذه الدول".
وأضاف الخبير السياسي، أن "تباطؤ العمليات التنموية نتيجة سياسات التمويل الغربية، شكل عاملًا إضافيًا في تأجج حالة الاستياء نحو نظام بونغو الحاكم لأكثر من 56 عامًا، والذي كان حليفًا واضحًا للغرب، شأنه شأن رئيس النيجر محمد بازوم الذي كان حليفًا لفرنسا".
الإدعاء العام في النيجر يطالب باتخاذ كل الإجراءات لترحيل السفير الفرنسي وعائلته
ورأى قنديل، أنه من المبكر التنبؤ بمدى نجاح تلك الانقلابات، موكدًا أن الاستقرار لن يعود إلى المنطقة في المدى المنظور، خاصة مع وجود صراع على السلطة وفئات غاضبة داخل صفوف الجيش، وبالتالي من غير المتوقع حدوث استقرار".
وأعلن عسكريون في الجيش الغابوني، بقيادة قائد الحرس الجمهوري، بريس أوليغي نغيما، في خطاب متلفز، الأربعاء الماضي إلغاء نتائج الانتخابات وحل مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود.
وجرى انتخاب رئيس الغابون علي بونغو، البالغ من العمر 64 عاما، لأول مرة في العام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو أونديمبا، الذي شغل منصب رئيس الغابون لأكثر من 40 عاما.
وأعلنت السلطات في الغابون، إعادة انتخاب بونغو، لفترة رئاسية ثالثة، بعد الفوز بنسبة 64.2%، في انتخابات عامة شهدت تأجيلات، وزعمت المعارضة بتزوير نتائجها.
قائد المرحلة الانتقالية في الغابون يتعهد بإقامة مؤسسات أكثر ديمقراطية
يذكر أن انقلاب الغابون يأتي، بعد نحو شهر، من الانقلاب الذي شهدته النيجر، وقاده الجنرال عبد الرحمن تشياني، وأطاح برئيس البلاد محمد بازوم.
وشهدت دول غرب أفريقيا، خلال العامين الماضيين، 5 انقلابات ناجحة أدت إلى تغيير أنظمة الحكم في 5 دول في المنطقة.
مناقشة