بغداد - سبوتنيك. وقال الفيلي في مقابلة مع "سبوتنيك": "أعتقد أن ما جرى في كركوك يكاد يكون مفاجأة لكثير من القوى السياسية، وهنا أتحدث سواء عمن ذهب للتوقيع بطرفيه الإطار التنسيقي كونه ممثلا بالحكومة والأكراد بفعل دخول فواعل جديدة على خط الأزمة، هذه الفواعل قسم منها قريب للإطار التنسيقي، والقسم الآخر يمثّل المكونات الأخرى في داخل كركوك".
وأضاف: "هذا الوضع والإشكالية خلقت وضعا محتقنا ما تحت الجلد، ومن الممكن أن يتفجر هذا الوضع، وقد لا يكون بسبب العوامل الداخلية، وإنما من عوامل خارجية أو إقليمية في هذا الموضوع"، معتبرا أن "ما جرى يؤسس لعلاقة مرحلية ما بين الشيعة والأكراد".
وأردف: "هنا أتحدث عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين الأكراد والسنة".
وبشأن موقف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، من الأحداث في كركوك، أعرب عصام الفيلي عن اعتقاده بأن الأكراد "يتفهمون موقف السوداني بأنه ذهب بموضوع فتح المقرات، ولكن في الوقت نفسه هناك أطراف في الإطار التنسيقي من خارج الحكومة، إما التزمت الصمت أو أعطت تصريحات رمادية بمعنى أن هناك قوى ما زالت لا تؤمن بموضوع المعالجة في هذا الموضوع".
وقررت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أمس الأحد، إيقاف إجراءات تسليم مقر قيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك شمالي البلاد إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وذكر إعلام المحكمة، في بيان، أنه "بناء على الدعوى المرقمة (213/ اتحادية/ 2023) والطلب الذي تضمّنته المحكمة الاتحادية العليا تقرر إيقاف تنفيذ أمر السيد رئيس مجلس الوزراء/ القائد العام للقوات المسلحة المؤرخ 8 /2023 / 25 المتضمن (إخلاء البناية المشغولة حالياً من قبل المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك والآثار التي ترتبت عليه "لحين حسم الدعوى آنفة الذكر المطالب بموجبها الحكم بإلغائه".
وكانت قوة من الجيش العراقي أخلت في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني ( بزعامة مسعود بارزاني) في كركوك، وحوّلته إلى مقر لقيادة العمليات المشتركة، عقب تنظيم السلطات في إقليم كردستان العراق ما يسمى "استفتاء الانفصال" في العام نفسه.
وقام محتجون من العرب والتركمان في محافظة كركوك قبل أيام بقطع طريق أربيل – كركوك، رفضا لقرار تسليم مقر قيادة عمليات كركوك إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني)، فيما خرج محتجون من الكرد في كركوك، مساء السبت، في تظاهرة أخرى احتجاجا على قطع الطريق الواصل بين محافظتي أربيل وكركوك.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، مقاطع فيديو تظهر وقوع صدامات واحتكاكات بين محتجين وقوات الأمن العراقية في كركوك، ما دفع بقوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين وفرض حظر للتجوال.
وأفاد الناطق باسم قيادة شرطة كركوك، عامر شواني، في تصريح لـ"سبوتنيك"، أمس الأحد، بأن حصيلة ضحايا الأحداث التي شهدتها المحافظة السبت بلغت 4 قتلى و15 جريحا، ولفت إلى أن سقوط القتلى والجرحى "جاء نتيجة إطلاق الرصاص الحي والتحقيقات جارية لتحديد الجهة المسؤولة".
وأضاف شواني أنه "تم رفع حظر التجوال الذي تم فرضه في كركوك والحياة عادت لطبيعتها في المحافظة".