وأفاد مراسل "سبوتنيك" شرقي سوريا، نقلًا عن مصادر محلية في ريف دير الزور، أن بلدات ذيبان والحوايج والطيانة في ريف دير الزور الشرقي، تشهد هدوءا حذرا مع تراجع حدة الاشتباكات بين قوات "قسد" المدعومة بقوات "التحالف الدولي" بقيادة الجيش الأمريكي من طرف، وعناصر "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها مع أبناء العشائر من طرف آخر، مساء اليوم الثلاثاء.
وبيّنت المصادر أن الهدوء الحذر جاء بعد معلومات عن قبول الطرفين للتفاوض برعاية من "التحالف الدولي" بقيادة الاحتلال الأمريكي، لإنهاء الاشتباكات وايجاد صيغة مشتركة للأوضاع التي تشهدها دير الزور منذ عشرة أيام متواصلة على خلفية الانشقاقات والخلافات في صفوف "قسد" الموالية للجيش الأمريكي.
وأكدت المصادر أن مدن وبلدات ريف دير الزور تعاني أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل حظر للتجوال وانقطاع الكهرباء وانقطاع حليب الأطفال وتوقف العمل في الأفران، لليوم العاشر على التوالي.
وشهدت الساعات القليلة الماضية، معارك هي الأعنف بين قوات العشائر العربية وعناصر "قسد" الموالية لقوات الاحتلال الأمريكي في البلدات المحيطة بحقل العمر النفطي أحد أكبر القواعد العسكرية لقوات الاحتلال الأمريكي في دير الزور، شرقي سوريا.
وقالت مصادر محلية في دير الزور لمراسل "سبوتنيك"، إن "المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، كما تخللها أسر عدد من المسلحين الموالين لقوات الاحتلال الأمريكي، من قبل قوات العشائر".
وكشفت المصادر أن مدن وبلدات دير الزور سجلت حالة نزوح كبيرة من قبل الأهالي من محيط مناطق الاشتباك في بلدات (الشحيل وذيبان والطيانة والحوايج)، باتجاه مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، هربًا من المعارك الدائرة في بلداتهم وقد تم استقبالهم وتأمين الإقامة لهم في مدينة الميادين.
وقامت قوات "قسد" باستخدام الطائرات المسيرة للقضاء على أهداف لمقاتلي العشائر الذين تمكنوا من إعطاب أربع سيارات من نوع "همر" والاستيلاء على عدد من العربات العسكرية والأسلحة وأسر أكثر من عشرة عناصر من قسد، وسقط أكثر من 65 قتيلا من قوات قسد، فيما تجاوز عدد الجرحى الـ 80 جريحا، ولا يوجد إحصاءات دقيقة بأعداد القتلى والجرحى في صفوف قوات العشائر العربية، بحسب المصادر.
وبينت مصادر محلية لـ "سبوتنيك" أن قصفا بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة من قبل قوات قسد المتمركزة في حقل العمر تسبب بأضرار مادية في عدد من منازل المدنيين في بلدتي الشحيل وذيبان، إضافة الى إصابة عدد من المدنيين الذين تم إسعافهم إلى مشافي مدينة الميادين الواقعة تحت سيطرة الدولة السورية.
إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في ريف دير الزور لـ"سبوتنيك" أن وفدا كبيرا من قوات "التحالف الدولي" دخل، مساء اليوم الثلاثاء، إلى قاعدة حقل العمر النفطي وطالب بوقف عاجل لإطلاق الرصاص بين الطرفين والبدء في مفاوضات لإنهاء حالة الاقتتال، وذلك بعد ساعات من إعلان الشيخ مصعب الهفل شقيق الشيخ إبراهيم الهفل شيخ مشايخ العكيدات، والمقيم في قطر عن لقائه لمسؤولين عسكريين ومدنيين في الجيش الأمريكي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الدوحة، ونقل لهم مطالب العشائر وأبنائه بضرورة وقف إطلاق الرصاص وأن يتمكنوا من أخذ حقوقهم المشروعة على أرضهم.
وكانت الاشتباكات اندلعت على خلفية اعتقال قائد ما يسمى بـ "المجلس العسكري لدير الزور"، المدعو أحمد الخبيل أبو خولة، من قبل قوات" قسد" في الحسكة، الأمر الذي أثار أبناء العشائر العربية لينتفضوا في وجه قوات "قسد" المدعومة من القوات الأمريكية.