"لا يمكن لأحد أن يعطي السعودية أوامر"... خبير يوضح قرار المملكة بخفض إنتاجها من النفط

قررت المملكة العربية السعودية، يوم أمس الثلاثاء، تمديد الخفض الطوعي لإنتاج النفط بمقدار مليون برميل يوميا لمدة ثلاثة أشهر.
Sputnik
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، إن موسكو ستواصل خفض صادرات النفط، التي بدأت في آب/ أغسطس الماضي، وامتدت إلى أيلول/ سبتمبر الجاري، حتى نهاية العام الحالي.
وحول قرار المملكة العربية السعودية وروسيا بتخفيض الانتاج وتأثيره على ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي قبل نهاية العام ليتجاوز حاجز 100 دولار، تحدث محمد سرور الصبان، كبير مستشاري وزير البترول السعودي سابقا لـ"سبوتنيك"، قائلا
هدف القرارات بالنسبة لتحالف "أوبك +" ليس الوصول لأسعار مرتفعة وإنما تحقيق الاستقرار والتوازن في سوق النفط ولذلك فهي دائما تأخذ ما يسمى بـ"الاجراءات الاحترازية" التي تستبق حدوث بعض الأمور في ظل الضبابية الموجودة في الاقتصاد العالمي وهذا ما يدفعها لتبني مثل هذا القرار.
وتحدث الصبان حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على دول "أوبك +" لزيادة إنتاجها بخاصة بعد انخفاض الاحتياطي الأمريكي، الذي قد يرفع الأسعار في الولايات المتحدة نفسها، قائلا: "الولايات المتحدة كانت تمارس في البداية ضغطا لكن نحن ذكرنا أن هذا التحالف مستقل وقرارات المملكة والتحالف هي قرارات سيادية ولايمكن أن نسمح لأحد أن يعطينا اوامر وأن يتدخل في طبيعة ما يمكن أن نتبناه في إطار تحالف "أوبك+".
السعودية تقرر تمديد خفض الإنتاج النفطي الطوعي لنهاية ديسمبر
وفي إجابة عن مدى تأثير هذا الخفض في احتياطيات الدول الأوروبية مع اقتراب فصل الشتاء، قال الصبان: "مع اقتراب فصل الشتاء واستمرار تخفيض "أوبك +" وتخفيض الطوعي من المملكة وروسيا وغيرهما، فإن هذا حتما سيؤثر على احتياطيات الدول الأوروبية كما الاستراتيجية وكما هو الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية التي وصلت لأقل مستوى بالنسبة للاحتياطات في المخزون الاستراتيجي".
وحول إمكانية زيادة طلب الصين على النفط في ظل تعافي اقتصادها وتأثير ذلك على الأسعار العالمية، أشار الصبان إلى أن الاقتصاد الصيني يشهد حالة من التعافي في ظل بعض التقلبات التي أجبرت الحكومة على التدخل من خلال تخفيض بعض التعريفات والرسوم الجمركية كي يساهم في تحريك الاقتصاد الصيني.

وأضاف: تم تحديد مستوى ستة ونصف في المئة معدل نمو في الاقتصاد، وهنالك شكوك بشأن ما إذا كان سيصل لهذا المستوى، لكن أعتقد مع بداية النصف الثاني من العام منذ يونيو ولنهاية العام سيكون هنالك تحسن ونرجو أن يؤدي لارتفاع الطلب العالمي الصيني على النفط وهذا بطبيعة الحال سيؤدي لمراجعة "أوبك +" والمملكة وروسيا، حيث ذكروا أنهما سيراجعان مع بقية أعضاء التحالف كل شهر، هل هناك حاجة بمزيد من الخفض أو برفعه وهذا يؤكد أنهم جاهزون لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط.

هذا وكان وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد صرح في وقت سابق، أن "7 جهات مستقلة تحققت من التزام روسيا بخفض إنتاج النفط"، مشيرا إلى أن "منظمة أوبك+ تؤدي عملها في تحقيق استقرار الأسواق وتقليل نسبة التلاعب لدى بعض الدول".
وأوضح الوزير السعودي أن الخفض الطوعي في إنتاج النفط قد قدم ضمانات للأسواق، مؤكدًا أن روسيا خفضت إنتاجها من النفط بشكل طوعي ولم تلزمها أي جهة.
مناقشة