وذكرت وسائل إعلام لبنانية، اليوم الجمعة، تجدد الاشتباكات المسلحة في مخيم "عين الحلوة" جنوبي لبنان، بين حركة "فتح" و"الإسلاميين"، مسجلة 6 جرحى من المدنيين، بينهم رجل مسن.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام، أمس الخميس: "اندلعت اشتباكات في مخيم عين الحلوة، بين حركة "فتح" ومجموعات مسلحة، على محور التعمير البركسات، تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة، كما ويتم إطلاق القذائف التي تتردد أصداؤها في مدينة صيدا".
وطرح البعض تساؤلات بشأن أسباب عودة الاشتباكات للمخيم، وخطورة استمرارها، ومدى إمكانية تدخل الأمن اللبناني لوقفها، لا سيما بعد سقوط عدد من الضحايا.
فرقة وتشرذم
اعتبر الدكتور علي عبدو، الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، أن مخيم عين الحلوة في لبنان بات بريدًا للرسائل السياسية والأمنية الإقليمية والدولية، مطالبًا بضرورة توحيد الفصائل الفلسطينية الوطنية، خدمة للقضية ومنعًا للتناحر، الذي لا يؤدي إلى نتائج سوى إضعاف الموقف الفلسطيني على المستويين الإقليمي والدولي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ما يحدث يأتي في إطار التحركات لاجتثاث الحالات الشاذة التي تعتبر انعكاسا لما يحدث في الإقليم من تغيرات، خاصة من قبل أصحاب المشاريع المشبوهة، مؤكدًا أن توقيت ما يحدث يترك الكثير من علامات الاستفهام، لا سيما في ظل الإنهاك الكبير الذي تعاني منه المؤسسات الأمنية اللبنانية، وتداعي باقي المؤسسات الدولية.
ويرى عبدو أن وقف إطلاق النار سيبقى هشا ويتجدد في أي لحظة؛ طالما المشاريع الإقليمية والدولية لا تزال مستمرة، فيما يدفع اللاجئون الفلسطينيون والمواطنون اللبنانيون الثمن، كما ينعكس ذلك سلبا على الدخل الفلسطيني.
وقال إن إسرائيل ليست ببعيدة عما يحدث من اشتباكات داخل المخيم، حيث تعد المحرك الأساسي، لما لها من مصلحة في إنهاء حالات المقاومة وإضعافها، عبر بث بذور الفتنة والفرقة والشرذمة، في ظل ما تعانيه في جنين والضفة وباقي المدن الفلسطينية، في المقابل يوجد الكثير من العقلاء الذين يسعون لرأب الصدع وإطلاق مبادرات إيجابية تجمع الفرقاء، في مقدمتهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي حذر منذ بداية الأحداث من أن ما يحدث لا يخدم القضية الفلسطينية ويؤدي لمزيد من الفرقة.
وأعرب عن رفض الجميع في لبنان لما يحدث في مخيم عين الحلوة، خاصة أنه يضيف إلى الأزمات التي يعيشها المواطن اللبناني والفلسطيني، حيث يؤدي إلى شلل كامل في مدينة صيدا وجوارها، وترويع المواطنين بشكل دائم ومستمر، مطالبًا بالتعقل والوعي والمبادرة الإيجابية للوصول إلى حل دائم لما يحدث داخل المخيم، خدمة للقضية الفلسطينية، وحفاظا على ما تبقى من لبنان وخدمة للشعبين.
اتساع دائرة الاشتباك
من جانبه، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أن تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة اليوم كان نتيجة تراجع بعض التنظيمات عن اتفاق أمس، والذي كان بموجبه سيتم دخول مخيم عين الحلوة من قوة مشتركة وتسليم المطلوبين والمتهمين بقتل القائد الفتحاوي العرموشي.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، "التراجع عن الاتفاق أدخل حركة فتح في اشتباك مع الإرهابين، خاصة أن الحركة رأت بأن البيان هزيل ولم يسم قاتل اللواء العرموشي بالاسم، ولم يكشف عن المتورطين في قتله".
وتوقع الرقب أن "تتسع دائرة الاشتباك، خاصة أن الإرهابين المتحصنين في أطراف المخيم ليسوا فلسطينيين، بل إرهابين من جنسيات مختلفة ومتورطين في الكثير من العمليات الإجرامية حتى ضد الجيش اللبناني".
وقال إن هناك إمكانية بتدخل الجيش اللبناني بشكل كبير، في حال اتفق مع "حزب الله" على ذلك، معتبرًا أن الوجود العسكري داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان خطوة آن الأوان لمناقشتها بشكل جدي، حيث لم يعد حاجة له كما كان في السابق.
ودعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان إلى "وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، وإفساح المجال أمام القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم وهيئة العمل المشترك في صيدا، للقيام بواجباتها وتنفيذ ما أوكل لها، من قبل هيئة العمل في لبنان".
ونزحت مئات العوائل من مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين حركة "فتح"الفلسطينية ومجموعات إسلامية متشددة.
والتجأ النازحون إلى الجوامع والساحات العامة ومبنى بلدية صيدا، ومعظمهم لم تتح له فرصة إحضار بعض الأغراض الشخصية.
يذكر أن مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين شهد اشتباكات عنيفة بين فصائل فلسطينية، في وقت سابق، قبل أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار.